الانتخابات الرئاسية ... ورسالة الشعب المصري

بقلم: وفيق زنداح

ما بعد الانتخابات الرئاسية بالخارج ... وموعد استحقاقها في داخل الوطن المصري ... و ما يقارب 59 مليون مصري من يحق لهم الاقتراع بكافة محافظات مصر من اسوان حتى الاسكندرية ... وبكافة المحافظات والمناطق النائية ... القروية ... الصحراوية البعيدة والقريبة وحتى رفح ... الشيخ زويد ... العريش .. بئر العبد ... شرم الشيخ ... حلايب ... وشلاتين .. وفي كافة النبوع والقرى يقف شعب مصر العظيم أمام تحدي المشاركة الكبرى بالانتخابات الرئاسية ... ليؤكد للجميع العديد من الرسائل ... والثوابت والقناعات ... التي لا تتغير ولا تتبدل ... بل تزداد رسوخا وثباتا حتى في ظل التحديات ومحاولات الارهاب الاسود والتكفيري من محاولة تعطيل الانتخابات وافساد الاجواء ... والتأثير على معنويات المصريين .
وليؤكد شعب مصر العظيم بعد ساعات قليلة على العديد من الرسائل للداخل والخارج بمضمونها التالي :-
اولا :- مصر عبر مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية .. تلتزم بالدستور وأنظمته القانونية ... وكافة اجراءاته وتوقيتاته في ظل حريات عامة وخاصة .
ثانيا :- اسقاط محاولات افشال التجربة المصرية والتي ستبقى بعيدة المنال ومستحيلة التحقق بكل احلام جماعة الاخوان والسلفيين وجماعات الارهاب المصدرة للداخل المصري ... والتي اسقطها الشعب والمصري ومؤسساته من خلال القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الامن ... ومدى الوعي واليقظة للمصريين بعد أن كشفوا زيف المواقف ... وحقيقة التلاعب ... ومضمون المخططات التي كانت تستهدف وطنهم ... كما كانت تستهدفهم ... كما استهدفت العديد من الدول داخل المنطقة .
ثالثا :- الرهان على ان النظام الجديد في مصر بعد عزل محمد مرسي واسقاط حكم الاخوان لن يستطيع تحمل تبعات الازمات الاقتصادية والاجتماعية وما تم توارثه عبر سنوات عديدة ... ليؤكد شعب مصر على قدراته المميزة ... وابداعاته المشهود بها بسياساته الحكومية الاصلاحية بكافة المجالات الاقتصادية والهياكل الادارية ... وما تحقق من تطور ملموس بنتائج المشروعات القومية الكبرى والتي خيبت أحلام المتربصين ... وأكدت ارادة المصريين وايمانهم بما تحقق على ارض وطنهم من مشروعات وانجازات ملموسة .
رابعا :- مؤسسات الدولة المصرية بكافة تخصصاتها ومعها شعب مصر العظيم تحارب الارهاب التكفيري ... وفي ذات الوقت تعمل على زيادة معدل النمو الاقتصادي ... وتوفير كافة متطلبات واحتياجات الشعب المصري من مأكل ومسكن ومياه وكهرباء ومتطلبات معيشية واحتياجات انسانية من تعليم وصحة ومواد بترولية وطرق وكباري وانفاق ومدن جديدة ومشاريع كبرى وتخفيض معدلات البطالة وزيادة معدلات الدخل الفردي والقومي ... وفي نفس الوقت وأمام كل هذه التحديات تقوم الدولة المصرية بتنظيم الانتخابات الرئاسية بالخارج والداخل وبحسب الاصول والانظمة القانونية بكل شفافية ومصداقية وأمام عدسات الاعلام وما يحكم العملية الديمقراطية من رسالة واضحة أن الحكم في مصر بإرادة شعب مصر .
خامسا :- حرب شاملة ضد الارهاب التكفيري بشمال ووسط سيناء وبالظهير الصحراوي والعملية الشاملة (سيناء 2018 )... وبكافة المناطق التي يمكن ان تتواجد بها بؤر ارهابية ... يعتبر تحدي وطني قومي تقوم به مؤسسات الدولة بكافة أذرع القوات المسلحة والشرطة المدنية والاجهزة الامنية ... وفي ذات الوقت تأمين المرافق العامة وكافة المحاور الاستراتيجية كما الاماكن الانتخابية ومقراتها والقائمين عليها من قضاة مصر والمشاركين بالعملية الانتخابية من أبناء شعب مصر العظيم .
سادسا :- رسالة قوية تتجدد لبعض أقزام الاقليم والقوى المتربصة والمتآمرة ... والتي لا زالت تعمل كخفافيش الظلام على تخريب الواقع المصري .. وتضخيم أزماته ... ومحاولة بث الشائعات والفتن وزعزعة الثقة وادخال اليأس والاحباط بنفوس المصريين حتى لا يقوموا بالمشاركة .... وفشلهم الذريع كما فشلوا بكافة المواقع والمواقف .
