ومازال فخ الحرب منصوبا لحماس

بقلم: طلال الشريف

المتابع جيدا لا يحتاج معلومات سرية فالمعلومات تتدفق عبر الفضائيات والشبكة العنكبوتيةويمكن ربطها بشكل مغاير للزمن الماضي ولكن أيضا كميات الخداع تتضخم بشكل مضلل أيضا مغاير للزمن الماضي.

ما يتعلق بالقضية الفلسطينية هناك صفقة عصر وهناك تحركات وهناك تحليلات وتعليقات وهناك دخان للخداع وهناك شراك وفخاخ تنصب في كل الأوقات وقد تترك هوامش خادعة للحركة سواء السلمية أو العسكرية البسيطة للإيحاء ببقاء الحال علي ما هو عليه.

الثابت هو أن العرب متوافقون علي الحل.

الثابت أننا في حالة صراع مستمر ومن المفترض أننا في حالة إنتباه وتحليل وتخطيط مستمر.

الثابت أن عملية جارية وهي كما قلنا الصفقة وهناك خطة تغيير في المنطقة علي الأقل ما يرشح عربيا لبذل محاولات لتحسين شروط أو بنود الصفقة وهذا يعني أن هناك هدفا هاما سيراد تحقيقه لتمرير الصفقة وهذا الهدف بالتأكيد هو تغيير الموقف الفلسطيني الرافض والموقف الفلسطيني رغم الأنقسام في شطري الوطن إلا أنه رافض لبنود الصفقة فتعالوا نتخيل كيف يمكن كسر الرفض الفلسطيني.

هناك طرفان فلسطينيان رئيسيان :

الطرف الأول : هو السلطة المركزية في رام الله وفي عمقها منظمة التحرير.

الطرف الثاني : هي حركة حماس في غزة ومعها سلاح المقاومة والناتج الجديد في غزة وهو حراك العودة الكبري.

في رام الله السلطة مقيدة ويمكن أن يكون الضغط عليها مدنيا وماليا وتقويضا للصلاحيات لدرجة الخنق لتغيير موقفها وخاصة الضغط من الجانب العربي والجانب الأوروبي وطبعا الجانب الإسرائيلي والجانب العربي بدا واضحا بعد ضربة سوريا بأنه ذاهب لأبعد الحدود مع الولايات المتحدة وإختلاط مصالحهم كما رأينا من تأييد الحرب والغارات المتواصلة علي سوريا بغض النظر عن مصالح إسرائيل في ذلك.

أما في غزة فما يصدر عن الإتحاد الأوروبي بمجموع دوله أو منفردة فعلي ما يبدو أصبحت وظيفتها إطلاق الدخان لحجب الرؤية واختبار النوايا كمجسات للحالة الفلسطينية وتقديم إقتراحات صورية لا تفيد في الحالة الغزاوية من مساعدات أو ترتيبات هدنة للسلاح الغزاوي والمقاصة الإسرائيلية وتلك عناصر لا ولن تؤدي لإستقرار ينتج عنه تغيير في موقف حماس والجهاد وتنظيمات غزة العسكرية نحو صفقة القرن وما لم يصبح مفهوما أن غزة سترضي بما يرضي به العرب وحتي رام الله بعد الضغط الخانق عليها نحو الصفقة ولذلك يجب أن يكون متوقعا أن الحرب هي الوسيلة الأخيرة لتغيير موقف حماس وغزة نحو الرضا بصفقة العصر.

ولذلك نقولها من باب المسؤولية الوطنية توقعوا أن فخ الحرب مازال منصوبا لحماس رغم إدارتها للأزمة بعيدا عن العمل العسكري وإظهارها توجها جديدا نحو المقاومة الشعبية كما يحدث في مسيرات الحدود للعودة الكبري ولكن من المعروف أن المطلوب لتمرير الصفقة هو إضعاف حماس في غزة أو إقتلاعها وكذلك معها كل العمل المقاوم أو بإختصار "سلاح المقاومة".

الحذر مطلوب مع هذا الحراك الشعبي السلمي للعودة الكبرى الذي ستكون ذروته في منتصف آيار والذي قد يشهد إختراقات شعبية ضخمة للحدود ومحولة فرض أمر واقع جديد في الصراع إذا ما أخذنا في الإعتبار تطورات الفعل التسخيني للحالة الشعبية الجارية والذي بدأ بقطع الاسلاك الشائكة والطائرات الورقية الحارقة في الجمعة الثالثة وتصوري أن تستمر أفعال مشابهة وأكثر تأثيرا في الأسابيع القادمة وقد تظهر إجتهادات أخري.

الأمر الهام أن إسرائيل بالتأكيد تريد إنهاء هذا الحراك حتي بكل الأساليب والطرق حتى لو بالحرب،

السؤال هنا هل تريد إسرائيل مبررا للحرب علي غزة؟ أقول نعم تريد مبررا للحرب وكما نري حتي أمريكا وبريطانيا وفرنسا يخلقان المبرر لشن الهجمات علي سوريا لذلك فالسؤال الذي يلي السؤال الأول وهو لماذا تصبر إسرائيل علي الحراك علي الحدود ولا تتدخل بالقوة المفرطة لنزع الخيام والتقدم داخل منطقة التظاهر؟ هل تخشي الرأي العام والدولي؟ وهل تخشي قوة حماس؟

قد تنتظر إسرائيل وأمريكا المساعي المبذولة لتغيير وجهة نظر الفلسطينيين نحو الصفقة؟ ولكن أي طرف من الفلسطينيبن يستطيع أخذ قرار دون مصالحة ولهذا لابد من المصالحة قبل الخطوات اللاحقة فإن توافق الفلسطينيون علي الصفقة كان بها وإن لم يتوافقوا ففخ الحرب مازال منصوبا لحماس من الآن وحتى منتصف آيار لتكون الرؤية قد وضحت والمواقف قد تهيأت فإن لم توافق حماس ومن معها في غزة علي الصفقة عندها ستستغل اسرائيل الوضع لشن حرب ردا على عملية تجاوز الفلسطينيين الحدود من قطاع غزة بأعداد ستكون كبيرة وهنا قد تضرب إسرائيل ضربتها في غزة لتضعف أو لتقتلع حماس وسلاح المقاومة بعد أن تكون هيأت الولايات المتحدة العرب والمنطقة لفرض الصفقة ولذلك يجب ألا تغيب فكرة إزالةالعقبة الحمساوية بالحرب علي غزة.

علي الجميع الإنتباه فقد تصبح الحرب في آيار أو قبله مطلبا ملحا للخلاص من حماس وتحقيق المسار لصفقة العصر وخاصة وأن قوات الإحتلال قد تكون حاشدة بعض قواتها لمسيرات العودة مبكرا على الحدود ولا أحد من الإعلام يتطرق لذلك.

بقلم/ د. طلال الشريف