يوم تاريخي ...شاهد ومشهود لنا ... وعلى غيرنا!!

بقلم: وفيق زنداح

الجمعة 30 مارس 2018 كان يوما فارقا بالغا بأهميته الوطنية والتاريخية ..... كما كان عظيما بتضحياته وعدد شهدائه وجرحاه ....وبعشرات الالاف ممن تصدوا لعدو مجرم.... بصدورهم العارية ....وبأعلام وطنهم ....سقط الشهداء والجرحى بمسيرة حاشدة ...وسلمية على طول الخط الشرقي ما بين القطاع و الخط الاخضر ....سقط خلالها 16 شهيدا ....وما يقارب 1750 جريحا .... استخدم فيها العدو الاسرائيلي كافة أسلحته القاتلة والخانقة والمسيلة للدموع ....استخدم عدد من القناصة والمستعربين لم يترك اسلوبا اجراميا عنصريا ارهابيا .... الا وتم ممارسته ضد شبابنا وشيوخنا ونسائنا .... الذين كانوا برؤوسهم وصدورهم وأجسادهم .... أمام اطلاق النيران العشوائية على الجموع الغفيرة من الرجال والشيوخ والنساء والاطفال ..... الذين ارادوا في هذا اليوم أن يعبروا عن مشاعرهم الوطنية ....وأن يؤكدوا على حقوقهم الثابتة ....وأن يوصلوا رسائلهم بكل سلمية وسلام .....ودون اراقة للدماء وسقوط للضحايا .... أرادوا أن يقولوا بايجاز واختصار على طول سنوات النكبة ....وحتى اللحظة التاريخية التي يواجهون بها هذا العدو المتغطرس الارهابي العنصري ..... مؤكدين على النقاط التالية :

أولا : نحن أهل فلسطين باقون.... وعائدون ....ولن يستطيع أحد النيل منا .... مهما كانت قوته وغطرسته ....عنصريته وارهابه .

ثانيا: نذكركم يا أعداء الحرية والسلام أنكم اغتصبتم أرضنا ....وهجرتمونا.... وجعلتونا نعيش بالخيام ومخيمات الشتات.... وخالفتم وتناقضتم مع القانون الدولي والقرارات الاممية 181 – 194 وغيرها من القرارات ذات الصلة .

ثالثا : بما أنكم القوة الاكبر بالمنطقة.... الا أننا جعلنا منكم القوة الاضعف... بسياستنا.... سلميتنا مما أصابكم بالارتباك واهتزاز صورتكم .... وجعلنا منكم ....ومن جيشكم الذي لا يقهر ....محل خوف وفزع وعدم اطمئنان .... وحتى عدم مقدرة على توفير الامن لكم .

رابعا : المغتصبين لأرضنا ....المهاجرين من أصقاع العالم.... من سكان غلاف غزة والمستوطنين بها.... هربوا وابتعدوا عن مناطق الحدود وعاشوا أجواء الهجرة والتشرد .... وذاقوا جزءا يسيرا من مرارة ما تم تذوقه ..... على مدار عقود طويلة .

خامسا : دولة الكيان التي تدعي الديمقراطية والحرية وأنها الدولة الوحيدة بالمنطقة ..... التي تمثل العالم الحر ....أكدت على تاريخها الاجرامي .....ووجهها الحقيقي والمزيف للحقائق .....بأنها دولة ارهاب ....وأن جيشها عنصري مجرم ....وأن سياستها قائما على العدوان والاحتلال والاستيطان .

سادسا : تأكد على مدار التاريخ ...والصراع حقيقة كذب وادعاء دولة الكيان ومؤسسيها ....عندما قالوا أن كبارهم سيموتون... وأن صغارهم سينسون.... فهل شاهدتم الصغار الكبار بصدورهم العارية ....يواجهون أسلحة الموت ....كما قالوا بأن ليس هناك شعب اسمه شعب فلسطين ..... فهل رأيتم وتأكدتم أن شعب فلسطين ..... يزيد عن 12 مليون نسمة وهو متواجد بكافة ارض فلسطين .... وخارجها .... كما قالوا بأنه ليس هناك شي اسمه دولة فلسطين .... وها نحن على مقربة من دولة فلسطين شاء من شاء ....وأبي من أبي.... وهذه حقيقة التاريخ والواقع .

