* الفائض الكبير من المرشحين، هي إشارة للتحرر من الخوف من مواجه حزب كان يبدو غير قابل للهزيمة.
* ان يكون لكل منافس على رئاسة البلدية حلمه الشخصي هو امر إيجابي، وليكن واضحا ان المنتصر هو رئيس بلدية الناصرة لجميع مواطنيها.
* علي سلام أثبت منذ انتخابه ان قيمة الانسان ترتفع بأعماله الجيدة، والأعمال الجيدة ليست مخفية وراء شعارات واهازيج، بل حقائق ملموسة.
* أخطر ما يواجه العقل البشري قبول حقائق بدون تفكير بوهم انها ثوابت. وهو ما روجت له الجبهة حتى سقوطها.
* ننتظر اعلان الجبهة الرسمي لأسم مرشحها. ربما قرروا عدم المشاركة بالانتخابات خوفا من فشل جديد أكبر؟
*******
لم تشهد مدينة الناصرة في سابق أيامها الانتخابية هذا الفائض الكبير من المرشحين، من جهة أولى هي إشارة للتحرر من الخوف من مواجه حزب كان يبدو غير قابل للهزيمة، لكن مع بروز اول تحد لسلطته المطلقة في بلدية الناصرة تغير الواقع النصراوي، ورأينا أسماء عديدة لمواطنين أعلنوا عن جاهزيتهم لخدمة مدينتهم بشكل مستقل عن أي تنظيم حزبي. نعم هذا جانب إيجابي يجب الترحيب به، ولا علاقة له بكوني أرى افضلية مرشح معين عن سائر المرشحين، كلهم يستحقون الاحترام، ولا ننسى ان السيد علي سلام بخطوته وانتصاره في الانتخابات السابقة، أرسى حالة من الانفتاح وعدم التردد في المنافسة على رئاسة البلدية، أي فتح الجسور وكسر الاحتكار. هذه ظاهرة إيجابية جدا، بغض النظر عمن يفوز، او عن موقفي الشخصي المؤيد لمرشح ما، وليس سرا أنى أرى بعودة علي سلام لدورة رئاسية جديدة، أمرا مطلوبا وايجابيا، بل وضروريا... لإتمام المشاريع العديدة التي بدأ بها بتصميم وفاعلية نشيطة. وهذا ليس انتقاصا من أي مرشح آخر، وحتى ليس انتقاصا من مرشح الجبهة. ولا أظن ان السادة المرشحين الأفاضل ضد مشاريع التطوير وبغض النظر عمن ينفذها. لم نقصر سابقا بالتصفيق للجبهة حين قامت بخطوة هامة في كسر احتكار السلطة لبلدية الناصرة. لكنها حولت احتكار السلطة الى احتكار حزبي فئوي، ولا اريد الآن الدخول في الأسباب التي قادت الى هزيمتها، لكن الهزيمة هي تعبير عن رفض اساليبها في العمل البلدي. وخاصة موضوع الانعزال عن المواطنين.
ان يكون لكل منافس على رئاسة البلدية حلمه الشخصي هو امر إيجابي، والأكثر إيجابية ان يكون واضحا ان المنتصر هو رئيس بلدية الناصرة لجميع مواطنيها. من صوت معه ومن صوت لأي مرشح منافس. هذا النهج أكده والتزم به علي سلام .. ويجب ان يتواصل.
