رسائل ياسر مرتجى مع استشهاده:

بقلم: سهيله عمر

مع اني لست صحفيه واكره الطريقه التي يتعامل بها بعض الصحفيين مع من ينتقدونهم. الا ان الشهيد ياسر مرتجي شكل نموذج مشرف للصحفي والمصور الفلسطيني، ويحمل استشهاده رسائل كبيره للحميع لمن يشاء ان يتدبر:

- الرساله الاولى: ان كان الشهيد ياسر مرتجى استشهد في مهمه عمل. ترى هل كان بامكانه ان يرفض المهمه الخطيره . لو رفض سيتعرض فورا للفصل لانه اخطا في نظر مديره كما فصل العديد من الصحفيين في فضائيه النحاح ومعا والكتاب . ومن ثم يجب على جميع الوكالات الاعلاميه تقدير الصحفيين ولا تمارس سياسات تعسفيه في حقهم تصل للفصل مجرد تاخرهم او رفضهم اداء مهمه. للصحفي حقوق عماليه لا يجب التلاعب بها. كما للصحفي حق في تامين حمايته وعدم تعريضه لمهمات خطره.

- الرساله الثانيه: ان كان الشهيد ياسر مرتجى صحفي حر بشركة انتاج خاصه، فهذا يدل على انه خرج باختياره ليوصل رساله للعالم اجمع، وهو حق هذا الشعب في الحريه والعيش الكريم. خرج ليوصل للعالم عن قرب صوره للنضال الشعبي العفوي الذي اتى بعد سنوات طويله من الحصار والاحتلال. صوره لا يمكن ان يرونها وهم جلوس في بيوتهم. فلماذا يقتل ؟؟

- الرساله الثالثه: فانني اسال حماس اين هو ياسر مرتجى الان ؟؟ الشاب الوسيم المليء بالعنفوان والامل وحب الحياه. اصبح صوره بعد ان كان كيان. هل لها ان تضمن لنا انه بالجنه الان. ولماذا لم توفر له الحمايه كما توفرها لقياداتها من خلال مرافقين مدججين بالسلاح. وان كانت تدعو لمقاومه سلميه، فلماذا قتل ؟؟ ادعوها ان تتفكر قبل تدعو الناس لمواجهه الاحتلال في سبيل العوده. الارض لا يحررها الا عسكر، وهذا ما شهدته الفتوحات الاسلاميه كافه. الرسول لم يخرج قط صدور عاريه للجهاد، فنحن نتعامل مع احتلال لا يعرف ادنى انسانيه.

- الرساله الرابعه: ان حلم ياسر مرتجى وهو مصور ان يركب طياره ويصور ميناء غزه من بعيد. حلم يمثل حلم كل فلسطيني في غزه ويمثل الحل سحري لكافه ازماته. فمن يحققه ؟؟

- الرساله الخامسه للكيان الصهيوني: ماذا فعل ياسر مرتجى لتستهدفه بالرصاص. هل كاميرته شكلت رعبا لدى الكيان الصهيوني لتقتله بمنتهى الاستهتار.

- الرساله السادسه للمجتمع الدولي: الى متى السكوت على جرائم الاحتلال ضد المدنيين . ان لم تستطيعوا حمايتنا فغادروا لكوكب ثاني فانتم لا تمثلوننا. وان كنا قمنا بهذه المسيره لتراقبوا وتقروا بحقنا في وطننا، فهل اقررتم بعد كل هذه الدماء التي اريقت واحصيتموها قطره قطره وشاهدتم بالصوت والصوره شهداءنا وهم يذبحون؟؟

- الرساله السابعه للسلطه: هل يستحق شعب به ياسر مرتجى ان يفرض عليه عقوبات ؟؟ ام يستحق ان يكرم ويخفف من ازماته ايا كان من يحكمه. هل اصبح مصير اهم غزه محكوما بمن يحكم وهو لا يملك حتى حق الانتخاب في اصغر مؤسسه به بسبب ديكتاتوريه الحكام. لماذا تضعون اهل غزه في وجه المدفع؟ وماذا يستطيع ان يقدم لترجع لحضن الشرعيه اكثر مما قدمه في سنوات الحصار ؟؟

- الرساله الثامنه لمصر: لماذا لم يستطيع ياسر مرتجى تحقيق حلمه البسيط بالسفر عبر الطياره وقد تجاوز الثلاثين عام . هل كان ارهابيا ليغلق في وجهه المعبر ؟؟

- الرساله التاسعه: ان استشهاد ياسر مرتجى يؤكد وحده الشارع الفلسطيني. ياسر مرتجى مواطن وليس لاجيء من اراضي ال 48 وكان بأمكانه التقاعس عن حضور المسيره لانها لا تمثل مصلحه له. الا ان حضوره اكد اننا شعب واحد وارضنا واحده وهمومنا واحده لا يمكن ان تفصلنا أي حواجز او حدود.

[email protected]