بإنتهاء إجتماع الجامعة العربية الطارئ بعد مجزرة الستين شهيد يوم الثلاثاء 14/5/2018 وصدور البيان الذي طالب فيه العرب تشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث المجزرة وهو أعلي سقف لدي العرب مجتمعين الآن في حمايتهم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان إسرائيل.
أما العرب منفردين فإن النصيحة المصرية التي توقعها الجميع وتحدث عنها الكثيرين بعدم التصعيد المسلح التي قدموها لرئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في زيارته الطارئة يوم 13/5/2018 والتي كانت كانت أكبر قوة سلبية من موقف العرب والجامعة العربية الإيجابي مجتمعين في حماية الفلسطينيين في تقديري حيث من المتوقع أنها منعت إندلاع حربا مبيتة علي قطاع غزة وسيكون إختبارها الحقيقي يوم غد الجمعة 18/5/2018 حول ما سيحدث وكيف ستتطور الإحداث خاصة مع استمرار التصعيد والقصف الاسرائيلي الليلة الماضية وما قد يحدث حتي غدا الجمعة.
السؤال ماذا لو تمسكت حماس بضبط النفس أمام الصلف الاسرائيلي ومضت الأيام القادمة بلا حروب وأصبح الوضع غير متفجر ؟
العرب أصبحوا غير قادرين علي حسم موضوع المصالحة واستعادة الوحدة للنظام السياسي الفلسطيني في ظل حالة قريبة من فك الارتباط الذي قامت به القيادة في رام الله بإدعاء لي ذراع حماس لخطتها في المصالحة ولم تستطع حتي الآن من إحراز نصرا علي حماس ولذلك عنونا مقالنا حماس وغزة إلي أين؟ أي ما هي خيارات حماس في المرحلة المقبلة لو لم تندلع حربا علي القطاع؟ وخيارات حماس تصبح صعبة جدا تكاد تكون موازية لخيار الحرب ففي الحالتين يصبح مستقبل ومصير حركة حماس علي المحك.
وهنا نجتهد في الخيارات وهي :
1_ هل ستسعي حماس لهدنة مع إسرائيل مباشرة أو عبر طرف ثالث لتدبير شؤون السكان في قطاع غزة.
2_ هل تستمر حماس في مسيرات الحدود دون الحرب وتنجح في تسجيل نقاط فتح علاقات أوسع مع الغرب وأمريكا والعرب بحيث تفتح طريق المساعدات لتدبير شؤون السكان ؟
3_ هل تنجح حماس في عقد المجلس التشريعي بالكتل المتوفرة مع الجبهة الشعبية والتيار الاصلاحي وتشكل ضغطا علي رام الله وإمكانية الاعتراف بشرعية قيادة جديدة للقطاع تعترف بها الجامعة العربية وبعض العرب ويستمر الصراع بين القيادتين لفترة زمنية قادمة لإمكانية تغيير في أحد النظامين للمصالحة من جديد واجراء انتخابات بعد عقد من الزمن؟
4_ هل تندلع خلافات في نظام رام الله تؤدي لضعف السلطة هناك في ظل عدم إحراز انجازات علي صعيد نهج عباس التفاوضي وخطته في المؤتمر الدولي او توسيع دائرة رعاة التفاوض من جديد وخاصة إذا لم تكن قرارات المجلس المركزي والوطني في تغيير العلاقة والوظيفة مع الاحتلال سارية ومطبقة وحينها تقوي كفة النظام في غزة ويفرض شروطه علي رام الله؟
5_ تفرض صفقة القرن مع العرب ويبحثون عمن يستجيب من أي من الطرفين المنقسمين أو ينمو طرفا جديدا يلقي دعما شعبيا من الفلسطينيين بسبب تدهور الاوضاع للحضيض.
6_ وهذا الخيار غير متوقع كثيرا وهو أن تضعف حركة حماس وتتشتت بسبب خلافات داخلية وتقود رام الله حالة من القوة للتدخل في غزة لهزيمة حماس وفرض الأمر الواقع.
كلها خيارات صعبة توازي صعوبة نتائج الحرب علي غزة لكن الصراع علي السلطة بين حماس وعباس يستقدم كل الحلول غير المنطقية وتصبح مقبولة في غياب الحلول المنطقية التي علي ما يبدو ذهبت ولن تعود للحالة الفلسطينية.
د. طلال الشريف