غزة .... والانسانية الضائعة ...والمسئولية الغائبة .

بقلم: وفيق زنداح

ان يصل الحد بنا الي ما نحن عليه .... جريمة انسانية ....سياسية .... فصائلية وطنية واسلامية .... حكومية .
ان تعيش غزة هاشم بكل تاريخها ....وشعبها ...وسجل صمودها رباطها .... ونضالها ... منذ عقود ....وحتى هذا العصر الردئ والاسود .... بكل خياراتها الوطنية الخالصة .... وبكل أطياف شعبها .....المؤمنة بقيادتها وشرعيتها ....والمتمسكة بمؤسساتها الوطنية ....وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .
أن يصل الحال الي حد التلاعب المقصود ....وليس الخلل الفني المصنع الي حد التلاعب والاستهتار .....وعدم المبالاة ....وكأننا نعيش في سجن كبير..... ويرمي لنا بفتات الموائد ....وما يزيد عن أصحاب الكروش الممتلئة ....والجيوب المنتفخة ...والأرصدة البنكية السرية .....منها والعلنية .....وأصحاب العقارات والاراضي والبنايات والابراج.... لا يقبل ومن غير المسموح .....أن تفقد غزة انسانيتها كرامتها.... شهامتها ....رجولتها .... وشجاعتها .... من خلال سياسة أساسها التلاعب ....بأرزاق أبنائها ....ومحاولة المساس بكرامتهم ....والتلاعب بأعصابهم .... وارباك مسيرة حياتهم .
أن تضيع او تغيب الانسانية و المسئولية ....وأن يتم تقاذفنا كالكرة ما بين أرجل اللاعبين ...وألسنة المصرحين .... ومؤتمرات المتضاربين والمتناقضين ....والمتناكفين ....فهذا من غير المقبول وغير السوي وغير المنطقي ....غير الوطني والانساني ولا يعبر عن روح المسئولية الوطنية والتاريخية .
غزة لا تستحق ما يجري ضدها ...وما يتم التلاعب بها .... وهي لا زالت على تاريخها ومواقفها اخلاصها وانتمائها ..... وتمسكها بشرعيتها ..... ويمارس عليها سياسة ابتزاز مرفوضة..... بكل شكل ولون .... من حكومة الحمد لله ....كما حكومة حماس ولجنتها الادارية ....كما أنها مرفوضة من سياسة المهادنة وعدم الحسم من قبل رأس الشرعية الرئيس محمود عباس .
وهنا أحمل الحركتين الاكبر بالساحة الفلسطينية فتح وحماس وغيرها من الفصائل الصوتية الاعلامية .....التي لا يخرج منها الا ما يعكر ولا يؤحد .
نحملهم جميعا المسئولية ....لأنهم لو أرادوا ان يزيلوا الظلم لاستطاعوا ....ولو أرادوا ان يزيلوا القهر والحرمان لاستطاعوا ....وان أرادوا أن يعودوا للناس انسانيتهم وكرامتهم المفقودة لاستطاعوا .... ولو ارادوا انهاء وازالة الازمات والمصاعب الحياتية لاستطاعوا .....ولو أرادوا انهاء الانقسام الاسود ...باعتباره السبب والنتيجة لما نحن عليه لاستطاعوا ....يستطيعون عمل كل شي في ظل وحدتهم ....وتماسكهم وشراكتهم .....وتوافق مصالحهم ...وتوافق اهدافهم ...وحتى توافق مصالحهم التنظيمية المهددة .....كما مصالح المواطن والوطن.
استمرار الانقسام الاسود .... بكل نتائجه الوخيمة والكارثية ....وأزماته المتفاقمة .... والتي أوصلتنا الي هذا الحد .... لا يعطي لأحد منهم حق الحديث أو الاعتراض ...طالما استمر حالنا الي حد الجوع وفقدان الاسر لمتطلبات حياتهم الانسانية .... مسألة غاية بالصعوبة .... وغاية بالخطر الشديد .... والذي يتهدد المجتمع بكافة أركانه وعلاقاته الانسانية ,....الاجتماعية ....والوطنية .
