مسيرة العودة وبتر الأقدام

بقلم: أشرف صالح

في حسابات المكسب والخسارة هل بتر أقدام العشرات من شبابنا نتيجة رصاص القناصة المتفجر سيكون مكسبا أم خسارة ؟ .  وفي مسيرة البحث عن المستقبل المشرق فهل من يفقد قدمه سيكون له مستقبل مشرق ؟ . وفي موازين القوى هل الشباب العزل سيواجهون ترسانة عسكرية على الحدود في الوقت الذي تخلت المقاومة عن الخيار المسلح وإختارت المقاومة الشعبية ؟ الإجابات متروكة لكم أيها القراء الأكارم .

لقد إتفقت جميع القوى الوطنية واللجان التحضيرية لمسيرة العودة أن تكون المسيرة معبرة عن المقاومة السلمية . وأن تحمل طابع الدراما الإجتماعية والتي تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني والتي تعبر أيضا عن وحدة الشعب تحت راية فلسطين بدون حزبية . وتحمل رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني ثابت على حقه في أرضه المغتصبة . ولقد نجحت المسيرة بأن تكون غير حزبية ومعبرة عن الكل الفلسطيني ولكنها لم تنجح بالحفاظ على شبابنا .  وللأسف حدث خدعة كبيرة من هذه القوة المنظمة للمسيرة وهي تتمثل بعدم نشر الوعي والإرشاد للناس وخاصة الشباب الصغير الذين يذهبون الى السلك الشائك ويضعون أنفسهم هدفا للقناصة . علما بأن الجميع كان يعلم أن الجيش الإسرائيلي نشر مئات من القناصة على الحدود مع غزة وحذروا من عدم الإقتراب .

وبفعل هذا التقصير أصبح شبابنا يفقدون أقدامهم نتيجة الرصاص المتفجر الخارج من فوهات قناصة العدوا . وعندما نتحدث عن ما يزيد عن ألف وخمسمئة إصابة في اليوم الثالث فهذا يعني أن حالات بتر الأقدام قد تتجاوز المئة حالة نتيجة الرصاص المتفجر . لماذا هؤلاء الشباب والتي تقودهم عواطفهم الجياشة يدفعون ثمن الإهمال والتقصير من القوى الوطنية . لماذا هؤلاء الشباب يفقدون أقدامهم نتيجة حسابات ومكاسب سياسية لصالح بعض الأحزاب .

من المؤسف جدا أن تكون أقدام شبابنا مادة قوية تستخدم عبر وسائل الإعلام للكسب المادي والمعنوي لحزب ما .

إن تحديد الوقت الزمني للمسيرة والذي سيستمر حتى ذكرى يوم النكبة يؤكد لنا الخلل الكبير في إدارة الصراع وهذا في حالة أنه مجرد خلل ولم يكن متعمدا لكسب مزيدا من بتر أقدام الشباب وجلب الدعم للأحزاب . فكان من الممكن أن يكون الوقت المحدد للمسيرة ثلاث أيام أو أسبوع كأقصى حد للتعبير عن المقاومة السلمية والوحدة الوطنية وللحفاظ على أقدام شبابنا وأرواح شبابنا أيضا .

في تقديري للموقف أن الأيام القادمة ستشهد إنخفاض حاد في وتيرة الصراع وتداعيات مسيرة العودة بكس ما نسمعه عبر وسائل الإعلام المروجة للتصعيد والذي ليس لصالحنا . وهذا الإنخفاض في وتيرة الصراع لم ولن يأتي برغبة الأحزاب والقيادات بل سياتي برغبة أهالي الشباب وذويهم والسبب في ذلك أنهم في كل يوم يشاهدون أبنائهم فريسة سهلة لقناصة العدوا . ومنهم من تكون من نصيبهم الشهادة ومنهم من تتساقط أقدامهم ليسقط معها المستقبل المشرق . نتمنى السلامة للجميع ورحم الله شهدائنا .

بقلم/ أشرف صالح