لغز اغتيال الشهيد فادي البطش

بقلم: سهيله عمر

كالعاده في كافه حوادت الاغتيالات للجاليه الفلسطينيه بالخارج، من الواضح مقدما ان عمليه اغتيال الشهيد فادي البطش ستنتهي كلغز كبير. وهي نفس النهايه التي انتهت اليها عمليات اغتيال المبحوح بدبي والسفير الفلسطيني في التشيك وعمر النايف ببلغاريا وناجي العلي بمصر وابو جهاد الوزير بتونس والرئيس ياسر عرفات وغيرهم الكثير. الجهه الفاعله مجهوله والمشتبه الاول به الموساد والتحقيق يحفظ حتى اشعار اخر.

وانا هنا احب ان اضع ملاحظاتي على الحادثه ككل من منطلق الحياديه.

1- لاول وهله استغربت ان يعمل فادي البطش في سلطه الطاقه. لسبب بسيط انني اعرف جيدا ان سلطه الطاقه وشركات الكهرباء تعمل بنظام الدعم والمقاومه كما في انظمه التداول المالي الفوركس. فهي تقاوم بشده دخول أي متخصص بالطاقه خشيه من وصوله لمنصب عالي والاطلاع على خفايا الفساد بها. بينما تدعم بشده توظيف الغير متخصصين بالطاقه ليبقوا مغيبين عن الفساد بهذا القطاع. وهذا ما واجهته معها حيث عملت بقوه على استبعادي من العمل بها بكافة اساليب التحايل والتلاعب منذ عام 1998 مع انني حاصله على درجه بكالوريوس وماجيستير ودكتوراه بهندسه الكهرباء. بل حتى موظفيها انفسهم يعترفون ان هناك مافيا تحكم قطاع الطاقه بغزه. وهذا طبيعي، ففي كل مكان به جبايه بالملايين، ستتولد به تلقائيا عصابات. بل حتى رؤساء سلطه الطاقه انفسهم اسقطوا بسبب مؤامراتهم ضد بعضهم البعض. لكن عندما عرفت ان الشهيد فادي البطش ينتسب لحركة حماس، فهمت كيف استطاع اختراق هذه المنظومه. وفي نفس الوقت من الغرابه ان يصنف حتى الان موظف في سلطه الطاقه وقد هاجر للدراسه والعمل بالخارج من ثمان سنوات. حتى الاعاره لا يمكن ان تكون اكثر من 4 سنوات وفق احكام قوانين الخدمه المدنيه. وهذا يدلل انه قياده عليا في حماس تجعلهم يتجاوزون معه لهذا الحد.

2- من ناحيه اخرى بالعوده لحوار زوجته مع دنيا الوطن قالت انه لم يعود غزه من 8 سنوات بسبب اغلاق معبر رفح. بينما كونه يحمل مكانه كبيره لحركة حماس بالصوره التي رايناها، من المفترض انه لا يجد عائق في السفر مع فتح معبر رفح. واخمن انها تقصد ان المعبر يغلق لاشهر طويله مما يتعذر عودته لعمله.

3- حتى الان كافة تحريات السلطات الماليزيه حول حادث اغتيال فادي البطش يشيبها الكثير من التناقض. فتاره يتم اعلان انه تم القبض على الفاعلين، وتاره اخرى ينفى ذلك. والاغرب انه تم معرفه ان الفاعلين استأجروا سياره، ولم يتم الاعلان عن هويه الفاعلين من قبل السلطات الماليزيه. وقال الوزير حميدي، في مؤتمر صحفي: "إن عملاء أجانب لدولة في الشرق الأوسط هم الذين اغتالوا المهندس د. فادي البطش. هذه الدولة لديها شبكة عملاء في كل العالم يقومون بتنفيذ مهمات سرية في دول أخرى من أجل حماية مصالحها. وإن العملاء الذين نفذوا جريمة الاغتيال دخلوا ماليزيا بجوازات سفر أجنبية من دول لها علاقات دبلوماسية مع ماليزيا، ما يصعب عملية تتبع عملائها".