للأسف نهج الجبهة الانعزالي أفسد العمل البلدي. الجبهة انعزلت حتى عن حليفها علي سلام وناصبته العداء بعد انتصاره الكبير بنسبة تجاوزت ال 60%. ليس سرا انه اضطر الى خوض الانتخابات بعد التآمر عليه من جبهة الناصرة (التي كانت جبهته أيضا) لعزلة بأسلوب غير لائق. لو كان منطق قياداتها سليما، لكانت الجبهة اول المهنئين وأول الشركاء مع علي سلام في مجلس بلدية الناصرة، لكنهم صدقوا كذبة المرحوم ستالين حين قال مرة بعنجهية "ان الشيوعيين جبلوا من طينة خاصة"، ويبدو ان علي سلام لم يكن من طينتهم، وهذا مكسبه الكبير. هم صدقوا انهم من طينة خاصة لسنين طوال، حتى جاء خروتشوف وقام بعملية تطهير الاتحاد السوفييتي من عبادة شخصية ستالين، الذي كان ببساطة ديكتاتورا وسفاحا ضد شعبه. مبروك عليكم طينتكم الانعزالية والتآمرية على حلفائكم.
متى يتخلصون من عبادة زعمائهم!!
اجل عبادة الفرد قد سقطت في الناصرة أيضا. وعبادة التنظيم هي تدمير للعقل المفكر. لأن أخطر ما يواجه العقل البشري قبول حقائق بدون تفكير بوهم انها ثوابت. وهو ما روجت له الجبهة حتى سقوطها المدوي وغير المتوقع.
علي سلام أثبت منذ انتخابه ان قيمة انسان ما ترتفع بأعماله الجيدة، والأعمال الجيدة ليست مخفية وراء شعارات واهازيج، لا بالطول ولا بالعرض .. بل حقائق ملموسة، أبرزها مبنى البلدية الجديد، ومبني قصر الثقافة الذي يقام قرب البلدية، وغني عن القول ان هناك عشرات المشاريع التي نفذت والتي يجري تنفيذها على قدم وساق. وسنقوم باستعراضها قريبا لتكون بوصلة بأيدي المواطنين حين يقررون من سيكون رئيس بلديتهم القادم، وهذا مرة أخرى، ليس انتقاصا من قيمة أي مرشح.
تعبير "حالمون برئاسة البلدية" ليس نقدا وليس استهتارا بأي مرشح، بل هو حلم انساني يشير الى دوافع إيجابية لمن طرح نفسه مرشحا. هذا يخلق جو اجتماعي بمنتهى الإيجابية إذا عرفنا كيف نتعامل معه، بدون محاولات للانتقاص من أي مرشح آخر. بل لنجعلها مباراة بروح رياضية، بروح التآخي النصراوي، وانصح الجبهة ان لا تبني على تشويه مكانة رئيس البلدية علي سلام، لأنهم بالتلخيص هم أضعف كثيرا من أن يلعبوا هذه اللعبة التي تفوح منها روائح كريهة جدا .. وإذا زادوا المعيار سنعرف كيف نرد ولا انصحهم بتجربة ردنا. ونصيحة لمصعب دخان، لا تبالغ بالظن ان التهجمات على رئيس بلديتك وبلديتنا ستمهد لك الطريق للفوز، غيرك كان اشطر وسقط. احتراما لك، اشرح رؤيتك ومواقفك من العمل البلدي وليس التشهير الشخصي الذي يكشف الضحالة في التفكير وليس الوعي.
كنتم في قيادة المجلس البلدي، خسارتكم لم تكن بالصدفة بل بسبب تراكمات سلبية، وبعضها مؤلم. وانا اعرف عما اتحدث، وآمل ان لا اضطر لكشف تفاصيل تصرفات تفتقد للمصداقية ولا اريد استعمال تعبير اشد قساوة.
وإذا افترضنا المستحيل، انكم عدتم مرة أخرى، سنأتي لتهنأتكم والتعاون لما فيه خير الناصرة مدينة وشعبا. لن نتمسك بأساليبكم العدائية، فافتحوا عقولكم وقلوبكم لا أحد يريد الطعن بمكانتكم، لكم تاريخكم الذي نحترمه ونقيمه بشكل إيجابي كبير جدا، لكن لا تتوهموا انه مسموح لكم ما هو ممنوع لغيركم.
