ما بين غزتنا الدامية وقدسهم الاحتفالية صورة سريالية لمشاهد متضاربة:
المشهد الفلسطيني: على صعيد الشعب/ارتفاع اعداد الشهداء الى رقم لا يعلمه الا الله .. ولكن ما نعلمه أن دموع القهر ستملأ أطباق رمضان .. والعكازات والعاهات سمة غزة القادمة..
على صعيد القيادات/ القواميس لن تنضب منها التصريحات إما ثورية أو دبلوماسية كل حسب قدرته على استثمار اللحظة لصالحه... والمؤكد أنها كلها كاذبة ومستغلة..
على صعيد الموقف الفلسطيني/ شديد الهشاشة والضعف ، هامش الحركة والمكسب يكاد يكون معدوماً.. مواقف نظرية إما تتاجر بدماء الشباب وإما واهمة تعتمد على الدبلوماسية العالمية والانضمام لمؤسسات دولية ومحكمة جنائية لن تؤتي ثمارها إلا بعد عشرات السنين على الأقل هذا إذا تغيرت المنظومة الدولية..
المشهد الاسرائيلي: ايفانكا الصفراء افتتحت السفارة في القدس وضربت بالحائط عرض مليار مسلم في العالم بزعاماتهم وشواربهم/ هامش الحركة عالمياً واسع جدا طبقا لمقولة يا فرعون مين فرعنك!!
المشهد العربي: على صعيد الشعب/ غائب في خبر كان وبات واخواتهن..
على صعيد القيادات/ ترقب وقلق طول يوم الدم ليس خوفا علينا ولكن خوفا من ان تختلط الأوراق، وما أن قارب اليوم الأسود على الانتهاء حتى تنفسوا الصعداء وفُتحت الأدراج وأخرجت أوراق الاستنكار المتكررة ..والبعض لم يفتح الدرج لضياع المفتاح!!
المشهد الدولي: القوة هي التي تتكلم/ الولايات المتحدة بعد أن كانت تتبني مواقف منحازة اسرائيلياً باتت تتبنى الموقف الاسرائيلي اليميني الأشد تطرفاً كلياً. الموقف الأوروبي هزيل لا يمتلك إرادة سياسية / مجلس الأمن محصلة ميزان القوى/ أما الجمعية العامة للأمم المتحدة فاجلبوا ما استطعتم من سجلات وإملئوها بالقرارات المناهضة لاسرائيل .. النتيجة صفر!
أنهار الدم المتدفقة في غزة والوضع الإنساني هي التي حركت عناوين الصحف ومقالات الرأي، وليس عدالة القضية الفلسطينية أو استنكار التوجه الأمريكي..
أما بعد//
ألا لعنة الله على المتاجرين بدماء الشهداء.. ألا لعنة الله على الصامتين والشامتين والمنافقين.. الأموات الأحياء الذين لا تهزهم بحور الدماء وتحركهم المصالح والشخصنة .. لا عتب على العرب والعالم ..العتب علينا والعيب فينا .. في انقسامنا ... وفي مفرداتنا وقياداتنا .. الانتخابات واجبة .. وكل عام وأنت بخير..
بقلم/ أماني القرم