لطالما إستخدمت الدول الإعلام الموجه للمستهدفين من الحرب سواء كانت دول أو جماعات في مراحله الثلاث
1_ قبل شن الحرب
2_ أثناء المعركة
3_ وبعد الحرب
وكل مرحلة لها خصوصيتها حسب الهدف لكل مرحلة رغم أن الهدف العام للإعلام الموجه لكل المراحل هو إرباك الآخر وشل قدراته النفسية لإحراز النصر وإيقاع الهزيمة بالأعداء .
تختلف اليوم رسائل وسبل الإعلام الموجه عن الزمن الماضي وحتي الحديث في كون العقدين الماضيين قد شهدا تطورات نوعية في وسائل التواصل والبث الهوائي والفضائي والرقمي ووسائط التوصيل والتدفق السايبري
المعركة الدائرة الآن وهي المرحلة الثانية للإعلام الموجه كما ذكرنا بعد أن دخلت فعاليات العودة الكبري حيز التنفيذ بين الفلسطينيين والمحتل الإسرائيلي تلك الفعاليات الممتدة حتي منتصف آيار وقد تصبح مفتوحة الزمن دون تحديد.
هذه المرحلة هي أخطر مراحل الإعلام الموجه في حالة عدم كسب المعركة قبل بدئها ولذلك لابد من الإنتباه للمرحلة الثانية ونحن في آتون المعركة.
صحيح أن صورة القتل والدم تخدم الضحية أمام الرأي العام وخاصة المجتمع الإسرائيلي المواجه وخاصة وأن القتل والأصابات تحدث علي أرضنا دون تشكيل خطر علي جنود الإحتلال لوجودهم علي الأقل خارج خط الهدنة والحدود ولكن يجب ومن المهم جدا إيضاح الصورة بشكل مكبر وواضح في الإعلام وكل صورة إطلاق للنار من الجنود يجب أن تظهر الخط الفاصل خط الهدنة وأن يكتب أو يقرأ معها المسافة التي تفصل الفلسطيني المصاب عن جنود الأحتلال وتوجيهها بالذات للمجتمع الإسرائيلي بأن لا خطر كان علي الجنود وهم من يريدون ويمعنون بقصد قتل الفلسطيني الأعزل في أرضه التي يحتج بها في سلمية واضحة علي الاحتلال.
ومن اللوازم الهامة في إعلام المعركة هي المراجعة الدائمة للأثر علي المجتمع الاسرائيلي يوميا.
كذلك الإعلام الموجه ليس فقط هو إظهار الضحية رغم أهمية ذلك ولكن لابد من إتباع ذلك بالصور والرسائل التي تحمل قوة وصمود ومعرفة ونظام في حركة المحتجين فطائراتهم تصور بالطبع وقدرة المحتجين علي التنظيم هي رسالة قوية تؤثر علي الخصم.
من الأهمية بمكان أن تكون عمليات الإخلاء والتعامل مع المصاب وطريقة نقله صحيحة حتي في الظرف الحرج لأنها توصل رسالة قوية ومنظمة في هذه الاحتجاجات السلمية وتصبح بديلا للتلويح بأسلحة الردع والقوة المسلحة والمدمرة التي تظهرها الدول والجيوش لإدخال الرعب في الطرف الآخر كما في المعارك العسكرية والحروب ولذلك فأدوات التأثير في الطرف الآخر تختلف في المعارك السلميةّ
ولعل ما كان من تنظيف المكان في نهاية الاحتجاجات ما يمثل قوة مؤثرة ورسالة نظام أيضا قوية وخاصة ونحن في معركة سلمية.
ولعل الرسالة الأقوي من الاحتجاجات الموجهة فلسطينيا للمجتمع الاسرائيلي هي حالة الإنضباط في المكان والتي ستققل بالطبع من الخسائر وتعطي تشجيع للمحتجين والمشاركين الآخرين لمواصلة قدومهم للإحتجاج خاصة أنه محدد بمدة طويلة تحتاج الزخم المتواصل.
وأنا أتحدث هنا عن الاعلام الموجه للآخر وليس الموجه للفلسطينيين وللعالم فهذه قضايا أخري قد نتطرق لها أو يتطرق لها آخرون وأتمني علي المختصين والاعلاميبن والكتاب أن يثروا هذا الجانب.
أتمني علي المنظمين أن تكون رسالة يومبة إعلامية بها جزء هام موجه للإسرائيلين لهدفين أولا أن يتحركوا لردع إجرام جنودهم لعمليات إطلاق النار علي المحتجين الفلسطينيين وثانيا أن يشعروا بقوة الصمود والإدارة والنظام الفلسطيني والقلق من التطور العلمي والاداري والمعرفي الفلسطيني ويحسبوا حساب الزمن لو أصبحوا في موقف الضحايا الفلسطينيين في يوم ما.
النقطة الأخيرة والهامة في الاعلام الموجه للخصم هي إستخلاص العبر من اليوم السابق وتدارك الأخطاء بالضبط مثلما حدث في الصورة والاعلان عن شهداء القسام في اليوم الأول وأنا في تقديري أفهم لماذا تم الاعلان ولكن بالتأكيد تم استخلاص العبر من ذلك.
د. طلال الشريف