يريد البعض من خلال بعض التصريحات..... الي تعميق وتجذير الفشل بتصريحات غير مسئولة ..وغير مفهومة ...وغير قابلة للتحقق . ...تصريحات يعرف قائليها ....أنها لا تمتلك مقومات الحياة .... كما لا تمتلك الغطاء السياسي الفلسطيني .... والعربي .... والدولي . .... أي أنها تصريحات لتعكير الاجواء ...وتشتيت الجهود .... وخلط الاوراق ...حقا الفشل جماعي وليس فردي ...حتى وان كان من صناعة فصيل واحد .... الأهم بالنسبة للرأي العام نتائج التجربة ....وما تم تقديمه عبر سنوات .... من تكلفه باهظة .... وصلت الي عشرات الالاف من الشهداء والجرحي والاسري .... في ظل نتائج صفرية غير الملموسة الا بأزماتها .... وكوارثها ...بجوعها ومرضها ....وبتلوث مياهها ..... وانقطاع تيارها الكهربائي .....وعدم انتظامه ....وانهيار بمجمل منظوماتنا الاجتماعية .... الاقتصادية .... الاخلاقية ...الانسانية .... بمعني أنها مصيبة كبري .... وكارثة حقيقية .
حالة بائسة يائسة .....تؤكد على حالة الفشل ....ولا نجد من يحاول اخراجنا من هذا الفشل ....ولكن نجد من يحاول أن يعمق الفشل .
11 عام لا طائل منهم ..... ولا نتيجة لهم ...محصلتهم النهائية خراب القضية .... وانهيار منظومات الشعب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ..... وحالة من الهجوم السياسي ....والتآمر الدولي ....في ظل فرحة اسرائيلية ...ولعبة أمريكية .... وفرجة اقليمية .... ونحن لا زلنا لا نتعلم من دروسنا .... ولا نستفيد من تجربتنا ...وكل منا يريد أن يثبت للأخر انه أكثر صوابا .... ونجاحا بخياراته .... رغم أن كافة الخيارات وعبر السنوات لم تحقق النتائج المطلوبة ....لا خيار التفاوض ... ولا خيار المقاومة .
كلها خيارات تعثرت..... وتصعب تحقيق أهدافنا من خلالها .
ما حدث من انجازات سياسية لا يستطيع أحد التنكر لها .... في ظل قرارات أممية .....واعترافات دولية ....وعضوية العشرات من المؤسسات العالمية .... وهذا ليس بالشي القليل ....بل يحتاج الي جهد كبير .... استطعنا أن نحققه بحكم علاقات سياسية ودبلوماسية ...... متوازنة وقائمة على القانون الدولي ...وعدالة قضيتنا في ظل تضحيات شعبنا ....ومدي الظلم الذي لا زال واقعا علينا .
تم انجاز أول سلطة وطنية فلسطينية ....لها مرجعيتها القانونية والسياسية والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .
مشوار نضالنا الطويل ....بكافة محطاته ومنعطفاته .... شهد العديد من البطولات والانتصارات ..... كما شهد العديد من الاخفاقات والفشل ....وبكل الأحوال لا زال المشهد غير قادر على انتاج تجربة ناجحة ...... لأننا لم نستطع الاستفادة من دروس الماضي .... ولا استخلاصات الواقع ..... كما أننا لم نقرأ تجارب الاخرين .... وما كان حاسما بتحقيق أهدافهم .... من خلال وحدتهم .... وتماسكهم ..... ورسالتهم الواحدة .
بينما نحن لا زلنا برسائل عديدة ....وبجبهات متعددة .... وبخيارات لا حصر لها ..... وبفصائل لا عدد لها .... وكل يريد أن يأخذ ما يراه حقا له ..... كما الكل لا يأخذ خطوة واحدة بالاتجاه الصحيح ..... بل الاستمرار بحالة التراجع ....والترهل .... والتخاذل ....بحكم الواقع ....كما بحكم النتائج ....ولكن ليس بحكم التصريحات الرنانة .... والكلمات الكبيرة ....والمشاريع المستمرة ..... والتي يجري الحديث عنها بغير المكان والزمان ...وبعيدا عن الواقع وامكانية التحقق .
