حول الرئيس اﻻمريكي ترامب ادارته الى مستويات وجنراﻻت امنية وعسكرية وخفض موازنة وزارة الخارجية الى الثلث ورفع مستوى موزانة الدفاع لما يزيد عن 50 مليار دوﻻر واقال وزير الخارجية تيلرسون واستبدله بمايك بومبيو رئيس CIA المعارض بشدة لﻻتفاق النووي اﻻيراني والمعروف بعدائه للمسلمين والعرب.
ويزداد تطرف السياسة اﻻمريكية وعناد ترامب باعتقاده ان اﻻبتزاز اﻻقتصادي سيلحق الارادة الفلسطينية بالهزيمة وها هو يهدد بان الخطة اﻻمريكية للتنفيذ وليس للتفاوض وتحقيق اﻻمن اﻻسرائيلي المطلق والتفوق العسكري الكاسح ويعتقد ان الظروف القادمة بمتغيرات ساخنة ستوفر فوضى شاملة وانهيار للنظام السياسي الفلسطيني وبذلك يمكن القول ان القطيعة الفلسطينية اﻻمريكية غير مسبوقة منذ اتفاقية اوسلو .
وهذه اﻻتفاقية التي اعتبرتها اﻻدارة اﻻمريكية آنذاك مدخلا لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية بالمال والمشاريع التنموية وانشاء لجنة دولية خاصة تتولى تمويل السلطة من كافة النواحي وذلك لتحقيق اهداف استيراتيجية بعيدة المدى تضمن اﻻمن اﻻسرائيلي واﻻستقرار والتطبيع العربي مع الكيان العبري وتغيير الثقافات والتأثير في الهوية ومسح ألذاكرة الرافضة للاحتلال، ومع انحياز اﻻدارات اﻻمريكية لﻻحتﻻل اﻻسرائيلي وتضاعف اﻻستيطان والعدوان العسكري المستمر أدى ذلك الى ارتفاع مستويات الرفض الفلسطيني لﻻحتﻻل وللسياسات اﻻسرائيلية وبدء تقليص اﻻدارة اﻻمريكية للدعم اﻻقتصادي حتى انه في السنوات السبعة السابقة اصبح التقليص واضحا وكبيرا حتى جاءت القرارات اﻻمريكية الخطيرة واﻻنقﻻب على القانون الدولي باﻻعتراف بالقدس عاصمة دولة اﻻحتلال وقرار نقل السفارة في منتصف مايو القادم. وقبل يومين صادق الكونغرس على حجب المساعدات المالية للسلطة وربط استئنافها بقرارات السلطة بمنع دفع رواتب ومخصصات اﻻسرى والجرحى والشهداء الفلسطينيين.
ويرجح خبراء ان تقليص المساعدات اﻻمريكية لن تسبب في شلل السلطة الفلسطينية او تقويضها ﻻنها كانت على الدوام مشروطة واصبحت اليوم ابتزازية وهي غير مخصصة لدعم موازنة وخزينة السلطة بشكل مباشر بل لدعم مشاريع مؤسسات المجتمع المدني الغارقة في مرتبات باهظة للموظفين ومستشارين وخبراء وبالتالي يقل تأثير خفض المساعدات على المستوى العام وفي الوقت الذي تقدر المساعدات الدولية للسلطة ب16% فقط من ميزانية السلطة.
ان ادارة ترامب تريد ارباك المجتمع الفلسطيني ولكن اﻻمال معقودة على دعم اضافي من الدول الرافضة لسياسات ترامب وخاصة تجاه القضية الفلسطينية وهذا الدعم للاونروا او للمشاريع التنموية في فلسطين سوف يعوض النقص الناتج عن حجب ادارة ترامب للسلطة.
ان قرار القيادة الفلسطينية برفض خطة العصر وان ثوابتنا ﻻ تباع وﻻ تشترى وانه ﻻ عودة للوراء وانه ﻻ دور متفرد للادارة اﻻمريكية في العملية السياسية وان الحراك السياسي واﻻنضمام للمنظمات والهيئات الدولية مستمر ومتصاعد وان اﻻحتلال يحب ان ينتهي وان امريكا تدفع المنطقة للهاوية والفوضى والحروب وهي من ستكتوي اوﻻ بذلك وليس هناك امام الفلسطيني اﻻ الصمود والاستمرار في رفض عنجهية اﻻحتلال والمواقف اﻻمريكية المتصهينة مهما كلف الثمن.
بقلم/ د.مازن صافي