سابعا :- الدول المتآمرة وأجهزة الاستخبارات الممولة والداعمة والمخططة ... وحتى من قاموا على تدريب جماعات الارهاب التكفيري ... ورهانهم الخاسر على تحقيق أهدافهم الخبيثة والخسيسة والمدانة بكافة اللغات والاديان ومن كافة المصريين ستكون رسالة قوية من خلال الملايين المشاركة بالانتخابات الرئاسية بعرس وطني مصري ديمقراطي يتم من خلاله الرد على كافة المتأمرين والمتربصين والمراهنين .
ثامنا :- المشاركة السياسية بالعملية الانتخابية سترسل برسالتها الواضحة ومعالمها المؤكدة ... وثوابتها الوطنية والثقافية والحضارية ... أن مصر وشعبها تنكسر أمامهم كافة المخططات وتفشل كافة المؤامرات ... ويصاب المخططين بالفشل وخيبة الامل وهذا ما تأكد عبر كافة مراحل التاريخ ... والذي سيتأكد بعد ساعات من خلال ملايين المصريين المحبين لوطنهم ... والحريصين على مؤسسات دولتهم ... والمفشلين لكافة المؤامرات التي تحاك ضدهم .
تاسعا :- المخطط الشرق اوسطي كان يستهدف قلب مصر لاعتقادهم ووهمهم أن بإمكانهم ان يسقطوا المنطقة .... وان يجعلوا منها وديعة ... اذا ما تم اسقاط مصر قلب العروبة النابض وهذا ما تأكد من مخططاتهم واستهدافهم وارهابهم ... والذي لا زال يتراجع ويفشل ... الى حد الانهيار كما فشل وتراجع من يمولون ويسلحون ويخططون .... وهذه الانتخابات الرئاسية والمشاركة الكبرى بها من قبل شعب مصر العظيم وبكافة المناطق سيكون الرد الحاسم ليضاف الى مجمل الانجازات التي تحققت بمواجهة التحديات التي لا زالت قائمة .
عاشرا :- مصر المكانة والدور والريادة والقيادة بالمنطقة والفاعل بالسياسة الشرق اوسطية والدولية وما تحظى به مصر من احترام وتقدير على سياستها الخارجية ومواقفها المتوازنة وما يحكم علاقاتها من مجموعة القيم والمبادئ التي تتسم بها السياسة المصرية جعل المصريين يفخرون بمؤسسات دولتهم ومدى حرصهم على المشاركة الايجابية بالانتخابات الرئاسية وتعزيز مبدأ الشراكة السياسية في صناعة القرار الوطني ... وبهذا تكون مصر قد أكدت الكثير من مبادئها وقيمها وسياساتها الخارجية والداخلية بمدى حجم المشاركة الشعبية ومدى الالتزام بالنظام والقانون .
الحادي عشر :- مصر وانفتاحها على كافة الدول وعلى المستوى الدولي والاقليمي زاد من قوتها ومكانتها وزاد من مقدار تعاونها الاقتصادي والسياسي في اطفاء الكثير من بؤر التوتر بحكمة قيادتها وسياستها ومدى القناعة الدولية والعربية بمكانة مصر وحرصها على الامن القومي العربي كما حرصها على الامن القومي المصري .
الثاني عشر :- مصر ودورها بالقضية الفلسطينية ومدى محبة الشعب المصري لفلسطين وشعبها ومدى حرصهم وايمانهم بعدالة قضيتها وما يتطلبه هذا الموقف من قوة اضافية لمصر وامن واستقرار... حتى تتوفر كافة الظروف والمناخ الاستثماري والسياحي والاقتصادي لبناء علاقات اقوى واكثر رسوخا بما يخدم مصر والقضية الفلسطينية .
الثالث عشر :-السنوات الاربعة الماضية وما تحقق فيها من انجازات ... وما تم فيها من وعود قد تحققت بقدر كبير وبما توفر من امكانيات متاحة ومن جهود مطلوبة ... حيث تعززت الكثير من السياسات لمحاربة الفساد واعتماد نظام التخطيط الاستراتيجي والبحث العلمي وسياسة التروي وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات .... مما اعطى للدولة ومؤسساتها صورة مغايرة وأكثر فعالية وحضور وقناعة لدى المواطن المصري ولدى كافة المتابعين للشأن المصري .
الشعب المصري العظيم واذ يتحرك من صباح اليوم الاول للانتخابات الرئاسية بنسائه ورجاله ... شبابه وفتياته ... بعرس وطني ديمقراطي ...وبرسالة مصرية عظيمه لكافة المتربصين والمتآمرين .... الذين يخسرون رهانهم على مدار اللحظة ... كما يخسرون أموالهم ... ووقت اعلامهم المزيف للحقائق والمتآمر مع سياساتهم والداعم لقوى الارهاب ونشر الشائعات وافساد الاجواء واثارة الفتن .
مصر وشعبها العظيم والتي يحفظها الخالق ... كما يعمل على حفظها وأمنها مؤسسات دولتها من القوات المسلحة والشرطة وأجهزتها الامنية ... ويقظة ووعي شعبها العظيم ... سترسل رسالة قوية متعددة الاتجاهات ... وبكافة المضامين والاهداف والتي ستؤكد كل ما كنا نقوله ... وما كان يقوله الشعب المصري واعلامه الوطني ... وقائد هذا الوطن المصري عبد الفتاح السيسي .
الكاتب :/ وفيق زنداح