المدخلات تدل على المخرجات بالتأكيد فما هي مدخلات الواقع الفلسطيني لنتوقع المخرجات ؟
تعالوا نرى الحالة بالعين المجردة وبعيدا عن العواطف والإنحياز إلا لشعب مقهور وقضية باتت في مهب الريح.
1_ الإنقسام الوطني: فالإنقسام الجغرافي والإداري وتوابعهما بين قطاع غزة والضفة الغربية مستمر ويتعمق وسيلتهب بعد إجتماع المجلس الوطني وانتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير التى من المفترض أن تقود الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة بشرط أن تبقى دون تشكيلات موازية في قادم الأيام وتفاقم الخلافة الفلسطينية.
2_ الإنقسام الفتحاوي: فالإنقسام الفتحاوي مستمر ويتعمق وسيلتهب أيضا بعد تثبيت وتكريس مواقع فتح في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي ويكون من هو خارج التركيبة الجديدة خارج فتح من الفتحاويين القدامى مهما قال الفتحاويون الإصلاحيون أنهم فتحاويون بحكم واقع جديد سيحدث في المؤسسات التمثيلية بغض النظر عن صحة تشكيلها أو رفضهم لذلك فقد تشكل بيئة فتحاوية جديدة وقادة جدد يستقوون بالنظام والفوز الجديد كشرعية تصعب وضع من هم خارج الهيكلية الجديدة وتصعب مهماتهم لو استمروا في عملهم بإسم فتح.
3_ الفصائل والأحزاب: بعد أن تشكلت حالة جديدة من الإصطفاف فغادر من غادر وبقي من بقي مع الرئيس أو ضد الرئيس وليسوا ضد فتح وم.ث.ف حتى وإن أخذت بجريرتها فتح والمنظمة دون إرادة حقيقية لفتح أو المنظمة.
4_ الرئيس: وهنا الحديث عن الرئيس كمفصل تحكم في الحالة الفلسطينية من منطلق صلاحيات كانت خطأ تاريخيا في جمع كل الصلاحيات بحكم موقعه كرئيس لفتح المنظمة التحرير والسلطة وهنا الحديث عن الرئيس عباس المتحكم الوحيد في تشكيل الحالة الجديدة في التيار الوطني ومنظمة التحرير المنقسمة الآن وبعد إنعقاد المجلس الوطني حتى لو تركت شواغر للفصائل التي لن تحضر التشكيل الجديد وحتى لو توزعت مناصب الرئيس الثلاث في التشكيل الجديد فهو قد نجح في التخلص من كل من معارضيه من فتح ومن خارج فتح بسبب ديكتاتورية المناصب وسنعود ولهذه النقطة بالتحديد لأنها حجر الزاوية في الإنقسام الجديد أو الإصطفاف الجديد.
5_ الشعب وبات واضحا أن أن التواصل الجغرافي والإداري وتوابعهما من خدمات ورواتب والتي قد توقفت أو في طريقها للتوقف كلية بين السلطة المركزية في رام الله والسلطة أو مجموع السكان في قطاع غزة وعليه أصبح هناك كيانان فلسطينيان وشعبان منفصلين.
6_ العلاقة والمسار والمصير: في رام الله سيكتفون بما حققوه من إستقلالية عن الحالة في قطاع غزة بعد انتخابات القيادات الجديدة ليبدأوا مرحلة جديدة يشوبها ترتيب المقاعد والنفوذ الجديد ويستمروا في التحدث بإسم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والعربية عن خطتهم للسلام التي طرحها الرئيس عباس في الأمم المتحدة ووافق عليها العرب في مؤتمر الظهران وقد تفتح لهم قنوات للتفاوض مع الأمريكان وإخراجها وهي ليست صعبة على العرب على أمل التوافق علي بعض التعديلات على صفقة ترامب.
أما في قطاع غزة فسوف تستمر المعاناة والحصار والبحث عن مخارج لذلك وستستمر مسيرات العودة وتتضاعف حتى تصل الذروة في منتصف آيار ولا أحد يستطيع التكهن بمآلات الحراك وإتجاهاته في قطاع غزة و بالتفاعل أيضا مع الضفة الغربية ولا أحد يستطيع التكهن بالأثر والتفاعلات الممكنة في الضفة الغربية فهي صندوق مازال مغلقا نحو كل ما يحدث فالشعب واحد ومصيره واحد مهما قسمه السياسيون وقد تكون المفاجآت هناك.
