تم افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني بموعده المقرر بالثلاثين من شهر ابريل بدورته ال 23 تحت عنوان القدس ....وحماية الشرعية الفلسطينية .
تابعت كما غيري بحكم المهنة وتراكم المعرفة .....حتى استمع لما يمكن أن أسجله كملاحظة .... تؤكد أن من لم يحضر كان على حق ....وأن من حضر كان على باطل ..... لم أستطع أن أسجل ملاحظة واحدة.... في ظل النصاب القانوني ....وفي واقع هذا الحضور اللافت للوفود العربية الاسلامية والدولية ..... وهذه المشاركة التاريخية في ظل منعطف خطير ..... وتحديات قائمة وقادمة ..... تأكدت من خلال خطاب الرئيس محمود عباس أن كل ما تحدث به يعبر عن رؤية شاملة ....كما يؤكد على ثبات المواقف الوطنية ..... والالتزام بقرارات الشرعية الوطنية ...ومؤسساتها .
لم أجد بخطاب الرئيس عباس ما يتناقض وأقوال قادة فصائل المعارضة .... بل العكس تماما استمعت الي خطاب الرئيس عباس بشموليته .... وثبات موقفه .... ما يؤكد صلابته ....وارادته القوية .... ووضوح رؤيته ....لما يريد تحقيقه لشعبنا وقضيتنا .
الرئيس عباس كان واضحا وشاملا ومحددا ....برؤية الحل السياسي القائم على حل الدولتين ..... والعاصمة القدس ....كما كان واضحا وقاطعا ....لكل ما يمكن أن يقال أو يسرب ....أو ما يجري من وراء الكواليس..... حول امكانية العودة الي ما كان قائما ....بل المؤكد أن الرئيس قد قطع بالدليل القاطع كل ما يمكن أن ينتج ....أو ما يمكن أن يقال... حول مبادرة الرئيس الامريكي ترامب بما يسمي بصفقة القرن ..... حتى ولو جري التعديل عليها ....والذي لا يتلاءم ويتناسب مع الرؤية الفلسطينية ....والثوابت الوطنية ..... وحق شعبنا باقامة دولته بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس ...... وحق عودة اللاجئين وفق القرار 194 والتمسك بمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة .....وبالرعاية الدولية غير المختصرة والمختزلة برعاية أمريكية والتي أصبحت مرفوضة بحكم انحياز وعداء المواقف الامريكية التي تنحاز كليا الي الجانب الاسرائيلي كما الحال بواقع قرار القدس عاصمة لدولة الكيان ...وما يجري من أقوال وتصريحات حول افتتاح السفارة الامريكية بالذكري السبعين لتأسيس الكيان الغاصب ..... ونكبة الشعب الفلسطيني .... وتهجيره وتشريده بمخيمات اللجوء والشتات .
خطاب الرئيس عباس ....أمام المجلس الوطني ما بعد اجراء النصاب القانوني والتأكد منه..... وبهذا الحضور الكبير من الوفود العربية الاسلامية والدولية ...... والتي كانت حاضرة وشاهدة ومعترفة بشرعيه هذه الدورة ومخرجاتها ....والذي يؤكد ان الرئيس عباس كان يتحدث بكلام المسئولية الوطنية والتاريخية .... ومن على منبر البرلمان الأعلى والذي يمثل الشرعية الوطنية الفلسطينية .....وما عمل على تأكيده برسالته الفلسطينية الوطنية الوحدوية ..... وحتى يسمعها من بداخل قاعة أحمد الشقيري ...... ومن هم خارج القاعة داخل الوطن وخارجه ....وحتى بكافة العواصم .... ليتأكد الجميع باختصار ما قاله ....وتحديد النقاط باعتبارها وثيقة رسمية يجب أن تحفظ بملفات البرلمان والمجلس الوطني .....كما تحفظ بملفات التاريخ الوطني الفلسطيني والمحدد بالتالي :
أولا : وضوح وثبات الرؤية السياسية بالعمل السياسي والدبلوماسي الممكن والمتاح وفق معادلة السياسه الفلسطينية ومرتكزاتها ...ووفق معادلة السياسة العربية ومبادرتها التي لا زالت قائمة ومؤكده بكافة قرارات القمم العربية .
ثانيا : الرعاية الدولية لعملية التسوية .... لا يمكن أن تكون بانفراد أمريكي بل بشموليه دولية ..... تعمل على حل الصراع وتحقيق الثوابت الوطنية الفلسطينية .
ثالثا: تأكيد اهمية عقد المجلس الوطني في ظل الأخطار المحدقة ...والمحافظة على المشروع الوطني والتمسك بمؤسسات الشرعية الوطنية الفلسطينية منذ تاريخ تأسيسها وحتى يومنا هذا رابعا : الرغبة الحقيقية بارادة خالصة .....ونوايا صادقة .... بأمل ان يكون المجلس بحضور الجميع حتى يشارك بصناعة تاريخ وطنهم ...ومستقبلهم التنظيمي ...وتحديد توجهاتهم أمام شعبهم .
