في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم السبت قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعدوان ثلاثي غاشم ....مدان .... ومستنكر ..... من كافة أحرار العالم ومؤسسات المجتمع الدولي التي لم توفر الغطاء الشرعي والقانوني..... لهذه الضربة التي تعتبر خارج اطار القانون الدولي ...... والتي تعبر عن مصالح أمريكية بريطانية فرنسية ..... ضد سوريا وشعبها وجيشها العربي ...وضد أمتنا العربية وشعوبها ..... وأمنها واستقرارها .
بوارج حربية ...ومنصات صاروخية .... وطائرات قاذفة .... قامت على توجيه صواريخها ضد المطارات والمراكز العلمية والبحثية ....والفرق العسكرية ....والحرس الجمهوري السوري ....ومخازن الاسلحة .
9 أهداف سورية تم قصفها ... بالصواريخ من البحر والجو ..... ما بعد تهديد أمريكي بريطاني فرنسي .....وما بعد اعلان الرئيس الامريكي ترامب بأنه سيوجه ضربة عسكرية ....ومعه الحلفاء التقليديين .... الي سوريا وجيشها العربي .
ضربة عسكرية تعتبر بحسابات المفاهيم العسكرية والاستراتيجية محدودة ودقيقة ..... وهجوم لمرة واحدة .... يراد منه ارسال رسالة الي سوريا وزعيمها ورئيسها بشار الاسد .
رسالة امريكية بريطانية فرنسية .... يضاف عليها بعض العرب وخاصة قطر التي انطلقت من القاعدة الامريكية طائرات الغربان الاستعماري الجديد لضرب دمشق الفيحاء وريفها .... والعديد من المناطق السورية .
ضربة عسكرية اجرامية لن تغير من المعادلة القائمة .... ولن تحدث تغيرا جذريا وجوهريا .... في نتائج الحرب الدائرة والانتصارات المحققة ...من قبل الجيش العربي السوري .... لكنها محاولة دعائية اعلامية..... حاولوا من خلالها ارباك المشهد السوري والعربي ما قبل القمة العربية ..... واحراج قادة وزعماء العرب ...ووضعهم في موقف حرج ازاء استهداف عاصمة دولة عربية مستقلة ..... وعضوا في كافة المؤسسات العربية والاقليمية والدولية ..... ودون سقف قانوني دولي أو قرار أممي .... يسمح لأمريكا وحلفائها بتوجيه ضربة عسكرية استنادا الي ادعاءات كاذبة ...وروايات مزيفة ...وأقاويل وفبركات اعلامية .....حول الهجوم الكيماوي على دوما .... كما يدعون ويكذبون .... واستمرارهم باطلاق شائعاتهم وتصريحاتهم حول المراكز البحثية السورية العلمية ....والتي تمتلك من المواد الكيماوية ما يشكل خطرا في اطار الوهم والخداع والتضليل ...وكأن التاريخ يعيد نفسه ما بين العراق بالامس ...وسوريا اليوم .
بعيدا عن المواقع والمناطق التي تم استهدافها .....لابد من الاشارة والتأكيد .....على موقف التحدي والبطولة التي أظهره الشعب السوري ....وجيشه العربي .... ونظامه السياسي .... كما ضرورة التأكيد على الموقف المبدئي لروسيا الاتحادية التي عبر عنها الرئيس بوتين .... وسفير روسيا الاتحادية بواشنطن والذي اكد أنه ليس من حق الولايات المتحدة القيام بهذا العدوان ....والذي سيكون له ما بعده من نتائج .
الولايات المتحدة التي حاولت كما في العراق أن تشكل تحالف دولي ....تعمل اليوم على صناعة تحالف بريطاني فرنسي .... واسرائيلي في ذات الوقت دون اعلان ....في ظل تقاسم الادوار ما بين الضربات الامريكية ...وما بين الضربات الاسرائيلية التي استهدفت قاعدة للطيران بداخلها بعض العناصر الايرانية ..... المساعدة لسوريا بحكم علاقات استراتيجية بين البلدين.
هذا اليوم الأسود بتاريخ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ....سيبقي محفورا بذاكرة السوريين ..... والأمة العربية والاسلامية ...وكافة أحرار العالم .... كما سيبقي الموقف القطري المخزي بذات الذاكرة .... والذي ينم عن جهل سياسي ....وفقدان للنزعة القومية والوطنية ..... ومجاراة غير محسوبة لقوي التحالف الشيطاني ضد بلد عربي شقيق ....وهذا ليس مستغربا على قطر الداعمة للارهاب الاسود داخل المنطقة .
التاريخ اليوم يسجل كافة المواقف ..... كما يسجل الموقف المصري المبدئي الذي ادان العدوان .... والذي لا يقبل باستمراره ...كما لا يقبل بالخيار العسكري .... كما الموقف الفلسطيني وبحكم علاقات مميزة واستراتيجية مع سوريا الشقيقة.... لا نقبل بالعدوان عليها ..... ولا نقبل بتقسيمها ....بل نطالب بسيادتها الكاملة على أرضها ......ولا نقبل بتصريح أي فلسطيني يؤيد تركيا باحتلالها ..... لأحد المدن السورية بالشمال ...مدينة عفرين .
الموقف العربي حتى وان اختلف في بعض الجوانب السياسية ....والتحالفات ومحاورها..... مع سوريا الشقيقة الا ان هذا لا يعني بالمطلق الصمت والسكوت على عدوان ثلاثي غاشم ..... يستهدف سوريا وشعبها .....وجيشها ....وبنيتها العلمية والعسكرية .
سوريا بلد شقيق ...يعمل على مواجهه الارهاب وقوي الشر ..... وجيشه العربي ...ذات عقيدة قتالية ....والشعب السوري ذات ايمان قومي ....والرئيس السوري ذات قناعة عروبية قومية .....مهما اشتد الجدل ...والنقد ...والتجريح ....الا ان العرب ليس جميعهم بكفة واحدة ..... فهناك من العرب القوميين المتمسكين بعروبتهم وقوميتهم .....والذين يتفهمون ويدركون معاني الامن القومي العربي ومتطلباته .....وهناك البعض القليل ممن لا يدركون ....ويعتمدون على قواعد أمريكية ...وتركية ...وهم بذلك لا يحسبون بخانة العرب ...والأمة ...والقومية العربية .
سوريا وجيشها العربي ....وشعبها العظيم .... الصامد منذ سنوات طويلة .... سينتصر بإرادته الحرة ....وبإصراره على المواجهة ....وبتحالفه مع القوي الصديقة الداعمة والمساندة له ....والتي لن توفر فرصة أخري لشن هجوم أخر ....أو عدوان ثلاثي أخر .....لان معادلة المواجهة ....وادواتها .... سوف يحدث عليها تغييرا جغرافيا ... وعندها ستحسب الحسابات السياسية والامنية .... ولن يعود العدوان وتحالفه ....في ظل سوريا القوية بتحالفاتها ....وشعبها الملتف حولها ...وجيشها العربي ....وأمتها العربية .
بقلم/ وفيق زنداح