ليلة القبض على “إسرائيل“

بقلم: رامز مصطفى

مع ارتفاع نبرة التهديد والوعيد " الإسرائيلي " ، الذي وصل في تماديه حد المطالبة باغتيال الرئيس بشار الأسد ، تُدخل القيادة السورية قرارها الإستراتيجي المُتخذ بالرد على العدوانية " الإسرائيلية " المتمادية حيز التنفيذ ، وتُصدر أوامرها إلى الكتائب العسكرية من وحدات الدفاع الجوي ، بإطلاق العشرات من الصواريخ مستهدفة أربعة تجمعات عسكرية صهيونية تضم مواقع حساسة في الجولان العربي السوري المحتل .

الصواريخ السورية التي وصلت إلى أهدافها ، من الواضح أنها قد فاجأت المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في الكيان " الإسرائيلي " ، حيث أنها لم تتوقع أن تنفذ سورية تهديداتها التي تأتي بعد كل عدوان صهيوني غاشم . وبالتالي شكلت صدمة للجبهة الداخلية في الكيان ، حيث طُلب من المستوطنين في هضبة الجولان النزول إلى الملاجئ ، ليعود الطلب منها مغادرة تلك الملاجئ لعدم جهوزيتها . وهذه ليست المرة الأولى التي يُقر فيها أن الجبهة الداخلية تعاني من عدم الجهوزية استعداداً لأية حرب قادمة ، وهذا ما أكدته العديد من القيادات ، التي كانت قد طالبت مراراً بسد الثغرات في تلك الجبهة ، التي شهدت الكثير من التدريبات والمناورات ولكن من دون الوصول إلى سدها .

من تابع المشهد " الإسرائيلي " عُقب سقوط الصواريخ السورية ، يلتقط وبوضوح حجم الإرباك والهلع اللذان أصابا الكيان الصهيوني ، حيث الأوامر أعطيت للتعتيم الإعلامي حول المواقع التي استهدفتها الصواريخ ، والتكتم على حجم الخسائر التي مُنيت بها قوات الاحتلال " الإسرائيلي " جراء القصف السوري لتلك المواقع . ومن ثم الأوامر المتناقضة للمستوطنين في النزول أولاً إلى الملاجئ ، وثانياً الدعوة إلى مغادرتها لزوال الخطر .

لقد مثلّ القصف الصاروخي السوري على المواقع " الإسرائيلية " في الجولان العربي المحتل ، ليلة القبض على " إسرائيل " بامتياز ، من حيث الإعداد والتجهيز والمواقع المنتخبة والتوقيت ، وما خلُصت إليه القيادات " الإسرائيلية " ، من درس لتلك الجولة من التصعيد ، حيث أكدت جميعها " أن الكيان لم يحقق نصراً ساحقاً وهو غير معني بالتصعيد ، وهو لا يريد حرباً ولا يهرول إلى معركة ، وهو يأمل أن يكون هذا الفصل قد انتهى " .

بقلم/ رامز مصطفى