في مشهد يشفي الغليل ، ويبعث الأمل والحقيقة، ويتحدى طمس الهوية الفلسطينية، رغم سنين عجاف من الاحتلال ، قام فرسان من شباب يافا المحتلة منذ عام ١٩٤٨م ، وتضامنا منهم مع مسيرة العودة في غزة ، برفع صور ثلة من الشهداء الذين اتقوا في مسيرة العودة أمام السلك الفاصل بين غزة وأرض الفلسطينيين التي اغتصبت منهم عام 1948م ، فوق ميدان الساعة التاريخي، وترجع أهمية هذا الموقف وفي يافا بالذات هو أن برج الساعة في يافا يطلق عليه ساحة الشهداء ، ليعلن من قام بهذا الحدث تلاحم الدم الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ..
لمحة تاريخية عن برج الساعة في يافا :
برج يعود تاريخه للحقبة العثمانية في فلسطين ، يقع وسط مدينة يافا، وهو واحد من 7 أبراج أقيمت في مدن فلسطين في العام 1901 احتفالاً بمرور 25 عاماً على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش العثماني ..
العمل الوطني اليافاوي بين صدمة الصهاينة والتخبط في تحميل المسئوليات :
لم يكن مستغربا أن يصاب "الصهاينة "، ، من رفع يافطات ضخمة تمدح "شهداء مسيرة أثار عاصفة من الانتقادات في أوساطهم واربك مكاتب الحكومة وشرطة الاحتلال وهذا ما لمسناه من خلال الصفحات الاولى لموقع "روتر" العبري، "،وهرع الصهاينة المغتصبين لأراضي بالتسارع لتقديم شكاوي لشرطة الاحتلال في يافا ، مرتجفون خائفون صارخون بهستيريا ان من رفع اليافطات هم عرب مدينة يافا، الذين لا يخافون ولا يعملون للقانون أي اعتبار على حد التعبير، مطالبين من شرطتهم " بمعاقبة الفاعلين ..
تأسيسا لما سبق نرى:
ان تلك الحادثة وما سبقها من أعمال وطنية قام بها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948م ، دليل راسخ عن سقوط كل النظريات ، واهمها سقوط نظرية الدمج والتطبيع الثقافي لان الفلسطيني ،تربى وتعلم أنه حفيد سلالة الجبابرة ، تربى على استحالة أن يرضخ لمحتل غاصب ، وكانت ولازالت أرض بلاده مقبرة للغزاة عبر التاريخ ..
بقلم/ د. ناصر اليافاوي