بمنتصف الشهر الحالي تعقد القمة العربية بالرياض العاصمة السعودية .... في ظل أجواء وتحديات عاصفة تمر بها المنطقة ..... وفي ظل أوضاع عربية .... واقليمية ودولية ..... تؤشر الي حالة صدام على الجبهة السورية .... في ظل تباعد المواقف العربية حول الملف السوري كما تباعد واختلاف المواقف الدولية .... وخاصة ما بين القطبين الامريكي والروسي .
أمريكا وكعادتها.... وعهدها معنا ....أنها على الدوام ضد حقوقنا العربية ....وتعمل بكل جهدها وقوتها على اضعاف العرب ...وزرع بذور الفتنة بينهم ....وصناعة قوي الارهاب والتكفير على أرضهم .... برعايتها الدائمة للارهاب الدولي ....كما الارهاب الاقليمي .... لتحقيق مأربها وأهدافها الخبيثة .....وحتى توفر كافة الظروف لتعزيز مقومات القوة لدي الكيان الصهيوني .....واستمرار تفوقه العسكري وممارساته العنصرية العدوانية والارهابية عملت الولايات المتحدة كما دولة الكيان ....كما بعض عواصم الدول ....على تلفيق الاتهامات ....وصياغة الروايات الكاذبة ....ومحاولة الصاق الاتهامات لسوريا وجيشها العربي ونظامها القومي حول استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما ..... وهذا على عكس الحقيقة ...ولا يمت بالواقع بصلة..... من قريب ولا من بعيد ....وما تم اكتسابه من تجربة غنية بالاعلام العربي والدولي ...وحتى للعاملين بمجال السياسة ..... من أن الاتهامات والصاقها وتبريرها ونشرها وصياغة الروايات حولها ..... تنفرد بها الادارات الامريكية المتعاقبة ...كما تنفرد بها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة..... حتى بعض العواصم المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تربطها علاقات استراتيجية .
محاولة استهداف سوريا العربية ...وتوجيه ضربات عسكرية لها ..... واستمرار احتلال أجزاء من أرضها ....في ظل انتصارات الجيش العربي السوري.... وتحرير مساحات واسعة من الارض السورية ...محاولة واضحة ومفضوحة ..... ولا تحتاج الي اثباتات وتأكيدات حول عدم صدق الرواية الامريكية ....وحول الاكاذيب والافتراءات والتضليل الاعلامي المستمر ضد سوريا وجيشها العربي .
ستخطئ أمريكا.... كما ستخطئ تركيا باحتلالها لبعض اجزاء شمال سوريا ...كما احتلالها لبعض اجزاء شمال العراق .... كما تدخلها السافر وامعانها بالتدخل بالشؤون العربية .... كما ايران ....كما ستخطئ دول التحالف الشيطاني اذا ما حاولت الاعتداء على سوريا وجيشها وشعبها ...لأن سوريا ليس وحدها ....بل ان سوريا الصامدة منذ سنوات..... في مواجهة الارهاب وقوي الشر والظلام ...وشياطين الجوار السوري ....انما يؤكد على أن سوريا قادرة على استعادة مقومات قوتها ...وبسط نفوذها .... وارغام قوي الشر والظلام على الانسحاب من الارض السورية ...والعمل على السيادة الكاملة .... وعدم القبول بتجزئة سوريا ما بين الطوائف في ظل شعب واحد ....وجيش عربي واحد ....وقيادة واحدة .
سوريا ..... والتي يقف معها ويدعمها الكثيرين ...منهم الظاهرين والمعلن عنهم ..... وعلى رأسهم روسيا الاتحادية والرئيس بوتين .... والذي أكد بمواقفه العلنية والخفية أن محاولة استهداف سوريا لن يمر ....وأن الصواريخ الامريكية سيتم تدميرها .....بل أن قواعد اطلاق الصواريخ سيتم تدميرها ...كما حال روسيا الاتحادية ...كان الموقف الايراني الداعم والمساند لسوريا في حربها ضد الارهاب وقوي الشر ....كذلك مواقف العديد من الدول العربية ...وحتى الصين الشعبية وكوريا الشمالية وغيرها من الدول .
القمة العربية التي ستعقد بعد أيام قليلة بالرياض أمامها العديد من التحديات ....كما أمامها العديد من الحقائق والثوابت التي يجب التأكيد عليها ..... والحرص على الاعلان عنها بكل قوة سياسية .....من خلال قرارات قمة عربية يجب أن تجمع على التالي :
أولا : رفض القرار الامريكي بخصوص القدس والتأكيد على أن القدس عاصمة لدولة فلسطين..... وحتى ان القمة هي قمة القدس وعروبتها واسلامها والتي لا يمكن الانقاص منها أو تجزئة السيادة عليها.... أو حرمان المسلمين منها ...وحتى حرمان المسيحيين والديانات الاخري من أداء الصلاة بها .
ثانيا : تأكيد القمة على خطاب الرئيس أبو مازن بمجلس الامن والتأكيد على مبادرة السلام العربية ....كما التأكيد على ضرورة عقد المؤتمر الدولي للسلام حتى تكون الرعاية لعملية التسوية من خلال جهات عديدة .... بعد أن فقدت أمريكا حالة الانفراد بتلك الرعاية .... وفقدت مصداقيتها ونزاهتها وحياديتها .
ثالثا : اعلان القمة يجب أن يؤكد على السيادة ووحدة الارض العربية وعدم الانقاص منها..... تحت أي مبررات أو ذرائع ...فسوريا واحدة موحدة حتى وان اختلف البعض مع نظامها السياسي ....واليمن وحدة واحدة موحدة حتى وان اختلف البعض مع الانقلابيين الحوثيين ومن يدعمهم .
رابعا : تأكيد القمة على محاربة الارهاب بكافة اشكال ووسائل الحرب الثقافية والاعلامية والدينية وحتى المواجهة الميدانية وقطع دابر الارهاب واجتثاث جذوره ....واستئصاله من المنطقة ...والوقوف أمام كافة الجهات الممولة والمساعدة على تحركه وتسليحه وتمويله ....وخاصة تركيا وقطر والتنظيم الدولي للاخوان .
خامسا : أهمية التأكيد على أن دولة الكيان لا يمكن لها أن تنعم بالامن والاستقرار في ظل حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية وعلى رأسها حقه بتقرير المصير واقامه دولته بحدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية باعتبار هذا الموقف خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه أو القبول بأقل منه في أي موقف ....ومن خلال أي منبر ...أو اتفاق .
سادسا : مساعي الولايات المتحدة لترتيب أوضاع المنطقة من خلال ما يسمي بصفقة القرن لانهاء الصراع وايجاد حل اقليمي ..... لا يمكن أن يكون مقبولا ...ولا يمكن أن يمرر في ظل اعلان ترامب وفي ظل التغاضي عن قضية اللاجئين .... وفي ظل اسقاط أهمية ازالة الاستيطان وعدم مشروعية المستوطنين ووجودهم ....وضرورة السيادة الكاملة للفلسطينيين على أرضهم وحدودهم وبحرهم وأجوائهم ....لأن اى تسوية أو مبادرة أو صفقة لا يمكن الالتفات اليها ....أو البحث في بنودها أو التعاطي معها اذا لم تكن كافة القضايا بداخلها ....واذا لم يكن هناك قبول مسبق لما سيأتي عليه الحل السياسي من دولة وعاصمة وحق اللاجئين ...وازالة الاستيطان عن أرضنا
القمة العربية القادمة بعد ايام قمة هامة وحاسمة .....وفي مواجهتها الكثير من التحديات والأخطار ..... وعلى رأسها الارهاب الأسود والخطر الايراني ..... والحوثيين كما جماعات الارهاب المتواجدة على الأرض السورية وما تبقي منها على الارض العراقية وما تبقي منها بشمال ووسط سيناء .
سابعا : تأكيد القمة العربية لمواقف سابقة حول الرعاية المصرية المباشرة للمصالحة الفلسطينية ..... وعدم التدخل بهذا الملف ....مع حق مصر الشقيقة في المتابعة والرعاية والوصول الي وحدة الأرض والسيادة وتمكين حكومة التوافق الفلسطينية وعودة السلطة الوطنية ...وتسلمها لقطاع غزة ....وانهاء الحالة المأساوية الكارثية وعدم القبول بأي حالة انفصالية عن الوطن الأم .....سواء في فلسطين أو في أي منطقة عربية .
قمة عربية قادمة ..... ستفرض نفسها من خلالها تحديات لا زالت ماثله أمام الجميع ....وفي ظل أجواء حرب لا نعرف مدي احتمالاتها .....في ظل التهديدات القائمة من قبل الرئيس ترامب ومن قبل بعض عواصم الغرب المتحالفة معه..... والتي نرفض تضليلها وخداعها كما حصل بالعراق بعهد الرئيس صدام حسين ....والحديث عن أسلحة كيماوية ....وما وصلت اليه نتائج التفتيش الدولي من عدم وجود تلك الاسلحة المزعومة ....يعاد تكرار السيناريو مع سوريا الشقيقة ومحاولة اتهامها ....والصاق جريمة قتل الابرياء بالجيش العربي السوري في ظل ما يمتلكه الارهابيين من اسلحة كيماوية ثبت استخدامها أكثر من مرة .
العرب وقمتهم .... والتحديات الماثلة أمامهم ....في ظل أجواء حرب قادمة على قطر عربي ....أما أن يزيد من قوة القرارات العربية ....واما أن يضعفها ...ويجعل من القمة وكأنها لا لزوم لها ....وعليهم الاختيار .
الكاتب : وفيق زنداح