لن يرضوا عنكم حتى لو كانوا بالمجلس الوطني والتنفيذية

بقلم: حسني شيلو

لن يرضوا عنكم حتى لو كانوا بالمجلس الوطني،ولو مثلوا باللجنة التنفيذية باكثر منكم عددا ، القضية يا سادة تبدأ من ماكينة اعلامية ضخمة، بدأت عملها من أول يوم قررتم عقد مجلسكم الوطني، تعددت المحاولات من التشكيك بمن حضر، ثم تلاها الحديث عن تشكيل جسم بديل، وأخيرا البحث عن أية ثغرات أو اخطاء قد تكون بسيطة في دورة مجلس وطني كبيرة ، لماذا ؟ لأنهم لم ولن يؤمنوا بالشراكة الوطنية، ومهمتهم فقط وحصريا أن يكونوا بديلا عن المنظمة، فعمليات التخوين والتشكيك ستبقى مستمرة، حتى لو حررتم القدس وحيفا ويافا .

على مدار ايام المؤتمر الوطني الاربعة كنت حاضرا متابعا مشاركا فيه، تعددت الكلمات وتحدث المتحدثون كلا بما يحمل من هم وطني، صحيح بعضها تكرير لما قيل سابقا، لكنها كانت بروح وطنية مسؤولة، هناك في قاعة الشهيد أحمد الشقيري كان الجميع سواسية، بغض النظر عن المنصب أو المكانة الكل يجلس سويا، حتى في خيم الغداء والعشاء، هذا هو التجسيد الحقيقي لما نريده شعبيا، ولكن اتسائل لماذا لا يكون ذلك سهلا في الحياة اليومية العادية ؟ لماذا لا تفتح مكاتب النواب والوزراء والأمناء العامون وأعضاء اللجنة التنفيذية  للشعب ؟  احداهن كتب على مواقع التواصل الاجتماعي قائلة "فلفت انتباهي ترتيب الحاضرين فالترتيب ليس لأهمية الشخص ،فقيادي كبير يجلس في الصف الرابع وأخر في الصف الاخير وقيادي مغمور يجلس في الصف الأول فتوجهت الى  مسؤول بروتوكول القاعه بالسؤال فكانت الاجابه، نحن هنا لا نرتب الأمور حسب الأهمية بل حسب طبيعة المرض ونوع الدواء فمثلا مرضى السكري والي بياخدوا مدر البول يجلسوا قريب من الحمامات مرضى القولون والجهاز الهضمي بجانب الشبابيك،قصار النظر وضعيفي السمع في المقدمه مرضى الزهايمر في اخر القاعة عشان في المؤتمر السابق سألوا الرئيس ابو مازن عن ابوعمار ليش مش حاضر" ،هذا الكلام جزء من الدعاية الاعلامية التي تحاول التقليل من أهمية هذا المجلس، مثال اخر ما نشر عن "طوشه بين ابو العينين عزام الاحمد بالسكين ، تقرير صحفي اختار عنوان جاذب فقال "على هامش المجلس الوطني الفلسطيني: سيارات غولف وفوضى نصاب" ،عدا عن التعميم الصادر على كافة اعضاء بعض الفصائل بمهاجمة المجلس الوطني على وسائل التواصل الاجتماعي ، هذه امثلة بسيطة من ما كتب حول دورة المجلس فيها الكثير من السطحية والتقليل من هيبة هذا المجلس الذي يمثل اعلى سلطة تشريعية للشعب الفلسطيني .

لربما نتفق جميعا على ان المجلس الوطني لم يطعم بالدماء الجديدة وخصوصا الشباب وهذا صحيح، ولكن السؤال المطروح من المسؤول عن ذلك ؟ اولا الجميع يعرف أن من مكونات المجلس الوطني هي الفصائل، وفي هذا المجلس كانت هناك فرصة كبيرة لضخ دماء شابة، لما لم تبادر هذه الفصائل بضخ جيل شاب كما فعل البعض، لماذا لم تتحرك الاطر الشبابية داخل هذه التنظيمات للمطالبة بحقوقها ؟  وطبعا هذا لا يقلل من قيمة كبار السن فهم ايضا وطنيون وضحوا ولهم تاريخ نضالي طويل.

ما خرج به المجلس الوطني من اعلان القدس والعودة،والبيان الختامي، وقرارات المجلس، بحاجة لنضال مستمر ورقابة امينة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية  من أجل نقل هذا "السجع البديع "، وهذا البيان الذي اشترك بصياغته 23 قياديا من اعضاء المجلس، إلى أن التطبيق فعلي على الأرض، يعطي للمجلس وقراراته اهمية ودورا .

وأخيرا بات الحاجة ملحة لإعادة النظر في اعلام منظمة التحرير الفلسطينية، الذي بحاجة لعملية استصلاح حقيقة، تمكنه من مواجهة الدعاية التي تعمل ليل نهار، لتشويه صورة هذه المؤسسة الفلسطينية، وتحاول كتابة التاريخ من حيث بدأت هي ، وشطب تاريخ ونضال الاخرين .

ملاحظة هناك جنود مجهولين بذلوا اليل بالنهار لضمان انعقاد هذا الدورة وكانوا على قدر من المسؤولية بالتعامل، فلهم كل الاحترام وخصوصا الموظفين العاملين في المجلس الوطني الفلسطيني، ومؤسسة الرئاسة، وكذلك طواقم الاعلام في تلفزيون وصوت فلسطين ووكالة وفا .

بقلم/ حسني شيلو