4- اذن للاسف ستجدون في النهايه ان ماليزيا اما قبضت على من اغتالوا فادي البطش، ثم تعلن انها لا تعرف حتى الان الجهه الفاعله. ولن تعدم الفاعلين لان هذا اختراق للقوانين الدوليه. فاما ستحكم عليهم بالمؤبد، او ترسلهم لبلدهم فيفرجوا عنهم. او انها ستعلن انهم هربوا من ماليزيا ومن الصعب ان تطالب باعادتهم من خلال الانتربول.

الان ساحاول ان اضع الاحتمالات بالنسبه لعمليه الاغتيال:

• الاحتمال الاول انه الموساد. لكن يبقى السؤال لماذا تغتاله. معظم الفلسطينيين في الخارج متفوقون نظرا لظروف لجوئهم التي تفرض عليهم اثبات كفائتهم في البلاد التي يكونون بها والا سيطردوا من اعمالهم تحت أي مكيده من زملائهم، ومع ذلك لم تستهدفهم الموساد. ومن المحال انه يصنع اسلجه وهو اكاديمي بجامعه بالخارج. اما ابحاث الطاقه الشمسيه فهو اصلا مطلب اسرائيلي لنحل مشاكلنا بالطاقه بدون الحاجه لها. وكونه من حماس، لا يستدعي اغتياله بالخارج. اذن لابد ان يكون له نشاط تنظيمي قوي في ماليزيا رات اسرائيل انه يشكل خطر عليها. ويمكن ان يكون تقرير نيويورك تايمز فيه شيء من الصحه عندما ذكر التقرير ان المواساد استهدف فادي البطش بسبب نشاطه في عقد عده صفقات اسلحه ومن ضمنها صفقه شراء طائرات بدون طيار من كوريا الشماليه. وان كنت لا اعرف صحه التقرير.

• الاحتمال الثاني انه تصفيات داخليه في حماس نتيجه اي احتمال لتمرده وعدم تجاوبه مع الحركه او عدم عودته القطاع. وانا استبعد ذلك . اولا لان حماس لن تورط نفسها مع دوله اسلاميه باغتيالات في الخارج. وثانيا ان حماس في حاله عدم تعاون فادي البطش معها، اقصى شيء ممكن ان تفعله هو تهميشه وسحب امتيازاته خاصه انه لا يشكل خطر عليها لانه بالخارج. ثم لا ننسى ان فادي البطش مدعوم من الجهاد ايضا، ومن الصعب ايذاءه.

• الاحتمال الثالث انه بما انني اعرف ان الوسط الاكاديمي مشاكله كثيره ومليء بالمكائد والفساد بين الطواقم الاكاديميه ليتخلصوا من بعضهم البعض، فقد يكون الحادث نتيجه كيد بعض زملائه الذين يغارون منه وتسبب بخطر عليهم في الجامعه التي يعمل بها، فحاولوا تصفيته. وان كنت استبعد ان يصل اي كادر اكاديمي لهذه الدرجه من اللؤم فيغتالوا زميل لهم بسبب غيرتهم منه.

• الاحتمال الرابع انه يكون بعض الطلاب قد خططوا لقتله انتقاما منه بسبب تقييمه لهم. وان كنت لا اعتقد ان الطلاب قد يصلوا لهذا المستوى. فالطلاب ينتهجون اسلوب الشكوى الجماعيه والحذف الجماعي للماده عندما يريدون التخلص من مدرس يقف في طريقهم.

• الاحتمال الخامس هو ان يكون السبب صراع طائفي بما انه امام مسجد. وهذا مستبعد، فلا اعتقد ان شخص مثقف كفادي البطش ومحبوب ان يكون متشدد ومستهدف من الطوائف الدينيه الاخرى.

بقلم/ سهيله عمر