العقوبات بحق حزب الله لن تجدي فارضيها نفعاً

بقلم: رامز مصطفى

العقوبات الأمريكية – الخليجية التي تم فرضها على قيادة حزب الله وفي مقدمتهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله ، وإن لم تكن مستغربة أو مستبعدة ، ولكنها ملفتة للنظر من حيث ، أولاً أنها المرة الأولى التي تأتي متفقة بين الإدارة الأمريكية ودول الخليج الست ، السعودية والكويت والبحرين وقطر وعُمان والامارات ، وهي المنضوية في مركز أمني مشترك باسم " مركز استهداف تمويل الإرهاب " . وثانياً في توقيتها المتزامن مع جملة تطورات بالغة الخطورة تشهدها المنطقة .
هذه العقوبات تأتي في سياق الحرب الناعمة التي يشنها حلف الولايات المتحدة والدول الخليجية وبمباركة " إسرائيلية " على حزب الله ، منذ زمن بعيد . بعد أن فشلت الحرب " الإسرائيلية " الخشنة في القضاء عليه ، أو تقويضه وتهميشه ، وحرب تموز 2006 نموذجاً لتلك الحرب التي خسرتها " إسرائيل " ، وهزمت شر هزيمة .
وهي كما أسلفنا أنها تأتي بالتزامن مع جملة من التطورات التي تشهدها المنطقة . أولها ، الميدان العسكري على الأرض السورية ، والذي يسير بخطى حثيثة لصالح الدولة السورية في مواجهة المجاميع المسلحة ، المدعومة من تركيا وتلك الدول التي فرضت تلك العقوبات على حزب الله . الأمر الذي يشكل قلقاً بالغاً للكيان " الإسرائيلي " الغاصب ، وهو الذي دفع نتنياهو إلى تكرار زياراته إلى موسكو ، طلباً في تدخل روسي مؤثر لوقف تمدد الجيش السوري وحلفائه باتجاه الجنوب السوري . وثانيها ، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي ، ما سيتركه من تداعيات على الصعيدين الإقليمي والدولي . وثالثها ، النتائج التي أفضت إليها نتائج الانتخابات البرلمانية في لبنان ، والتي بمحصلتها فوز ساحق للمقاومة وحلفائها وأصدقائها ، على الرغم من التدخل المباشر لكل من السفارتين الأمريكية والسعودية لصالح تيارات وقوى تقف على النقيض السياسي لحزب الله . وبالتالي محاولة للتأثير على تشكيل الحكومة اللبنانية القادمة . ورابعها ، نقل السفارة الأمريكية من مغتصبة تل أبيب إلى القدس المحتلة ، بالتزامن مع الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني في 15 أيار 1948 ، حيث جاءت احتفالية نقل السفارة على وقع المجزرة الدامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال " الإسرائيلي " ، بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة .
يقيناً أن هذه العقوبات لن تكون لها كبير الأثر على حزب الله وقياداته ، فهي ليست المرة الأولى التي تفرض عليه ، فأمريكا أدرجت الحزب على لوائح الإرهاب منذ زمنٍ بعيد . وسبحة العقوبات كرت في العام 1995 والعام 2012 ، وفي العام 2016 ، حيث صنفت دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ، حزب الله إرهابياُ . ويقيناً أيضاً أن تلك العقوبات لن تجدي فارضيها نفعاً في الحد من قدرات حزب الله وحيوية حضوره الذي تجاوز الجغرافية اللبنانية ، إلى الجغرافية الإقليمية بأبعادها وتأثيراتها الدولية .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني