نحو استراتيجية فلسطينية دولية لتحرير أسرى المعتقلات الصهيونية وفك الحصار

بقلم: عبد الحميد الهمشري

في الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني أود التنويه هنا إلى أن العدو الصهيوني منذ قيام دولته بحبل أورو أمريكي وهو يمارس كل أشكال العنف والتعذيب والإعدام الميداني والعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني في محاولات منه لإرهاب الآمنين والضغط عليهم للرضوخ لإرادته بالاعتقال الجماعي سواء بزج الآلاف منهم في باستيلاته " معتقلاته النازية " التي تقدر بالعشرات أو بالحجز الجماعي من خلال إما الحصار الجماعي كما هو حاصل في قطاع غزة أو من خلال نقاط التفتيش الثابتة أو الطيارة " المتنقلة " في كونتونات الضفة الغربية أو الإغلاقات الممنهجة التي تحصل بين فينة وأخرى في مناسبات الكيان الصهيوني المختلفة خاصة الدينية منها .
وقد اعتمد العدو الصهيوني تلك الاعتقالات والحصار الجماعي كسياسة وسلوك يومي ممنهج منذ ما بعد النكبة الفلسطينية حيث أنها اعتقلت منذ ذلك الحين قرابة المليون فلسطيني منهم نحو مائة ألف فلسطيني جرى اعتقالهم منذ العام 1948 وحتى العام 1967 والباقي منذ الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة حتى اليوم ، ولا يكاد يمر يوم دون دون أن يكون هناك اعتقالات عشوائية في أماكن مختلفة من فلسطين المحتلة ، مما يعني أن الاعتقال شكَّل ظاهرة ظلها ثقيل في القاموس الفلسطيني.
فوفق إحصائيات موثقة فإنه لا يزال هناك ما يربو على الستة آلاف أسير من كلا الجنسين شيباً وشباناً ومسنين وأطفالاً معتقلين في سجونه وباستيلاته المختلفة والتي تديرها أجهزة مخابراته المتعددة حيث مازال يتواجد في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر شباط/فبراير 2018 نحو 6500 أسير؛ منهم 350 طفلًاً و63 سيدة من بينهنّ 6 قاصرات.
ناهيك عن أنه يجري اعتقال نحو 700 طفل سنوياً وأن هناك شهداء بين الأسرى حيث هناك ما يربو على المائتي أسير منذ العام 1967 استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب والقتل العمد ،إلى جانب تفردها عالمياً باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين حيث لا زالت تحتجز جثامين المئات منذ سنوات وعقود مما يشكل عقوبة جماعية ومخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربعة.
وأمام هذا الواقع المرير المطلوب استراتيجية فلسطينية دولية لتحرير أسارى المعتقلات الصهيونية وفك الحصار عن قطاع غزة والضفة الغربية عموماً والقدس بصفة خاصة.
عبدالحميد الهمشري كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني