الشعب يقهر ويشحد ما يسد رميا من بعضه الفقير وجرائم الجوع على وشك الإنطلاق والمؤامرة الصفقة تقترب وأصبحنا في دار الحرب والرئيس يكذب والوطني ممسحة والمعارضة تهرب من مواجهة الديكتاتور وتخون الوطن والثوار الخونة يترنحون.
قلت هذه خيانة للثورة ما يفعله المعارضون لعباس قبل المؤيدون، قال كيف؟
قلت المؤيدون عرفنا أنهم ذاهبون لخيانة الشعب الفلسطيني ولا يدركون أن شعبنا بحاجة ماسة للثورة على الديكتاتور ومجرد أن فكروا لذهابهم للمجلس الوطني المهزلة فهذا عار فما بالك وقد مرت الدعارة التمثيلية في المجالس التمثيلية في رام الله المستسلمة لإرهاب الدولة البوليسية حتي عاد هؤلاء الخونة بنياشين القوادة السياسية على دماء شعب طال إنتظار تحرره ليسكروا فرحا بموازنات وألقاب توزع على عبيد العصر وعندها سألني صديقي ماذا فعل المعارضون مادمت تقول خيانة الثورة ويجب ألا تخلط ويجب أن تحدد من خان الثورة؟
قلت، وأقول ، ولا داعي للتحديد فلا أحد يخون الثورة إلا أصحابها فكيف تحدث خيانة للثورة بدون ثوار خونة؟
نعم الثوار والمجاهدون والسياسيون والمهادنون قد خانوا الثورة والشعب ويدجلون عليه بشعارات ليست هي شعارات المرحلة وتخدم المشروع الصهيوني وما يخطط لتصفية القضية، لقد خانوا اللحظة الثورية المطلوبة.
قال كيف؟ قلت:
تعالوا نفهم كيف؟
في المفصل التاريخي إذا ذهبت اللحظة الثورية دون استغلال فذلك ناتج عن جهل قيادة مفترضة للثورة وهي في الغالب وكون قوى المعارضة للنظام أولا سواء الخيانة مقصودة وهي أن يصبحوا أوراقا لغيرهم والتبعية لقوى لا ترى مصلحتها بثورة الشعب على النظام و ثانيا أن تخونهم الإرادة،
وخيانة الإرادة هي ألا تتناسب الإرادة مع العمل الثوري المطلوب والذي يتناسب مع اللحظة الثورية يعني مش قدها بالبلدي .
تعالوا نفهم ما هي الثورة التي نريد لنشرح خيانة الثورة .. الثورة هي وصول الإرادة الثورية للجمهور المدى الأعلى لإطلاق الحركة والتحرك نحو الهدف وهو النظام أو الديكتاتور أو الحاكم الفاسد لإسقاطه والاستيلاء على مقاليد السلطة لبدء عملية تغيير الحالة السلبية أو الظلامية التي كرسها الحاكم أو الديكتاتور عبر القمع والدولة البوليسية.
يا أسيادنا نحن شعب طفح المر وشاف الأمرين من حركة وطنية وإسلامية على قد الحال ليس لها عقل ثوري بل عقل نمطى تعود على الفئوية واستئصال الآخر والنوم دون حركة في اتجاه الهدف بطريقة تخلص شعبنا من غباء الحكم الذي لم يره شعبنا في أتعس حقب تاريخه.. كيف؟
الكل يعرف كيف والحالة الفلسطينية وصلت بجنون العظمة في قمع الشعب وإذلاله من نظام فاسد ورئيس ديكتاتور وأي شعب يتعرض لنصف ما تعرض له هذا الشعب في أي مكان وأي زمان لم يصبر على هكذا واقع إلا وثار وانتزع الحكم لصالح الشعب وبدأ مرحلة جديدة ولكن ما العائق الذي الذي منع أن يتصرف شعبنا لتغيير حالته؟
العائق يا إخوان هي التنظيمات جميعها المؤيدة للديكتاتور والمعارضة له فالتنظمات المؤيدة قد انكشف حسبها ولم تعد تنظيمات بالمعنى الصحيح الذي يدير صراعا مع محتل ويحكم شعبا يطمح للتحرر من الإحتلال يوقفوا إلى جانب شعبهم فأأطاعوا الديكتاتور وانحنوا لمكاسب السلطة وانتهى أمرهم إلى مستمعين يقبضون رواتبهم من السلطان ولم تعد لديهم مهارات عمل آخر بعد هذه الأعمار وعلى رأسهم حركة فتح التي لم أتحدث في لحظة من اللحظات سابقا عنها وكنت أعتبرها ضحية السلطويين الجاثمين على صدر فتح مند أوسلو ولكن بعد الإعلان عن الخطر الداهم للمستقبل الوطني وصفقة ترامب، لا، ففتح هذه لم تعد ترى ولا تدرك المخاطر القادمة مع صفقة ترامب ولم تعد حزبا ثوريا ولا حركة تحرر وشاركوا أو سكتوا عما يجري ولو بمظاهرة صغيرة عما فعله عباس في تزوير إرادة الشعب والجماهير عبر إستغلاله تنظيم فتح لإضعاف الحالة الفلسطينية بعد أن أضعف فتح ووافق الفتحاويون معه على ذلك ولم يعد نفهم من سلوكهم إلا أنهم متوافقون مع الرئيس الذي يلجأ في خططه الجنونية بإسم التصدي للصفقة وهو مازال يذبح شعب غزة على خلفية محاصرة حماس في الوقت الذي يسمح بمرور الأموال لحماس عبر القطريين ومندوبهم العمادي بمعني أنه يحصار غزة للإلتحاق بصفقة القرن وكل ما يفعله هو انتقام أولا وثانيا إضعاف الحالة الوطنية الجامعة لتمرير الصفقة.
أما المعارضة فحدث ولا حرج قلنا من البدء يجب أن تتشكل حالة معارضة منظمة تحتوي جميع المعارضين على قدم وساق وتقود الحالة الفلسطينية نحو الخلاص من الرئيس وتصحيح النظام وجبهة إنقاذ وطني يكون العمل منها على قضية مسيرات العودة بمنطق القضية الاستراتيجية للتصدي لصفقة القرن فالخطر على الوطن وليس على غزة لننقذها وأن حصار غزة آصبح ثانويا فقالت حماس كسر الحصار ودون أن توفر مع الآخرين قيادة لجبهة عريضة تتصدي حقيقة لصفقة القر ن وصغرتها بقيادة ميدانية للمسيرات وتاهت حماس في أنانيتها ولم تعد حركة الجهاد كابحا للعمل المهيمن لحماس وقرب وصول موعد الحدث الكبير لنقل السفارة صار واضحا عدم وجود قيادة وطنية للتصدي للصفقة وتغيير عباس والذهاب للإنتخابات.
وتقاعست الجبهة الشعبية التي تأملنا أن تكون بيضة القبان لحسم المصالحة والتصدي لصفقة القرن بتشكيل جسم مع الآخرين المعارضين وإعلان عن قيادة الإنقاذ قبل نقل السفارة لإسقاط عباس والتصدي للصفقة وغاب التيار الإصلاحي عن الموضوع الاستراتيجي لتغيير النظام والتحق بمسيرات العودة لإلتقاط الصور لقادته وترك الجميع إنقاذ الشعب والقضية واكتشفوا بالقول لن تمر الصفقة ولكن دون خطة ودون قيادة موحدة بأن ذهبوا لمجال آخر وقضية أخرى ليست هي الحاسمة فالمسيرات لا شيء سيحسم هدفها مادام النظام السياسي الفاسد متربعا على عرش السلطة في رام الله وهو في نظر من يقرر الشرعيات المنتهية باطلا هم العرب وتشبثت المعارضة بمنطق ترك الوقت والانتظار الذي لن تثمر في اقتناص اللحظة الثورية وغضب الجمهور وخشيته من ضياع قضيته فتراجعت خطوات المعارضة نحو إسقاط النظام بفعل حركة الجماهير ولو فيها زيت لصوت قبل الخامس عشر من هذا الشهر.
وما كان يجب أن يكون من تشكيل قيادة على مستوى المسؤولية من هذه الأطراف المعارضة الأربعة الذين يناويئون ديكتاتور رام الله فتهربوا جميعهم من اللحظة التي كانت تشكل مخرجا لهذا الشعب من محنته فالثورة حادثة على النظام ولكن من قتلها هي هذه القيادة المناويئة التي لا ترقى لمستوي الثورة على الظلم لتحرير شعبها أولا من عباس وثانيا من الإحتلال وتصرفوا بمنطق الفصائل الضالة التي لا تعرف ما تفعل وها هو الخامس عشر من آيار يأتي فأين الفعل الثوري وأين جبهة الإنقاذ ومن هي قيادتها فاللحظة الثورية تهرب والثوار الخونة يهربون لمصالح وطرق لا توصل للتصدي للصفقة ولا لتغيير لعباس ولا لرفع الظلم و المعاناة عن الشعب.
هذا وطن وهذا شعب لا تصلح كل فصائله لتحريره من عبودية النظام والرئيس ولا تصلح لإنجاز الاستقلال فقد خانوا اللحظة الثورية وخانوا الثورة بتقاعس المعارضة وعضويات الرشوة للمؤيدين.. ولك الله يا شعب الصابرين أو الثورة على النظام والاحتلال في وقفة واحدة .
بقلم/ د. طلال الشريف