أن يفقد شبابنا ايمانهم ..... صبرهم ...رجولتهم .... أن تفقد الفتيات ايمانها وحسن خلقها وأدبها ....أن يفقد المجتمع مبادئه وتقاليده .....أن يحدث هذا الزلازل الذي يفكك المجتمع والأسرة ....والي هذا الحد الخطر .... والجنوح والانزلاق الي مخاطر الادمان وسوء السلوك ...وشذوذ الافعال .... انما يعني ان المجتمع بخطر شديد ..... ويقترب من الهاوية ..... ولا يقل أحد من المنظرين الناطقين .....الكاذبين بأقوالهم ..... ان الشعب صامد ....وان معنوياته عالية ....وأنه قادر ان يكون حاضنة أبدية ..... كلام كبير ...وشعارات رنانة يتم ترديدها ....على ألسنة الكاذبين والمنافقين ....والجميع منهم يعرف الحقيقة .
من يخرج علينا بتصريحات.... ويغرد بكلمات .....ويتحدث وكأنه زعيم يحدث شعبه ...ويحسب أن في قوله الحقيقة الساطعة .....وأن في نتائج ما يقول ناصية الحقيقة الفعلية .....لا يعرف الحقيقة.... بأن لا احد يشاهده ....ويستمع اليه ....ولا أحد يقبل بكلامه ....الشعب وصل الي مرحلة خطيرة .....بعد صبر طويل ...ومرارة وحسرة وألم .... رأي فيها الويل من أفعال وممارسات غير انسانية ....غير وطنية..... ولا تعبر عن مجتمع يواجه احتلال ويمارس النضال ..... ويسعي للحرية والاستقلال .
لا ايجابية يمكن أن نفخر بها ونعتز بها ....ونسجلها بقاموسنا ...ويمكن أن نتركها لأجيالنا ليتوارثوها ..... بعد ان تم هدم ما تبقي من التاريخ المضيء..... كما تم تدمير الواقع ...بكافة تضحياته وصموده ورباطه ..... أمام مستقبل مجهول ..... في ظل ما هو قائم وقادم ....سياسيا ... وفي اتجاهات أخري لا نعرف مداها ونتائجها الوخيمة .
كل شي مخزي وعار علينا وعلى تاريخنا ....وعلى كل من يساهم أو يشارك في ضياع مستقبل أجيال متتالية .... وشعب مرابط وصامد وأن يساهم في ضياع أسر بأكملها .... كما المساهمة في صناعة سلوكيات شاذة وغير سوية ....وفكر منحرف ....وثقافة دخيلة.... لم نكن نعرفها .... ولم نعتاد عليها .
اصحوا ...كفاكم نوم ...وانظروا ما يدور حولكم وبداخلكم ....فكفاكم استغباء ....وكأنكم لا تفهمون ....ولا تعرفون ....لأنكم جميعا تعرفون الحقائق بأكثر مما نعرف ....وتدركون المخاطر اكثر مما نقدر .....لكنكم العاجزون وغير الجادون ...بتحمل امانة المسئولية .... وكل شغلكم الشاغل..... ان تحملوا غيركم المسئولية .... الجميع يحمل الرئيس محمود عباس المسئولية ...فأين مسئولية الحكومة ....وأين مسئولية الفصائل الوطنية والاسلامية ....وعلى رأسهم حماس وفتح .... وحكومة العجزة المكفوفين وعلى رأسهم حكومة الحمد لله ...ومن قبلها حكومة حماس واللجنة الادارية وكافة الاجسام والهيئات التي لم نري منها الا كل سوء ...وكل ظلم وسواد ....ليترك الجميع سياسة الغش السياسي ....والتضليل الاعلامي ...وتحميل المسئولية للأخرين ...واظهار أنفسهم بأنهم الاطهر والانقي والاصدق ....وهم على العكس تماما .
كفي بالله عليكم ....لقد مللنا سماعكم ....ومشاهدتكم .... مللنا أكاذيبكم .... لقد قتلتم في اجيالنا روح الانتماء ...والعطاء .... وحتى الامل .... بامكانية تغيير الواقع .... وحتى الوصول الي المستقبل المنشود والمأمول ..... لقد أوصلتم الناس الي حال القول .....بما لا يؤمنون .....والي حد التمني بما لا يتمنون ....والي حد التفكير بما لا يقبلون .
كفي بالله عليكم ..... استيقظوا من نومكم ....واعملوا على صحوة ضمائركم ....وأعيدوا اتزانكم .....لأنكم ستخسرون كل شيء .... حتى أنفسكم ....ولن تجدون في أرصدتكم.... وحتى وعلى مستوي شخوصكم ....وأسركم ..... ما يمكن أن تفاخروا به ....او تعتزوا به ....أو تعيشوا لأجله ....سيفقد الجميع تاريخ نضال طويل معمد بقوافل الشهداء وألام الجرحي وأنين الاسري ..... والملايين ممن شردوا وهجروا فى مخيمات الشتات واللجوء .