سابعا : عندما نفاوضكم تتوهمون أننا ضعفاء ....وعندما نقاومكم تدعون أننا ارهاب.... وعندما نصمت لنري العالم كيف يمكن ان يمارس الضغوط عليكم .... تدعون أننا لا نريد التفاوض ....وعندما نناشدكم بالسلام والتسوية وحل الدولتين.... تتهربون وتحاولون صناعة مبادرات وصفقات وحلول على حساب غيركم. ....وكأنكم تتناسون الحقيقة الساطعة والتاريخية أننا أصحاب الارض الحقيقيين

ثامنا : لا زلتم على أخطائكم وجرائمكم ....وحتى لحظة التاريخ الذي نتحدث به .... والزمن الذي نعيش فيه ....وأنتم تحاصرون 2 مليون فلسطيني داخل القطاع .... وتمارسون بحقهم أبشع الجرائم .... كما تمارسون الاستيطان بكافة أرجاء الضفة الغربية ..... وتزيدون من عدد المستوطنين والمستوطنات.... وتحاولون تهويد المقدسات وكأنكم تتعاملون بحالة عدم وجودنا ....وتغييب حقوقنا ... وها نحن نقول لكم.... بمثل هذا اليوم ونحن نرسم حدود وطننا ....ونؤكد على حقوقنا بأرضنا .

تاسعا : القتل وسقوط الشهداء والجرحي.... ليس بالشي الجديد في سجل جرائمكم .... بل يزيدنا صلابة وقوة وعناد وثبات على أرضنا.... وتمسك بحقوقنا ..... مهما قتلتم ومهما دمرتم ومهما أجرمتم .

عاشرا : ليس أمامكم .....ولا خلفكم ... ولا تحت أقدامكم ... الا أن تعترفوا وتقروا بحقوقنا .... وبأرضنا .... وبدولتنا ...وحرية شعبنا .... حتى يمكن لكم أن تعيشوا بأمن وسلام .... والا فانكم تكونوا قد كتبتم على انفسكم نهاية وجودكم .

الحادي عشر : اليوم أمامكم فرصة تاريخية قد لا تتكرر على الاطلاق..... أن هناك من يقبل بتسوية سياسية.... وبقرارات الشرعية الدولية ....وبمفهوم حل الدولتين .... وبمبادرة السلام العربية .... الا أن هذا لن يطول وليس الي الابد .

الشعب الفلسطيني ... بعظمة تضحياته وصموده .... وتأكيده على مواقفه الوطنية وتمسكه بأرضه .....وتطلعه لحريته واستقلاله .... انما يؤكد على ثوابته ...كما يؤكد على وحدته الوطنية .... التي لا زالت قائمة ومتواصلة.... وحتى يتأكد العالم بأسره أن ما يسمي بالانقسام .....هو انقسام فصائلي حزبي ..... وخلافات سياسية .... لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني الذي يناضل ويضحي من أجل حريته ودولته .

هذه الرسالة الشعبية الفلسطينية الخالصة المحبة لفصائلها .... والتي تتقدم عليه بمواقفها ....ووضوح رؤيتها .... وشجاعة مواقفها ....وسلامة نواياها ...تناشد فصائلنا بأن تجعل من هذا اليوم التاريخي ..... يوم وحدة فصائلية .... أو على الاقل يوم توافق فصائلي ....لأن الشعب وقد تقدم على فصائله ...لن يستمر طويلا .... بانتظار توافقهم أو وحدتهم ....في ظل تضحيات يوميه ....وأزمات حياتية ...وكوارث انسانية ....لا تعد ولا تحصي .

بقلم/ وفيق زنداح