لست أدري لم نحن ..ونحن فقط..؟! الشعب الوحيد في العالم الذي يتسع نحسه الأزلي لكل شيء سيء مرتبط بداهية او كارثة او مصيبة او نائبة..أو حتى احباط او فساد أو فضيحة تجهض كل شيء .. ودود المش منه فيه..!
البدايات غالبا ما تكون جميلة زاهية واعدة ثم تتحول بفعل فاعل الى نهايات قبيحة مشبوهة موبوءة مشكوك في أمرها !
هكذا كانت نهاية ثورة 36 وحرب 48 ووجع حزيران 67 وشموع العمل الفدائي من 68 الى 70 وقناديل الثورة الفلسطينية المنطفئة في عمان ثم في بيروت وتونس المنفى!
وهكذا ايضا كانت الانتفاضة الاولى 87 فقيام الدولة 88 فدولة اوسلو 94 فالانتفاضة الثانية 2001
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لم يتحرر من احتلال ليس له مثيل.. الا احتلال القتلة و المجرمين البريطانيين الهاربين من القانون لبلاد الهنود الحمر وتأسيس ما يعرف اليوم بامريكا..!
احتلال استيطاني وحشي يقتلع الارض والوجود..! احتلال يدخل موسوعة جينس من اوسع الابواب في الحقارة والقذارة والعنصرية والوحشية!
هل الخلل فينا ..؟ في عجينتنا الادمية ..؟ في طريقة تفكيرنا ..؟ في قياداتنا ..؟ في موروثنا التاريخي والثقافي ..؟ في عروبتنا ..؟ في تربيتنا ؟! في فهمنا لديننا..؟ هل من بيننا من يدلنا على عوراتنا ؟!
صحيح ان من سوء الطالع ان نكون شعبا أعزل غير خليجي لا يملك منجم ذهب ولا بئر نفط .. في مواجهة تأمر مصالح غربي وتواطؤ تابع عربي!
وصحيح ايضا أننا احفاد( الحسيني والنشاشيبي) وضحايا لعنة التشرذم والاختلاف والتنافر والتناحر والانقسام وتفتت المتفتت حتى في الاسرة الواحدة والبيت الواحد ! .. لا نتفق الا على الاختلاف والمناكفة واقصاء الاخر والمصلحة الحزبية والانانية واخر ما نفكر فيه هو هم المجموع .. ووجع الكل والمصلحة الوطنية !
هنا من بيننا.. تظهر احزاب وتجمعات ومؤسسات فصائلية طفيلية تحمل وتتبنى شعارات براقة وطنية اطهر من حمام مكة! معظمها في الحقيقة ان لم يكن كلها مسيرة كطائرات (درون) الاستطلاعية بريموتات ال أن.جي.اوز.. هدفها افساد مالم يفسد بعد من قيادات ونخب.. واثارة البلبلة وشراء الذمم.. ورعاية مشاريع مشبوهة سياسيا اجتماعيا ومرضي عنها اسرائيليا ترسخ الانقسام والضياع .. واجهاض أي محاولة وطنية للخروج من النفق !
هنا من بيننا .. يخرج حمامسة ودحامسة وفتاحسة وجباهسة ... امراء حرب ..مسلحون بنزعة الانا وتوافق مصالح مرحلي وتحالفات مكشوفة! ضد كل ماهو وطني .. وهم اكثر شراهة وخيانة وانانية من عملاء الناتو في سبيل الحفاظ على المكاسب والمزايا وحلب ما تبقى في ضروع البقرة البائسة! وتقسيم المقسم للحصول على قطعة من الكعكة! وهم ايضا رغم شعارتهم ومقولاتهم واغانيهم المستهلكة التي تمجد الوطن .. اشد خطورة وايذاء وفتكا في البلاد من الاحتلال البغيض ذاته!
هؤلاء الانتهازيون الوصوليون المسترزقون من القضية.. المكروهون براياتهم القبائلية..منتشرون للاسف منذ زمن في مفاصل الجسد الوطني الواهن والمترهل كجرائيم سياسية وخلايا سرطانية .. يحاصرون ويهاجمون كل وطني شريف يفضح مخططاتهم.. يشككون في نواياه ..ويحبطون كل محاولة مخلصة لتعافي وتشافي الوطن وانقاذه مما هو فيه!
نراهم يقفزون كالضفادع على كل بارقة أمل شعبية في الخلاص ويجهضونها عن قصد برعونتهم ونواياهم الحزبية الضيقة!
ومسيرة العودة اصدق مثال على انقضاض غربان الوباء على محاولة شعبية لتحريك الحلم والخروج من ركود المشهد وقيادتها والمتاجرة بها وبدم شهدائها !
الا أننا رغم كل مافينا .. شعب عنيد.. مقاوم ..شهيد.. لا يستسلم .. فيه قوة خفية جبارة تفشل المخططات والمشاريع والمحاولات للتدجين والترويض بدءا من خبث بن جوريون و مقولة غولدا مائير (الكبار يموتون والصغار ينسون ) ومرورا بذئبية دايان وقهر رابين وثعلبة بيرس وحقد بيغن وشراسة شامير ودموية شارون وقذارة نتنياهو وانتهاء بما يطلق عليهالآن صفقة القرن!
وانا على ثقة ان هذا الشعب .. رغم صمته وتململه الخجول مما يمر به.. لابد ينتفض على كل اولئك الذين يستغلونه ويستهبلونه ويتاجرون به من الداخل والخارج.. وان غدا لناظره قريب
أكتب ..وجمعة حرق العلم تشارف على الغروب .. شباب لله دره هو فرجة الامل يقطع الاسلاك الشائكة ويسحبها.. اصابات عديدة وحرز الله شهادة جديدة .. وهنا طابورخامس وسادس يستثمر هذا الدم علنا لاغراضه وتوجهاته بمنتهى البشاعة!
وسؤال مشروع وانا لا أحب سياسات السعودية وانتقدها ولم اقبض منها سنوات كمن قبض:
هل من السلمية والحكمة والمصلحة الوطنية حرف المسيرة عن هدفها وحرق صور ولي عهد السعودي أسوة بصور ترمب ونتن وليبرمان؟! ولماذا لم تحرق صور ملك تركيا وعاهل قطر؟ وهل افادنا كثيرا حرق صور بن سلمان اليوم وصور عباس بالامس؟
انهيت مقالي وانا اسمع أخبارا عاجلة تتوارد عن عدوان ثلاثي على سوريا ..
أخيرا ضرط ترامب وانتصر..لم تمت دمشق ولا الشام انكسر !
يااااالخيبة العربان وأمير المؤمنين أردو.. خليفتنا المنتظر!
خائن من باع عروبته للروم واشترى الامان من بابنا العالي الى جزيرة سقر
اللهم ياذا الجلال ...ألطف بنا وبدل الحال.. وارحمنا من احتلال فوق احتلال!
توفيق الحاج