السؤال المضحك والمحير، كيف ستتصرف قيادة الجبهة القطرية؟ لأن جبهة الناصرة هي جسم بلا صلاحيات لأخذ أي قرار. مثلا مصعب دخان هو المرشح الذي انتخبه مجلس جبهة الناصرة، لماذا هذا الصمت المدوي وعدم اعلان ان مصعب دخان هو مرشح جبهة الناصرة؟
طبعا هناك حجة اسمها اختيار "مرشح توافقي"، انا شخصيا اعتقد ان المرشح التوافقي الذي تريد الجبهة القطرية فرضه على جبهة الناصرة، هو اطلاقا ليس أحد المرشحين الذين أعلنوا جاهزيتهم لخوض الانتخابات لبلدية الناصرة، ومعلوماتي تشير انهم يجرون اتصالات مكثفة مع شخصيات عديدة في محاولة ان تقبل ترشيح الجبهة لها. طبعا من حقهم ذلك، لهم حساباتهم، ولهم خبرتهم وهم على دراية وعلم كامل بواقع التصويت في الناصرة، لكن ما يتجاهلونه ان انتخاب مجلس الجبهة لمصعب دخان وضعهم بحالة حرجة جدا. وقد قام السيد مصعب بخطوة هامة في رأيي حين نشر صوره، لكن كان عليه ان يسجل انه مرشح الجبهة، او منتخبها .. لرئاسة بلدية الناصرة، الصور لوحدها لا تكفي، فهل عدم تسجيل نص يقول انه مرشح الجبهة للبلدية هو بسبب رفض الجبهة لترشيحه؟
هناك، كالعادة الجبهوية التي اعتدناها منذ صعدت اسهمهم في الناصرة... مجموعة تعد على أصابع اليد الواحدة هي التي تخطط وتطبخ ما تراه مناسبا لها، وليس لمدينة الناصرة .. لهم مطبخهم حيث يعدون طبيخهم السياسي والبلدي، أرادوا التخلص من علي سلام بطريقة غير مشرفة لإنسان خدم الناصرة كنائب رئيس وقائم بأعمال الرئيس لمدة عقدين من السنين، وكان الوحيد الذي ترك باب مكتبه مفتوحا للجمهور، ربما لذلك غضبوا عليه، وكان ظنهم انه اذا خاض الانتخابات قد يحظى بمقعد او اثنين ويكون في المعارضة، علي سلام رفض اسلوبهم غير النزيه، وخاض الانتخابات بقائمة مستقلة شكلها بسرعة وهزمهم شر هزيمة .. هو فاز بالرئاسة وهم أصبحوا بالمعارضة.
أساليب عملهم لم تتغير، انا عشت هذا الجو لسنين طوال (نصف قرن تقريبا) داخل التنظيم الشيوعي، اجل كنت انتقد، وكان نقدي يقلقهم، لذلك لم أتقدم بمكانتي الحزبية، واضطررت الى الاستقالة من العمل الحزبي والذهاب للعمل المهني. وغضبهم مني أني لم اوفر نقدي ضد أي مسؤول مهما بدا اسمه كبيرا، وهو نقد إيجابي من اجل تطوير عمل الحزب، لكن المطبخ الفاشل الذي أعدوا به سياساتهم وأساليب عملهم، رغم ان الجمهور لا يعرف هذه التفاصيل، الا ان مبالغتهم في التآمر على المقربين لهم، كانت طلقة ارتدت عليهم.
نحن ننتظر اعلان الجبهة الرسمي لأسم مرشحها. موقعهم بالأنترنت يحافظ على صمت، وهو صمت يضر بمرشح جبهة الناصرة. صحيفتهم الاتحاد لم تنشر رسميا أي خبر. قال لي أحد الظرفاء: ربما قرروا عدم المشاركة بالانتخابات خوفا من فشل جديد أكبر من السابق؟
من يعلم ماذا يخطط المطبخ الجبهوي؟ لكن ما اعمله ان طبخته مهما اهتموا بتجهيزها. ستكون شائطة غير صالحة ليأكلها البشر!!
بقلم/ نبيل عودة