تعودت أن أقول رأيي بصراحة وقوة وجرأة لربما تكون ارائي صادمة للكثيرين في بعض الأحيان ، ولكن أثبتت بأن كل كلماتي كانت تحمل مصداقية وتعيش الحدث الفلسطيني بكل تفاصيله ، وتدرك جيداً أبعاد ما كان يتم فعله على الساحة الفلسطينية وما يُحَاك ضد القضية.
نعم تعرضت للنقد وتعرضت للهجوم وتعرضت للتشكيك ، لا بل تعرضت للكثير من التضييق والحصار والعزل ، ولكني بقيت صلباً متماسكاً أؤمن بما أقول وأكتب حتى باتت أدواتهم معزولة ومحاصرة ومرتعشة من المستقبل.
ثقة كبيرة ، ومعلومات وفيرة هي التي ساهمت بتدعيم ما كنت أكتبه خلال السنوات الماضية ولا زلت ، وخبرة كبيرة في معرفة نفسيات الأشخاص الذين يقودون المشهد الفلسطيني الحالي، وقدرة لا بأس بها على قراءة المشهد وتحدياته ، كل ذلك مع فهم لحجم التحديات التي أحاطت بي وبأسرتي جعلني أحرص على موازنة التعاطي معها بحكمة حتى لا يتم فتح أبواب الغدر الواسعة التي حاول ممارستها أدوات طفيلية وطحالب مأجورة كثيرة.
إنطلقت مسيرتي الإعلامية على أساس أنه مهما قالوا عني ومهما هاجموني ومهما شككوا بي ، فلن أحيد عن الإنحياز لهموم وأوجاع شعبي ، وطرح الحقيقة التي أوجع الشياطين طرحها ، والتي تقول بأن المجرم محمود عباس وفريقه هم متواطئين ومفرطين وبأن وزير خارجيته المدعو رياض المالكي مشبوه وكان يمثل ذراعه الأيمن في تنفيذ كل ما أراده من إضعاف للسلك الدبلوماسي وإخضاعه وتفريغه من مضمونه، وبذلك إضعاف كل مقومات الدفاع عن القضية الفلسطينية! ......
لذلك لم تثيرني إجراءاتهم أو إغراءاتهم ولم تهزني تهديداتهم ، ولم يلفت إنتباهي بكائهم المزيف ودموع التماسيح القذرة التي ذرفوها حتى يلبسوا روح إنسان لا يتناسب وحشيتهم وهمجيتهم. لا بل إن صراخهم ونباحهم هذه الأيام ما هو إلا محاولة بائسة لتنظيف أنفسهم، حيث أن كل ذلك ما هو إلا وسيلة للتغطية على خياناتهم التي بات يلحظها ويعرفها القاصي والداني ! .
فكيف لا ، وهذا الأزعر الذي تبوأ رأس الدبلوماسية الفلسطينية في غفلة من الزمن ، ليصبح أحد أركان هذه المنظومة البائسة، لا زال مستمراً في تكرار إسطوانته المشروخة ويهاذي وهو يطالب دول العالم بإتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو في الحقيقة عاجز عن سحب سفير واحد من سفرائه من الدول التي شاركت في حفل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وما ترتب على ذلك أسوة بدولٍ أوروبية وأخرى إِفريقية ! ....... كيف لا ، وهذا الأزعر عاد للتو من جولة من أمريكا اللاتينية وهو الذي يتمتع بعلاقات مصالح كبيرة معها ، كيف لا ، وعلاقاته مع بعض دول أوروبا الشرقية التي شاركت في الحفل أيضاً مبنية على المصالح الفردية ! ...... إذاً لماذا يرمون زبالتهم وفشلهم على غيرهم ويحرضون ضد دولة عظمى تعمل في سياق مصالحها وهم يعرفون بأنهم أذناب لها ولغيرها ؟!، فهل ذلك يتم لأن دورهم الحقيقي هو بيع الوهم لشعبهم المكلوم الذي تاجروا بآلامه وأوجاعه وداسوا على كرامته وهم يدغدغون بمشاعره بمواقفهم المزيفة هذه؟! ....... هذه هي الحقيقة يا أبناء شعبنا ، فهم خلقوا الإنقسام وعمقوه وخلقوا شماعة إسمها دحلان ليستخدموها بقسوة وبدون ضمير في ذبح غزة وتمرير مآربهم المخزية ، كلما أرادوا حرف الأنظار عن سلوكياتهم المشبوهة، كما أنهم ورطوا حكام غزة من السذج في مخططاتهم الشيطانية هذه، وتفرغوا لجمع المال الذي بلغ في بنوك بعض هذه الدول التي شاركت في هذا الحفل مليارات الدولارات كما تشير بعض المعلومات ! .
إذاً لماذا تتعامون عنهم وهم من سرقوا وعربدوا وأساءوا وفرطوا ، أم أنني أنا الذي أحاصر غزة وأجوع أبنائها وأحرم أطفالها من حليبهم ودوائهم ! ....... دورهم مشبوه ، وقاموا بتأديته بخسة ونذالة طوال الأعوام الماضية ، ولكن هيهات فالتاريخ لا يرحم ولن يرحم ، وكما أخذ غيرهم إلى مزابل التاريخ المكان الذي يستحقون ، فحتماً ستفتح هذه المزابل بوابتها لهم ولنسلهم من بعدهم من جديد ، لاستضافتهم فيها إلى الأبد، لأنها هي المكان الطبيعي لكل المفرطين والمتواطئين والخونة من أمثالهم، ولذلك فإن الحكاية لم تنتهي ولكن في تقديري أنها ابتدأت جزء جديد لاستكمال فصولها من جديد!.
بقلم/ م. زهير الشاعر