إن شعبنا الفلسطيني بات اليوم أكثر صمودا وتمسكا بحقوقه متحديا كل السياسات والتشريعات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلية الرامية لتغير الواقع وسلب أرضنا المقدسة ويجب هنا أن نؤكد تمسكنا بحقوقنا الوطنية وبوجودنا الطبيعي والتاريخي في أرضنا وإن كل ممارسات الاحتلال الصهيوني لن تثني شعبنا الفلسطيني عن التصدي للممارسات الشيطانية القمعية الرامية الي تزوير الحقائق علي الأرض الفلسطينية وتزوير الواقع في القدس وسرقة تراثنا الذي عمد بدماء الشهداء عبر مسيرة طويلة من التضحية والعطاء والوفاء والإيمان بحتمية الانتصار ..
فيوم الأرض هو يوم الإنتفاضة الوطنية العارمة التي تفجرت في الثلاثين من آذار من عام 1976، نعم إنها قصة الأرض وقصة نضال شعبنا الفلسطيني المستمرة منذ اغتصاب فلسطين مع الحركة الصهيونية ، وبالتالي فإن التشبث الفلسطيني بأرض الوطن فلسطين هو لب الصراع مع الحركة الصهيونية ونتاجها المادي الدولة الصهيونية وجوهر الصراع في منطقتنا العربية .
قبل إثنان وأربعين سنة انتفض شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة بوجه حكومة الإرهابي " إسحاق رابين " بإعادة اللحمة لأرضنا الفلسطينية بوجه الإنتهاكات الإسرائيلية فقام أبناء شعبنا بالانتفاضة وذلك بإضراب شامل، ومظاهرات شعبية عمت معظم القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية داخل فلسطين، احتجاجاً على سياسة التمييز العنصري، ومصادرة الأراضي التي تمارسها السلطات الصهيونية بحق أبناء شعبنا الصامدين على أرضهم، كما شارك في انتفاضة يوم الأرض الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، ليشكل بذلك حدثا فلسطينيا وطنيا جامعا، ورمزا للوحدة الوطنية .
وهاهم اليوم أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة هاشم ينصبون الخيام على امتداد السياج الذي زرعه العدو الاسرائيلي عندما اغتصب أرضنا فلسطين والقيام بمظاهرات عارمة أعادت الإعتبار أولاً وقبل أي شيء آخر لحق العودة والقيام بخلط الأوراق وإرباك العدو الإسرائيلي وإحراجه أمام العالم مؤكدين على تمسكهم بأرض الأباء والأجداد وأنه سنحرر فلسطين كل فلسطين .
في هذا اليوم تأتي مسيرة العودة لتعيد بالذاكرة لمن نسي بأن حقنا بالعودة إلى فلسطين حق لا تنازل فيه فلا طفل ولا شيخ ولا إمرأة ولا شاب من أبناء شعبنا نسي أرضه ووطنه فلسطين فجميع أبنا شعبنا قدم ويقدم الغالي والرخيص في سبيل دحر الاحتلال وتحرير أرضه وإفشال مخططاته وأخرها صفقة القرن والتي يحاول قادة الاحتلال تمريرها لصالح الاحتلال بمحاولة يائسة لتصفية الفلسطينية .
تشكل أهمية وتوقيت مسيرة العودة في يوم الأرض بعدأ مهماً في صراعنا مع الإحتلال وخصوصاً بهذا التوقيت الدقيق الذي تمر به قضيتنا الفلسطينية ومحاولة تصفيتها بصفقة القرن ، فإسرائيل بكيانها الهزيل تخشى من تداعياتها على ازدياد الوعي الدولي قبل خشيتها على أمنها وحدودها المصطنعة في مشهد يجسد حجم النكبة الفلسطينية ويفضح ممارسات الاحتلال من خلال حصاره منذ عشر سنوات للقطاع ولتؤكد أيضاً للعالم أجمع بأن المجرمين الاسرائيلين يموتون وأطفالنا وكبارنا لا ينسون .
وأخيراً إننا في يوم وذكرى يوم الارض نؤكد على تمسكنا بهويتنا الفلسطينية وحقنا في تقرير المصير والاستقلال والعودة مما يتطلب توحيد كل الجهود الرسمية والشعبية للدفاع عن مقدساتنا وحمايتها، ومواجهة المشاريع الإستيطانية وعمليات نهب المياه والموارد والدفاع عن الأرض وهويتها ومستقبلها.
فطوبى للشهداء ولذوي الشهداء ولشعب الشهداء ... طوبى للشهداء وهم وقود الانتصارات والفتوحات ... طوبى للشهداء ودماؤهم الزكية تعطر ترب فلسطين ... وعلى دربكم سائرون حتى تحرير كامل ترابنا الفلسطيني من رجس الإحتلال من النهر إلى البحر .
بقلم / الأستاذ وسيم وني – مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث - لبنان