7_ التوقعات : وهذا هو الأهم وعلى رأسها
*غياب الرئيس عباس أيا كان سبب الغياب فغيابه سيحدث أثرا والسؤال مباشرة، هل غياب عباس سيفتح باب المصالحة الوطنية والفتحاوية من جديد وعودة وحدة الوطن؟ وهنا ومن خلال ما تحدثنا عن أن الرئيس كان مفصل أو محور هذا الطريق المتفجر الذي أوصل الجميع للإفتراق وهذا الخيار دوافعه ومبرراته قد تكون قوية بإفتراض أن القيادات الجديدة لها من بعد النظر الوطني ما يجعلها في أريحية بعد غياب الرئيس ولكن تبقى هناك بواعث ونوازع السلطة والخلافات خاصة بين الفتحاويين الذين قد يتصرفون بالعنجهية والمناطقية والاستزلام على بعضهم البعض وطبعا على خلفية الصراع على المواقع ومحاولة إستمرار حالة الإقصاء والإستئصال التي كرسها الرئيس عباس لسنوات وشكلت مجموعات مصالح إن لم تكن فاقعة الوضوح قبل غياب الرئيس فسوف تظهر بقسوة قد تصل للصراع والتصفيات والاغتيالات وخاصة في الضفة الغربية والسؤال في حالة إندلاع الفوضى في الضفة الغربية ماذا عن دور حماس والأحزاب الأخرى في توجيه دفة الفوضى وكل له مآربه؟وكذلك الإسرائيليين أقوى أطراف المعادلة السلطوية الفلسطينية؟
*تصاعد واضطراب الحالة الفلسطينية بمجملها في شقي الوطن على خلفية مسيرات العودة وإنفجار الحالة في كل بقاع الوطن في وجه إسرائيل وتعود لحالة ما يشبه الانتفاضة الكبرى وتشوبها عمليات عسكرية وحروب من قبل الإحتلال نحو كل المدن والقرى الفلسطينية لتصبح حالة ضاغطة دوليا وعربيا لحماية الفلسطينيين من بطش الإحتلال ويذهب الفلسطينيون بقيادة موحدة تتشكل نتيجة الحالة الثورية الجديدة للتفاوض مع إسرائيل في ظروف موضوعية أفضل أو أسوأ ولا أحد يستطيع التكهن بذلك.
* قد تصل الأطراف الفلسطينية لحالة من المصالحة بعد غياب الرئيس عباس وبتوجيه وضغط عربي وأمريكي وحتى إسرائيلي والذهاب الإنتخابات فلسطينية للرئاسة والتشريعي ومن ثم تذهب القيادة المنتخبة للمفاوضات أو القبول مع العرب بصفقة معدلة لصفقة ترامب.
* وقد لا يحدث تغيير على الانقسام ويبقى كيانين فلسطينيين كل يهتم بقضاياه المعيشية وتدبير أحوال رعيته وجلب المساعدات لفترة طويلة ودون تغيرات جوهرية علي ما هو عليه اليوم في الضفة والقطاع وخاصة إذا ما توقفت مسيرات العودة بعد منتصف آيار وهذا أيضا جائز.
* قد يفرض الواقع نفسه على الحالة الفلسطينية سوا ء بقي الرئيس أو غاب وأن تتداعى قوى الأغلبية العددية الآن الممثلة في حماس والجهاد والجبهة الشعبية والتيار الإصلاحي وينضم لهم من لا يشارك من فضائل أخرى في اجتماعات المجلس الوطني ويشكلون جبهة إنقاذ وطني للشعب الفلسطيني لتصحيح النظام السياسي الفلسطيني دون المس بمكانة منظمة التحرير وقد يذهبون لأبعد من ذلك بتشكيل مجالس تمثيلية.
* مجالس تمثيلية موازية ل م.ث.ف للتصارع على الشرعية وخاصة وهم يشكلون أغلبية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهم يملكون السيطرة على نصف الوطن كما يسيطر الفتحاويون على النصف الآخر ويقيمون علاقات مع دول عربية ويصبح للجامعة العربية رأي إذا لم يصل الفلسطينيون لحلول إصلاحية لإنقاذ الشعب الفلسطيني وقضيته.
بقلم/ د. طلال الشريف