بعد وقوع كارثه قطع الرواتب ..من الالف للياء

بقلم: سهيله عمر

وقعت اليوم الكارثه وتم وقف صرف رواتب قطاع غزه لشهر مارس بينما صرفت رواتب الضفه الغربيه. ووفق ما تسرب من اجتماع اللجنه المركزيه، فان شرط الرئيس الفلسطيني الاساسي لدفع الرواتب مجددا هو ان تقوم خركة حماس والفصائل كافه بتسليم سلاحها للسلطه ولن يسمح باي ميليشيات للمقاومه في قطاع غزه. وانه يريد ان يدفع المسيرات في غزه نحو الاحتجاج ضد حماس وليس للعوده وبهذا تعيد اسرائيل ما استقطعته من مقاصه. وانه يرفض التدخل في قراراته من قبل مصر. واعطى مصر الفرصه الاخيره للتدخل لحث حركة حماس على القبول بشروطه في اليه التمكين. وان رواتب الموظفين هي اخر اوراقه. وانه لا يعترف بنتائج التحقيق في غزه بحادث الهجوم على موكب رئيس الوزراء.

وردت حركة حماس عليه بمؤتمر صحفي ان سلاحها وانفاقها وصواريخها هي لها ولن تسمح بالمساس بهم وستدعم مسيرات العوده وفك الحصار.

وهنا وجب علينا ككتاب محايدين التدخل بطرح اراءنا من منطلق اننا مواطنون فلسطينيون من غزه، ولسنا غرباء اومأجورين لاي طرف كان:

1. ترى من اجرى الانتخابات التشريعيه ووافق على مشاركة حماس وهو يدرك ان حماس لا تعترف باوسلو. مما يعني ان اي حكومه ستكون بها حماس ستتعرض للحصار الدولي حيث لا تعترف باستحقاقات اوسلو. وكيف سلمت غزه لحماس في غضون يومين ؟؟ ومن المسئول الحقيقي عن حادث الهجوم على موكب رئيس الوزراء ؟؟ اليس المسئول عن الهجوم هدفه القضاء على غزه بشكل نهائي ؟؟

2. نحن ندرك خشيه الرئيس من سلاح الفصائل لانه استخدم في الانقلاب بعام 2007 ضد السلطه الشرعيه بسلوك تهوري من حماس نظرا للاقتتال الداخلي حينها وعايشناه واريق فيه المئات من ضحايا فتح وحماس. لكن نحن المتابعون لاتفاق المصالحه منذ عام 2011 وما تلى لم نقرأ أي بند يشترط ان تسلم الفصائل سلاحها الذي تستخدمه في مقاومه الاحتلال للسلطه. نعم ندعم وجود جيش موحدا ، لكن في ظروف الاحتلال لا يمكن ان يتوفر لنا جيشا موحدا ولهذا ذهبتم كتنظيمات لتشكيل فصائل لتحرير فلسطين، ولسنا نحن اهل غزه اصحاب الفكره. ثم ان سلاح الفصائل يستخدم اساسا للدفاع عن قطاع غزه لدى اجتياح الاحتلال، ولولا وجود مقاومه في قطاع غزه لوجدنا الاحتلال يجوب قطاع غزه يعتقل كما يشاء كما في الضفه. اذن الفوائد من سلاح الفصائل تفوق كثيرا عن المخاوف منه طالما نحن تحت الاحتلال. المهم ان يكون تحت المراقبه ولا يستخدم للفلتان الامني او الانقلاب على السلطه الشرعيه مجددا ولكم ان تطالبوا بكافة الضمانات لذلك. كما تستطيعون ان تشكلوا لجنه وطنيه تراقب استخدام سلاح الفصائل. حتما انكم كساسه وعسكر تعرفون كافة الاليات لتنظيم استخدامه.

3. لماذا يربط لقمه عيش الناس بتسليم سلاح الفصائل من عدمه ؟؟ ما دخل الناس بسلاح الفصائل لتربط رواتبهم به ؟؟ هل يوجد بند في قانون الخدمه المدنيه ينص على ذلك ؟؟؟ ثم اليس المستفيد من ذلك الاحتلال وان كانت النوايا وطنيه؟؟

4. لا يصح الا الصحيح. اذا حل مشاكل التمكين الامني في غزه ان تسلم حماس الاحهزه الامنيه والوزارات للسلطه، وهو حقها الطبيعي لان حماس استولت على الاجهزه الامنيه وطردت جميع موظفيها بالقوه. ومن الطبيعي ان السلطه تسترد ما سلب منها بالقوه بما في ذلك اسلحتها التي صودرت منها. امر لا يختلف عليه اثنان. فلماذا ندور في هذه الدائره المفرغه. نطلب من حركة حماس تسليم الوزارات والاجهزه الامنيه للسلطه بالطريقه التي تختارها السلطه. وحتما لن ترمي السلطه موظفي حماس بالشارع، لانهم مسئوليتها . لكن يجب ان يتم التوافق على الاستلام والتسليم. الاستلام والتسليم لا يمكن ان يكون عبر الاعلام. بل عبر المجيء لغزه. ويستطيع اكبر قاده حماس مرافقه الوزراء من بيت حانون ان كان هناك خشيه على حياه الوزراء. كما لا يجب المساس بالامن الوظيفي لموظفي حماس لدى التسليم.