كلما نريد عقد المجلس المركزي ....نختلف على عقده .... حول المكان والزمان .... والمشاركين به ..... وكلما نريد عقد المجلس الوطني نختلف على عقده ..... ما بين القديم وما يجب أن يكون جديدا ..... ليكون الاختلاف عنوان المرحلة ....وكل شي يجري من تحت أقدامنا ومن حولنا ..... ومن فوقنا .... ولا زلنا نجادل حول القديم ....وما يجب أن يكون عليه الجديد .
كل شي نعارضه ....ونريد أن نغيره ..... دون ان نحدث التغيير داخل كل منا ..... أو التغير بمواقفنا .... أداءنا ....وحتى قرارنا .....وعلاقاتنا الداخلية .... والتي بمجملها تحقق أصفارا على أرض الواقع .... وتحقق انجازا عبر التصريحات والمؤتمرات .
لا زلنا لا نتعلم ...ولا نريد أن نتعلم .... كما لا زلنا لا نريد أن نستخلص العبر والدروس المستفادة ...بينما عدونا يستغل أخطاءنا .....بتحالفه مع أمريكا ..... حتى بدأوا يتلاعبون بنا ...ويقسمون بيننا .... ما بين معتدل ومتطرف .... وما بين ارهابي وغير ارهابي ....حتى وجدوا انفسهم مع بعض العرب ..... ومع بعض دول العالم .... أمام طريق الصفقة الاقليمية .... المفروضة .....والتي لا تنتظر القبول ولا الرفض من قبلنا .... صفقة اقليمية لم يعلن عنها ..... لكنه يجري تنفيذها أمام حالتنا ... التي نرسخ فيها حالة الانقسام والتشرذم والمناكفة ....وهذا الكم الكبير من التجاذبات الاعلامية ...واطالة اللسان الي الحد الذي لا يحترم شرعية ولا يحترم رئيسا ....وكل منا يستعرض قوته ...بطريقته الخاصة .... مع أن الجميع أضعف من بعضه البعض ....ولا نمتلك من مقومات القوة..... ما يمكننا من احداث تغير بمعادلة الصراع .
ظلمنا أنفسنا ....كما ظلمنا من عدونا المجرم .... كما ظلم العالم لنا ..... لكننا لم نرحم أنفسنا ...ولم نعمل على تخفيف الظلم علينا .... بل لا زلنا نعمل بفردية وعزلة ....وبمشاريع خاصة في ظل المجادلة والمكابرة .....ونحن نغرق ولا ندري ....نموت ببطئ ولا نشعر .... نخدع على مدار الساعة .
لن أجتهد بوصفة سحرية ..... أو وطنية ..... فالفصائل عديدة ..... والقيادات لا حصر لها ..... وذات باع طويل ..... وتستطيع أن تجد المخارج .....لما أوصلتنا اليه ..... وبما نحن عليه ....الا أنها فصائل وقيادات ....أري أنها نائمة بالعسل .... ولا تشعر بمن حولها ..... ولا تقدر عامل الزمن .....الذي ينخر بنا ..... وربما لم نبقي ما يمكن أن نتجادل عليه ....أو نتصارع من أجله .
وبعد طول انتظار والصبر على الانقسام ....نسمع ما لا يسر القلب ...وما لا يقبله العقل .....بأن المصالحة بعيدة المنال .... وأخر قال سابقا أن المصالحة لن تكون هذا العام ..... تصريح طويل ليس فيه من جديد ....وليس فيه من حل .... بل تصريح يعقد المشهد ... ويجعله اكثر تشابكا ....ويوكد ما قولنا بأننا لا نتعلم الدرس ....ولا نستخلص العبر وأننا بفكرنا الضيق ..... ونظرتنا الاحادية ....نوهم أنفسنا أن بإمكاننا أن نغير ما بذاكرة الرأي العام ...مع كل تصريح وتصريح مضاد....لكن الاساس والاصل ....أن كل ما يقال يسجل .... فإما أن يسجل على صاحبه .....واما أن يسجل عليه .....والشعب لا زال ينتظر ....ليري ماذا ستكون عليه الايام القادمة .
الكاتب : وفيق زنداح