اياكم أن تأملوا برحمة ربكم .....اذا ما قام أحد منكم بالاستمرار بخيانة الامانة والمسئولية ....لأن حسابها كبير وعظيم ..... والمراجعة واجبة ومطلوبة وملحة ....فلا تتأخروا حتى لا تفوتكم فرصة التوبة..... وعودة جزء من الثقة بكم .....بعد ان فقدتم الكثير .
لقد أوصلتم بأفعالكم حد التطاول عليكم وعدم احترامكم .... بعد اهمال طويل لمتطلبات حياتنا الانسانية والاجتماعية والاقتصادية..... بعد أن اهملتم أطفالنا .... وأسرهم ...وعائلاتهم ..... وكأنهم أعداد وجدت للموت .....وليس للحياة ...وجدت للعذاب والالم .... وليس كما خلقها الخالق لتمارس حياتها .... الانسانية .... وتعزز من وجودها الاجتماعي ..... وحتى يبدع المبدعون ...ويبتكر المبتكرون .... وأن نري شعبا متماسكا ..... قادرا على الحياة وصناعة الامل لمستقبل منشود ..
اذا كان ما يجري...... حتى نفقد التوازن والعقلانية والوطنية الخالصة .....اذا كان المقصود قتل ما تبقي بداخلنا من موروث وطني وتاريخي وثقافي .
نقول لكم بصراحة...... مهما فعل السفهاء منكم ....ومهما فعل الأندال منكم ....ومهما فعل أصحاب المصالح منكم ...ومهما فعل حرامية العصر والزمن الردئ .
فان الالم سيزول ....والامل لن يموت ....وسوف يتجدد ....والثقة والايمان ستكون ولادة لتاريخ نضال طويل..... سيبقي محفورا بذاكرتنا .... وبذاكرة أجيالنا .... التي سنورثها ان تمضي بتاريخنا ....وليس المعتم من حقب زمنية سوداء ..... تحاول قلب ثقافتنا .... وحرف عقولنا .... وزعزعة ايماننا بوطننا .... وصمودنا على أرضها .
لن ينال منا كل السفهاء.... المتأمرين ..... أينما حلوا ....وأينما كانت توجهاتهم ومنطلقاتهم .... ولا يعتقدون للحظة واحدة انهم يعملون بالخفاء .... بل ان وجوههم القبيحة بالعلن ..... وتاريخهم على ألسنة الناس .... بكل مدنه ومخيماته وقراه داخل الوطن .
الجميع يعرف ويدرك الحقائق ....ولا يستطيع أحد أن يقلبها ....وأن يغير من ملامحها ومعالمها ..... وطريقها .
فمن يمتلك الملايين من تجار السياسة ....وأصحاب الصفقات .... لم تهبط عليهم من السماء ....ولم تأتي من خلال دعوة ربانية ....أو طير طائر .... فالجميع معروف بالمصدر والرزق.... وكل تغير معروف أسبابه الحقيقية ....وليس خافيا لا على الجار ولا الصديق ....ولا ابن الحي والمدينة والقرية والمخيم .
لا تجعلوننا .....بموقف الكتابة بأكثر من هذا الحد ....فالالام والغضب وقد دخل بقوة الي عظامنا بعد لحمنا ....ولا تجعلوننا نقول لكم بأكثر مما أنتم عليه .
كلمة أخيرة ..... مع كل الغضب والألم .... والحرمان والقهر .......لأهلي وأبناء شعبي في غزة هاشم .....فانني وحتى وان كنت قد غضبت الي الحد الذي أفقدني الكثير من التوازن المعتاد بكتاباتي ....لكنني لن أفقد مجموعة القيم والمبادئ والمنطلقات ..... الوطنية ....والالتزام العميق ....بمؤسسات الشرعية الوطنية ...وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ....واللجنة المركزية لحركة فتح.... والمجلس الثوري وكافة مؤسسات منظمة التحرير المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية ....والذين يجب أن يتحركوا بقوة فاعلة ....لأن هناك في حكومة الحمد لله من يعبثون ......ومن يحاولون تسويد الصورة ...وتعقيد المشهد ....وارباك المرحلة بأكثر مما هي عليه .
الكاتب : وفيق زنداح