5. انا اكثر من انتقدت حماس في مناوراتها على مدى جولات المصالحه واستطيع استشفاف نواياها من خلال اي تصريح. لكن نلمس ان حماس هذه المره قدمت تسهيلات في تمكين الحكومه عن المرات السابقه بدليل سماحها لالاف الموظفين العوده لاعمالهم وتسليم المعابر. وذلك بسبب التدخل المصري. ولا نعرف الاشكاليات القائمه بالنسبه للتمكين. على سبيل المثال، لم يدعى الكثير من الموظفين في العديد من الوزارات للعوده وهذا امر عليه علامه استفهام ؟؟ هل يوجد فيتو من حماس لعودتهم ام قرار الوزير ؟ وكنت استغرب ان يخرج وزير ويقول انه هدد بالقتل بينما اقرأ قرارات له بعوده اكثر من 3000 موظف في وزارته. كيف ينجح وزير في اعاده اكثر من 3000 موظف وهو غير ممكن او مهدد.

6. من اول يوم بالانقلاب كان من الواضح استهداف موظفي السلطه من الجميع وتم التعامل معهم كفئران تجارب. طلب من الموظفين جميعهم ان يجلسوا في البيت بقرار سياسي استثنائي وبانتقائيه غريبه،حيث استثنى موظفو الصحه والتعليم وسلطه الطاقه والشئون المدنيه من هذا الامر. وتم وعد موظفي السلطه بالحفاظ على كامل حقوقهم الوظيفيه ان التزموا بالقرار. واضطر الموظفون مجبرين ان يلتزموا بالقرار السياسي الاستثنائي حفاظا على لقمه عيشهم وليساعدوا السلطه على العوده لغزه. ومن ثم اعتبرتهم حماس مستنكفين ونبذتهم في المجتمع وسنت ضدهم كافة القرارات التعسفيه التي تحرمهم من حقوقهم. على سبيل المثال كانت ترفض مجرد عملهم كمدرسين بالساعه في أي جامعه وتفرض ابناءها، وترفض حتى عملهم كسائقين.هذا ناهيك انهم عرضه بشكل دائم للاعتقالات. وحتى لدى جولات المصالحه، عارضت حماس عودتهم للعمل بكافة الحجج. الا انها سمحت بعوده الالاف منهم بجوله المصالحه الحاليه تحت الضغط المصري لانجاح المصالحه. الا انه كان هناك ايضا انتقائيه واضحه للدعوه بالعوده للعمل، حيث دعي موظفو بعض الوزارات للعوده ولكن استثني ايضا العديد من موظفي الوزارات من العوده. واليوم تعلن السلطه بتخليها عنهم تحت مبرر جدا واهي وهي انها لم تتمكن من القطاع ويجب على حماس ان تصرف رواتبهم. كيف لحماس ان تصرف رواتب لموظفين طلب منهم الجلوس في البيت تلبيه لامر السلطه وهم ليسوا على راس عملهم ؟؟ ومن هنا يبدو من الواضح ان موظفي السلطه مستهدفون من الجميع. ترى أي لائحه في لوائح قانون الخدمه المدنيه يبيح بذلك ؟؟ اعطونا هذا البند.

7. حماس فازت بنتائج الانتخابات التشريعيه. أي ان مفترض انه لها شعبيه في الشارع الفلسطيني بحكم تضحياتها في مقاومه الاحتلال واستشهاد اكبر قادتها واعتقالهم. ومع معارضتي لسياسات حماس وانقلابها وعنصريتها في التوظيف واستحواذها على كثير من ثروات غزه، الا انه لم تسجل في تاريخها انها فصلت موظف او قطعت راتبه او انها تهاونت في أي فلتان امني، او حتى قمعت أي كاتب عن ابداء رايه. او انها تخلت عن حقوق أي موظف لديها او قبلت ان ترمي موظف لديها في الشارع ليتسول.

8. المشهد الجديد القائم حسبما اراه ليس" يانشيل ويا تشيل" بهدف التنصل من المسئوليه نحو موظفي السلطه خاصه الذين ليسوا على راس عملهم بامر السلطه. بل "يا اما نعيش ويا اما انتم تعيشوا" .

9. واذا نظرنا للوضع القائم، فاننا سنجد ان السلطه تطعمنا وحماس تحمينا من اجتياحات الاحتلال، فلماذا تختلفان ؟؟ اذا كانت هذه الاجراءات هي للضغط على حماس من خلال ثوره الشعب عليها. فانني اقول لكم انه لن يثور على حماس لانها ليست من فرضت تلك العقوبات عليه، من البديهيات.

نناشد فخامه الرئيس الفلسطيني الامر بصرف رواتب موظفي السلطه وان لا يستمع للمحرضين على اقوات ابناء غزه. الناس هنا في امس الحاجه للقمه العيش. لا يمكن التعامل مع اهل غزه بهذه الطريقه فهم بامس الحاجه لخدمات السلطه ويقدر بشده وقوفها بجانبه وعدم تخليها عنه في سنوات الانقلاب. ولا نستطيع ان نحصي افضالها علينا. لا اعتقد انه يطيب للرئيس ان يرى جميع الشعب متسولا. حتى التسول اصبح امرا محالا في غزه. لقد تجاوزتم مع حماس الكثير من اتفاقات المصالحه ومعضلات التمكين وباعتراف الطرف المصري، ولم يتبقى الا القليل. فاتموا ما اتفقتم عليه من استحقاقات المصالحه. المصالحه استحقاق للشعب الفلسطيني وليس تهرب من مسئولياته وتخلي عنه. وليس من شيم الرئيس التخلي عن شعبه كما عهدناه دائما.

سهيله عمر
[email protected]