إن قمة الظهران تعبر عن بوادر جيدة لبداية الإهتمام في قضية فلسطين بعد مساحة كبيرة من عدم الثقة بين الشعوب والحكام , وأخص بالذكر الشعب الفلسطيني والحكام العرب , ومخرجات وتوصيات قمة الظهران تؤكد على بداية جيدة وجديدة من شأنها توصل حبل الثقة بين الجميع .
في زمن الإنهيار والإنبطاح والتخاذل والإستسلام , سيكون لإجتماع العرب تحت سقف واحد في قمة الظهران في المملكة العربية السعودية لمناقشة القضية الفلسطينية مذاق خاص نشعر من خلاله بالسعادة , في لحظات فقدنا بها كل نوافذ الأمل .
فنحن كفلسطينيين نعيش منذ زمن طويل قصة مع العرب , عنوانها التخلي والمؤمرة , فالجميع في فلسطين شبابا وشيوخا وأطفالا يتحدثون عن هذه القصة , العرب تخلوا عنا , العرب تآمروا ضددنا , العرب باعوا قضيتنا , العرب العرب إلخ ... حتى باتت نظرية المؤامرة جزء أصيل في ثقافتنا , وبناء على هذه النظرية أصبحنا كفلسطينيين أنبياء لا نخطئ , ونعلق كل أخطاءنا على شماعة العرب . تعتبر مخرجات وتوصيات قمة الظهران في السعودية إنجاز كبيرا نسبة للوضع السياسي العاصف الذي نعيشه , فليس كل المطلوب يسهل تحقيقة . نعم إن المطلوب من الأشقاء العرب كثير وكثير بحكم أن القدس وقف إسلامي تخص العرب والمسلمين أجمعين , ولكن نستطيع أن نقول أن العرب ضعفاء وليس متآمرين كما نسمع كل يوم .
جميعنا كفلسطينيين نطمح أن يكون العرب أقوى من ما هم عليه , ونطمح أيضا بوقوف العرب معنا جمبا الى جنب ونطمح بالدعم المادي المتواصل , ولكن الطموح شيئ والواقع شيئ آخر .
أعتقد أن مخرجات قمة الظهران في السعودية جيدة وكافية لرفع المعنويات وتوحيد الصفوف , وهي تؤكد على دعم الثوابت الفلسطينية وترفض مشروع ترامب وتؤيد خطوات الرئيس أبو مازن نحو السلام العادي وتثبت حقنا بالدولة والهوية الوطنية المستقلة .
وأعتقد أيضا أن الدول العربية في هذا الوقت بالتحديد باتت تهتم بالقضية الفلسطينية أكثر من السابق , وباتت تعتبرها القضية المركزية للعرب , وهذا بحد ذاته إنجاز .
وأعتقد أيضا إذا ما تمت المصالحة الفلسطينية ستكون الفرصة أكبر لترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد القرار الفلسطيني , وهذا بحد ذاته يجلب تعاطف وإهتمام الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية , وقد شاهد الجميع جهود مصر المبذولة بالنيابة عن العرب لترتيب البيت الفلسطيني , وهذا مؤشر جيد الى أن العرب باتوا يتابعون القضية الفلسطينية ويهتمون بها .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح