هل تستطيع حماس وقف فعاليات العودة ؟

بقلم: طلال الشريف

قلنا منذ البدء أن حراك العودة الكبري هو قضية إستراتيجية من الطراز الأول وغير قابل للتكتيك وهو في حد ذاته يشكل فرصة وفي نفس الوقت يشكل تهديد حسب تحليل "سوات" وتحليل "سوات" علميا لمن لا يعرفه ركائزه أربع عناصر أولها عنصر القوة وثانيها عنصر الضعف وثالثها عنصر الفرصة ورابعها عنصر التهديد. وهذه العناصر الأربعة هي أساس أي خطة أو أي خطوة نريد تنفيذها.

نأتي الآن لقضية حراك العودة الكبري ولماذا تشكل عنصر قوة وعنصر تهديد في نفس الوقت وهي من القضايا المؤجلة الخمس التي تركها المفاوضون في أوسلو لمرحلة الحل النهائي ليس لشيء إلا لأنها قضية معقدة وخطيرة وإستراتيجية في الصراع مع الإحتلال إن لم تكن هي أساس الصراع ولذلك كان العمل عليها لا يعتمد علي العاطفة ولا يمكن النجاح في حلها أو إستخدامها كتكتيك لأهداف أخري وهي قضية واضحة وصريحة والعمل عليها لابد أن يكون واضحا وصريحا ولذلك أنا أستبعد أن يكون حزبا أو حركة بحجم حركة حماس لا تدرك ذلك وأرادت من وراء وقوفها القوي الذي سمح للجمهور بالحركة علي خط التماس والذي قد يعرضها ومستقبلها للخطر وأن يكون مصيرها علي المحك خاصة في ظل معرفة الجميع بنوايا إسرائيل والولايات المتحدة لإقتلاع أي حاجز أو معارض لخطة ترامب وصفقة العصر بعد التوافق العربي معها.

لو كانت حماس في نيتها التكتيك لحل أزماتها وأزمات غزة فعلينا التنبيه والتبصير لها بأن التكتيك بالاستراتيجي خطير وأوقع قبلها ياسر عرفات في الخطأ حين تبني عملية السلام وعندما تضايق من عدم إلتزام إسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق أوسلو غض الطرف أو أوعز بإنتفاضة النفق وإنتفاضة الأقصي أي أنه تكتك بالاستراتيجي المناقض لعملية السلام الذي وضعه خيارا استراتيجيا وذلك بإشعال الانتفاضة والمواجهة وهنا كان الخطأ حين تجرأ الاسرائيليون والغرب وأمريكا للخلاص منه وتدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية حتي الآن وغابت عملية السلام ووصلنا لما نحن فيه من الحروب والتقلبات رغم أن إسرائيل هي التي أفشلت عملية السلام ودفعت ياسر عرفات للتكتيك بالاستراتيجي وبإعتقادي هذا هو السر وراء عدم تبني الرئيس عباس أي خطوة تخرجه عن برنامجه وإستمراره في محاولة إنجاز حل عبر المفاوضات بعيدا عن الإشتباك مع المحتل رغم النقد اللاذع لعباس والمعارضة الكبيرة له من جموع شعبنا ولذلك نقول إن التكتيك بالإستراتيجي خطأ كبير رغم إعتراضنا علي إدارة كل المسيرة والتخبط الذي شاب مواقفنا الفلسطينية في إدارة الصراع ولكن يجب أن نتعلم من أخطائنا علي الأقل إن لم نحرز نتائج إيجابية.

الآن حراك العودة في إوجه وطالبنا بقيادة أو جبهة إنقاذ تتجاوز النظام السياسي بمجمله لتكون مساحة الحركة من قيادة جبهة الانقاذ للشعب ومع الشعب كله أوسع من تحريكها من خلال حزب تحمله إسرائيل والعالم المسؤولية وأنه ليس مخولا بقيادة حركة الشعب الفلسطيني ويجب إقتلاعه من الطريق.

ما أردت قوله هنا يجب أن تركز حماس في الهدف الاستراتيجي بالعودة حقيقة لما لذلك من فوائد أكبر من التكتيك وبه حماية من التفرد بها خاصة وأن إستجابات الضفة الغربية بالمشاركة لم تعط النتائج المناسبة للحدث لتحدث المطلوب في 15مايو ومن غير الخافي في السياسة بأن تحركات تجري لوقف حراك العودة بالنصيحة والإغراء ووجها الآخر الحرب علي غزة وهو شيء شبه مؤكد في حالة عدم قدرة إسرائيل علي وقف الحراك بغير الحرب.

لدينا كشعب ولحماس خيارين لا ثالث لهما الأول تشكيل جبهة إنقاذ تشارك هي بها مثل الآخرين وتصبح المسؤولية علي عاتق جبهة الإنقاذ التي تمثل كل الشعب الفلسطيني وتواصل فعاليات الشعب نحو الهدف للعودة والتصدي لمؤامرة تصفية القضية عبر الصفقات ونسيان الأهداف الأخري لحل أزمة حماس وغزة وأن الأزمة أزمة قضية وشعب كامل والخيار الثاني وقف الحراك فورا والانتقال بكل السبل لتسليم غزة للسلطة المركزية ويتحملون هم المسؤولية عن إدارة الصراع في حالته الراهنة وهي حالة من الصعوبة بمكان إمكانية تهدأة هذا الحراك وخاصة في ظروف التآمر والتصفية للقضية وأنه إنطلق كالصاروخ بلا عودة إلا بحلول ترضي شعبنا ليس في غزة بل في كل مكان يوجد به فلسطيني في الداخل والخارج والشتات وعندها أيضا ستحتاج السلطة المركزية للإسراع في تشكيل جبهة إنقاذ تمثل الجميع في مواجهة التصفية للقضية وإلا سيقتلعهم الشعب في طريقه للثورة علي الجميع نظاما وإحتلال.  

بقلم/ د. طلال الشريف