تصريحات الزهار الأخيرة , لها دلالات وليس لها تداعيات

بقلم: أشرف صالح

إن تصريحات القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار على قناة العالم الفضائية ليس جديدة ولا غريبة , لأننا تعودنا  أن نسمعها منه في كل مناسبة , ولأن الإختلاف بينه وبين باقي قيادات حركة حماس بات واضحا , ويتمثل في صراحته المطلقة , تعودنا على سماع مثل هذه التصريحات عبر وسائل الإعلام المختلفة , ولكن المشكلة ليس في التصريحات  بحد ذاتها ,  المشكلة في التركيبة الفكرية للقيادي محمود الزهار والتي أدت الى تراجع رصيدة كقيادي في الحركة , فإذا كان القصد من هذه التصريحات إيقاع الضرر بأحد فأنا أعتقد أنه الوحيد الذي سيطاله الضرر جراء هذه التصريحات المتكررة .

إن تصريحات الزهار لها دلالات وليس لها تداعيات , بمعنى أن التداعيات دائما تأتي نتيجة تأثير واضح من موقف الحركة ككل على الأجواء بشكل عام , وأنا أعتقد أن تصريحات الزهار لا تعبر عن رأي حركة حماس بكل تفاصيلها , بل هي تحمل جزئ منها , وخاصة بما يتعلق برفضه المطلق لمصطلح المصالحة ووصفه للسلطة بالجواسيس , وأيضا نزع الشرعية بشكل كامل عن الرئيس أبو مازن والمجلس الوطني , فأعتقد أنه لن يكون هناك أي تداعيات نتيجة هذه التصريحات , وفي حال وجودها فهي لن تتخطى ردا عبر وسائل الإعلام  من أحد قيادات فتح   لهذه التصريحات .

أما بالنسبة للدلالات على هذه التصريحات وهي الأهم بالنسبة لنا كمحللين , فأنا اعتقد أن هذه التصريحات هي دليل واضح وصريح بأن الدكتور محمود الزهار ليس في الصف الأول في حركة حماس كما يعتقد الكثير , لأن من يقول بمثل هذه التصريحات وهو صانع قرار فهذا يعني قطع العلاقة بشكل مطلق بين حركتي فتح وحماس , فلو كان الدكتور محمود الزهار من صناع القرار فعلا  لما كان مصالحة من الأصل ولا كان علاقة تعامل بين الحركتين من الأصل .

إن دلالات هذه التصريحات توضح لنا الحقيقة بالنسبة لوضح الزهار في الحركة , فهو في حالة تراجع مستمرة داخل الحركة رغم أنه من الجيل المؤسس ورغم أنه أكبرهم سن تقريبا , ورغم أنه أكثرهم شراسة في الدفاع عن الحركة , ورغم أنه طبيب وكاتب وأديب ويعمل في المجالين السياسي والعسكري ,  ولكن السيرة الذاتية وحدها ليس كافية لشخص أن يقود الحركة سواء بالتزكية أو بالإنتخابات , لأن المرحلة الجديدة لحركة حماس تتطلب قيادات أكثر دبلماسية وقبول في الأعراف السياسية والدولية , ولهذا اصبح السنوار قائد الحركة في غزة لأنه يختلف تماما عن الزهار في تركيبته الفكرية .

إن تصريحات الزهار على قناة العالم الفضائية قدمت لنا تقريرا وافيا بوضعه في حركة حماس , ولأن هذه التصريحات تتناقض مع موقف السنوار القائد في غزة , فهذا دليل أن الزهار ليس من صناع القرار في الحركة , وأنه لا يملك أن يقطع الخيط بين فتح وحماس , رغم رغبته الملحة بذلك .

فأنا أتوقع أن تصريحات الزهار بهذا الشكل الصريح ستفوت عليه الفرصة بأن يكون قائدا للحركة في يوم من الأيام , وسيكون بعيدا عن الصف الأول وصناعة القرار في الحركة .

الكاتب الصحفي : أشرف صالح

غزة – فلسطين

[email protected]