خامسا : تأكيد الرئيس على وحدانية التمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية وتواصل عقد دوراتها ....والالتزام بقراراتها الملزمة للجميع .
سادسا : التأكيد على المصالحة الكاملة والشاملة وليس عبر الخطوات التكتيكية ومخاطر نسفها .... واعطاء التصور الكامل لما يمكن ان يحقق المصالحة الحقيقية والمستندة الي مفهوم التمكين الحكومي الكامل والشامل وتحمل المسئولية الكاملة ....والا فان عكس ذلك سيكون خطيرا وله تبعاته على شعبنا بالمحافظات الجنوبية..... وهذا ما يجب أن يعجل بالقرار الشجاع حول انهاء الانقسام وتمكين الحكومة ...والسلطة الوطنية الفلسطينية .
سابعا : ايضاح الرئيس عباس أن الموقف العربي ملتزم بكافة المواقف الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية ..... ولا مجال لامكانية التلاعب أو القفز أو المساهمة لصناعة ثغرات وتشويهات حول المواقف الفلسطينية الثابتة وهذا ما تم التأكد منه بقرارات قمة الزهران بالسعودية .
ثامنا : تأكيد الرئيس عباس أن الحلم الوطني الفلسطيني كان بخطر شديد..... ما لم يعقد المجلس الوطني بدورته الحالية والذي سيتم من خلاله انتخاب لجنة تنفيذية واعطاء صلاحيات المجلس الوطني للمجلس المركزي ....والتأكيد على الثوابت الفلسطينية المجمع عليها ....وضخ دماء جديدة ....وكفاءات فلسطينية ..يجب ان تشارك في صياغة معالجة الواقع ...وبناء أفاق المستقبل .
تاسعا : تأكيد الرئيس عباس على أن مكان الانعقاد داخل الوطن له ما يميزه ...وما يؤكد شرعيته ووطنيته .....وليس كما يقال بأن المجلس تحت حراب الاحتلال..... فالشجاعة في القول من داخل الوطن..... وليس من خارجه وعبر العواصم وحساباتها وتحالفاتها..... التي يمكن أن تؤثر باستقلاليه القرار الوطني الفلسطيني وهذا غير مسموح به .
عاشرا : وضوح الخسارة السياسية اذا ما قام كل من اعترض على المشاركة ....باجراء حساباته السياسية بمنظور وطني وليس تنظيمي .... وهذا ما يؤكد على أن من حضروا كانوا أكثر حسابا واتزانا وموضوعية .... ممن لم يحضروا .
الحادي عشر : أن يقول الرئيس عباس وبوضوح وشفافية عالية ..... لنذهب لانتخابات رئاسية وتشريعية وليفوز من يفوز .... ومن ثم يتم التسليم للسلطة ومؤسساتها بعد 5 دقائق ومن خلال برلمان فلسطين..... وعبر الاعلام المفتوح وعلى الهواء مباشرة ..... يؤكد على شفافية عالية ....وديمقراطية مطلوبة تقطع الطريق على كل من يشكك بديمقراطيتنا الانتخابية ....وشفافية قراراتنا الوطنية .
الثاني عشر : الحضور اللافت ومدخلات المجلس ومخرجاته المتوقعة والمنتظرة ....بحكم أجواء الانعقاد يؤكد أن الشرعية الفلسطينية لا زالت متمسكة وممسكة بكافة الخيوط والأوراق ولم يسقط منها ما يمكن التلاعب به .
بداية طيبة لاجتماع وطني ..... وبحضور رائع ..... كنا نتمنى أن نري الجميع.... ولكن لكل من لا يشارك حرية اختياره .... وتحمل مسئولياته .... وما يمكن أن يسجله التاريخ له او عليه ...... وما يمكن أن يسجله التاريخ لكافة الحضور..... وما جاء بكلمة الرئيس محمود عباس والتي تصب في اطار الوحدة ....ورفض الانقسام .... وتعزيز الديمقراطية واجراء الانتخابات.... كما تصب برفض الحلول الجزئية والمنفردة .....كما التمسك بالثوابت الوطنية المنصوص عليها بكافة قرارات المجالس الوطنية ....كما الحرص على مبادرة السلام العربية والمحافظة على العلاقات الأخوية مع الاشقاء العرب .....كانت بداية موفقة ....كنا نأمل مرة أخري أن يكون الحضور للجميع ....حتى يشاركوا بصناعة مجد تاريخهم ....وايجابية مواقفهم ..... وليس خسارتهم ...وحتى نتمكن من مواجهة كافة التحديات بكل قوة وصلابة وايمان .
بقلم/ وفيق زنداح