هناك من القضايا التي تستحق المتابعة والتحليل والردود عليها ....لكننا نؤخذ الي مسارات لا نرغب بها .... وليست محببة الي قلوبنا ....ولا تنسجم مع وطنيتنا وحرصنا على وحدتنا ...وعلى مجمل قوانا السياسية ....الا أننا نجد أنفسنا .....أمام حالة لابد من اعلاء الموقف حولها .... ليس ردا أو تجريحا بأحد ....بقدر ما نحرص عليه من خلال مهنة الاعلام أن نصدق القول ....وأن نعري المواقف ....وأن نؤكد على الحقائق..... مهما كانت النتائج .... ومهما فرح البعض ....أو غضب .
حديث الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس لقناة العالم الفضائية ...... كان فيها من الموقف المستغرب ....والمستهجن ....الي حد عدم التصديق ....وعدم الاستيعاب ..... والقبول به .....لا بعلم السياسة ...ولا بمعادلة الوطنية الخالصة ....ولا حتى بمفهوم حرية الرأي والديمقراطية ....ولا حتى في اطار الرأي الشخصي الملزم بضوابط وأحكام وأعراف وطنية ..... اجتماعية ...ثقافية .
مخالفة كبيرة....وخطيئة لا تغتفر .... ومن ذات الوزن الثقيل الذي يزيد من همومنا .... ويسود علينا حياتنا ..... والتي لا يحتملها أحد منا ....كما لا يقبل أحد بتمريرها .... أو القبول بها .... أو حتى عدم الرد عليها .
أولا : الدكتور محمود الزهار أحد قيادات حركة حماس التي نعتز بها ...ونفخر بمسيرة نضالها .... كما ونختلف معها بمعظم مواقفها .....لكننا نحترمها ....ولا نقبل باتهامها لا من القريب ولا البعيد ...ونصد كافة الاتهامات عنها ....حول ما يسمي بارهابها ....موقف وطني خالص ....نؤكد عليه ويتعزز بكتاباتنا ومقالاتنا والتي لا نجامل فيها لا حماس ولا غيرها.... لايماننا ان حماس حركة وطنية فلسطينية لها جماهيريتها ...ولها وزنها ....وهي شريكة الوطن والوطنية الفلسطينية..... التي نلتزم بها ونتمسك بضوابطها ومبادئها وأحكامها ....عبر مسيرة النضال الطويل منذ فجر الثورة المعاصرة ...وحتى يومنا هذا ....وحتى تحرير الأرض والمقدسات واقامة الدولة.
ثانيا : من حق كل انسان أن يعبر عن وجهه نظره ....وأن يقول ما يشاء ...وأينما شاء ....وكيفما شاء ....ولكن بحدود المقبول والمعقول ....وفي اطار الوطنية المتعارف عليها ...والتي لا تمس بوطنيه أحد ....ولا تزاود على مواقف أحد ...ولا تعطي لنفسها حق اصدار الشهادات .
ثالثا : الحديث عن موقف الشعب الفلسطيني بصفة عامة ومطلقة .... ليس من صلاحية واختصاص ومسئولية فردا بعينه ....لأن للشعب الفلسطيني مؤسساته الشرعية ..... والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس .
رابعا : المجلس الوطني الفلسطيني والذي تأسس مع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ..... وبعمره الطويل والممتد والذي يفوق أعمار الكثيرين ....والذي سقط على دربه عشرات الالاف من الشهداء والجرحي والأسري لأجل تحقيق اهدافه الوطنية .....لا يمكن أن يقبل بأن يتم وصفه بأنه ليس وطنيا .
خامسا : المصالحة الوطنية خيار استراتيجي ....ولا خلاف حول اهميتها وضرورتها .....وهي غير قابلة لرأي شخصي ....بل تستند الي رأي وارادة شعبية ..... وفصائلية تطالب منذ 11 عام بالمصالحة ما بين أخوة الوطن .... وهذا موقف ثابت ومؤكد.... وليس هناك من كلام مخالف لذلك ...يمكن أن يستمع اليه أحد.
سادسا : الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلنا الشرعي والوحيد ...والقائد العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قائدة ومفجرة الثورة الوطنية المعاصرة والتي يلتف حولها الملايين من أبناء شعبنا ....والتي تمثل الأغلبية الساحقة من المؤيدين لها.... لا تحتاج الي اضافة شخصية ولا حتى الي اضافة تنظيمية من أي تنظيم اخر .
سابعا : أقوال الدكتور الزهار الذي نحترم شخصه ونقدر نضاله ....ومواقفه ....لا يجعلنا بموقف الصمت .... على أقواله .....التي كانت خارج المألوف وخارج السياق الوطني ..... وحتى خارج الموقف المعلن لحركة حماس ولكافة القوي السياسية والوطنية والاسلامية .
ثامنا : حوارات ولقاءات وأيادي متشابكة وابتسامات عريضة واخوة ومودة وقنوات اتصال دائمة ...وشراكة بانتخاب تشريعية .... فهل يعقل أن يكون كل هذا مع أناس غير وطنيين ؟! ..... قوافل شهدائهم وصلت لعشرات الالاف وأسراهم بمئات الالاف ...وجرحاهم بمئات الالاف .... وانجازاتهم الوطنية تفوق الكثير مما أنجزه الاخرون أن نكون بالأمم المتحدة ....وأن نكون بالمنظمات الدولية كافة ....وأن يرفع علم فلسطين فوق مبني الأمم المتحدة ....وأن تستقبل كافة عواصم العالم رئيس دولة فلسطين ...ويعزف النشيد الوطني الفلسطيني ....وان نكون مشاركين بكافة المؤسسات العربية والاسلامية والدولية ....وأن يكون لنا صوت مسموع بكافة العواصم....كلها تؤكد وحتى الدورة ال23 للمجلس الوطني أن الرئيس محمود عباس هو رئيس الجميع ...ولا يخضع لرأي شخصي ....في ظل التفاف شعبي ....وتأييد وطني عربي واسلامي ودولي .
كلمة اخيرة كان من المفترض والواجب أن أقولها ببداية مقالتي ...... بإحساس وطني خالص ....وبإيمان عميق ....وبانتماء مخلص ....واحساس ومسئولية ....تفرض على الجميع واجب العزاء بكوكبة من شهداء القسام أبناء فلسطين ....الذين سقطوا على أرض القطاع نحتسبهم شهداء باذن الله .... ونتقدم بالتعازي الحارة أولا لحركة حماس .... وثانيا لأسرهم ....ولأبناء شعبنا بفقدان أعز الرجال.... رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته ...وألهم ذويهم الصبر والسلوان .
وانا لله وانا اليه راجعون
بقلم/ وفيق زنداح