الاعلاميين والكتاب .... وأصحاب الرأي والمحللين .... يرغبون على الدوام بالاستماع الي كلمات القادة والمسئولين ..... ليس لمجرد الاستماع .... وتصيد الأخطاء .... والثناء على الايجابيات .... لكنها محاولة متواضعة ...لوضع النقاط على الحروف .... وابراز ما تم الحديث حوله .... باعتباره ملكا للرأي العام ...وواجب ذوي الاختصاص ...لتحليله وابراز كافة جوانبه .... وهذا لا يعني نقدا شخصيا ..... لكنه تحليلا حول رؤية وخطبة ومؤتمر وخطاب .... تجمع بداخل كلمة الأستاذ اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ..... حيث قال وأكد على استمرار مسيرة العودة حتى تحقيق أهدافها .... كما نفي مزاعم وقفها ....داعيا الي تشكيل جبهة عربية اسلامية لحماية فلسطين ....ومواجهة مخاطر تصفية قضيتها .... وهذا ما أعتقد أنه في اطار التمنيات وليس مرتبطا بظروف الواقع .... وطبيعته وتحالفاته ..... وما تشكله الجبهة العربية الاسلامية من تناقضات .... لا يجب أن ندخل فيها ....وأن نكون طرفا بداخلها .
كما اكد السيد هنية أن الشائعات التي زعمت أن الفصائل الفلسطينية قد قررت وقف مسيرة العودة لا أساس له من الصحة ......كما نفي أن تكون مصر قد نقلت رسائل تهديد اسرائيلية وأضاف اجرينا مع المسئولين المصريين مشاورات معمقة حول الوضع العام فيما يتعلق بالحصار ...ومسيرات العودة ...والوحدة وفي هذه النقطة التي تحدث بها الاستاذ هنية..... فأن مصر على الدوام تقدم النصائح والمشورة بما يخدم فلسطين وشعبها .... وقد تأكدنا على مدار تاريخ علاقاتنا ان مصر السند والداعم ..... القادر على ترجمة مواقفه على أرض الواقع بالأفعال وليس بالأقوال .... وهنا يتطلب الموقف شكرا للأشقاء المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوجيهاته بفتح معبر رفح على مدار شهر رمضان المبارك .
أكد السيد هنية أن دماء شهداء غزة ....تمسح عار هذه المرحلة .... وتضرب الصمت مشددا ان دماء الشهداء هي العزة والثبات والمستقبل ....والطريق نحو القدس ....وكل أرض فلسطين المباركة .....وان دماء شهداء غزة سطرت انجازات عظيمة على طريق الانجاز الاكبر وهو تحرير فلسطين بحسب قول الاستاذ هنية ....متابعا أن دماء الشهداء جاءت لتحيي القضية الفلسطينية من جديد بنفوس أجيالنا ... وأمتنا العربية والاسلامية ...واحرار العالم .
وهنا لا أريد أن اختلف كثيرا لأن دماء الشهداء الاكرم منا جميعا ..... ليسوا محل كلام او تحليل ..... لكنهم بمكانة الاجلال والاكرام والاحترام والوفاء ...... وأنهم استشهدوا لأجل وطنهم وعزتهم وكرامتهم ..... وليس بقوافل الشهداء الذين سقطوا سنحيي العرب والمسلمين وأحرار العالم ..... لأن الدماء تسيل ليس منذ أيام..... لكنها تسيل منذ عقود طويلة ....والشهداء تسقط منذ عقود طويلة .... والمذابح ترتكب منذ عقود طويلة ..... فهل الصحوة ما بعد النهاية ؟! ..... فماذا سيكون فائدتها ؟! ...
أضاف الاستاذ هنية أن ما فرقنا أوسلو ....والتعاون الأمني ويقصد( التنسيق الامني) وسياسة الاقصاء ....وهنا وبحكم المعرفة والخبرة الاعلامية والسياسية فما فرق الأخوة بحماس وفتح ....ليس أوسلو ...... لأنكم قد شاركتم بها من خلال انتخابات المجلس التشريعي وكنت رئيس حكومة.... بالسلطة الوطنية الفلسطينية .....وكان العديد من قادة حماس وزراء بهذه الحكومة ..... كما أنكم قد استفدتم من اتفاقية أوسلو بمثل ما استفاد غيركم .....وهذا ليس سببا للفرقة والانقسام ....لكن الحقيقة التي يجب أن تقال.... أن الفرقة والانقسام قد جاء لأسباب عديدة ....واعتبارات متعددة .....أقلها اختلاف البرامج السياسية ...كما اختلاف الوسائل النضالية .... وتضارب المصالح وتناقضها .... وحتى بهذا الجانب فان حماس وما بعد اعلانها الاخير لا تمانع بدولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس ...كما انها لا تمانع من اعتماد المقاومة الشعبية السلمية بحكم الظروف المرحلية ومتطلباتها .
وهذا يعني أن ليس هناك ما يمكن ان يبرر الفرقة والانقسام ..... بل نحن بأمس الحاجة الي الوحدة والاتفاق وانهاء الانقسام .... واتمام المصالحة .... لان الجميع وقد اصبحوا يتحدثون بلغة واحدة ...وبموقف سياسي واحد .... لأن الجميع محكوم بمعادلة سياسية داخلية عربية اسلامية دولية ...هذه هي الحقيقة السياسية .
كما أكد السيد هنية أن حماس بذلت كل الجهود لتوحيد الشعب .... لكن ظلت المصالحة تراوح مكانها ....وجاءت مسيرة العودة لتضعنا على الطريق الصحيح .... وفي هذا الموضوع حماس لم تبذل كافة الجهود لأجل انهاء الانقسام ....وليس بمسيرة العودة وحدها يمكن أن تضعنا على الطريق الصحيح .....وأن تحقق الاهداف الوطنية .... لأننا اذا رجعنا بالتاريخ وعبر كافة المحطات النضالية .....كنا نتحدث عن كل فعل نضالي بأنه سيحقق لنا أهدافنا ..... وما بعد ايام تصمت الأصوات....وتخرج التبريرات ...ونحمل بعضنا البعض مسئولية ما جري..... ومسئولية ما وصلنا اليه .
لا نريد أن نكرر أنفسنا ....ولا نريد ان نكرر تاريخ نضالنا .... بل نريد أن نواصل مسيرة عملنا النضالي ....وأن نراكم على خطوات وانجازات فعلنا ومسيرة كفاحنا .... وما استطعنا تحقيقه من قرارات اممية ....ومشاركة بمؤسسات دولية ..... وحتى أخرها لجنة تحقيق اممية حول جريمة الاحتلال ..... ضد المدنيين الفلسطينيين .
الحصار الاسرائيلي .... لابد أن يزول .... والحقوق الوطنية يجب أن تعود .... وفلسطين لنا ...والقدس لنا .... كما قال الاستاذ هنية ....لكن كل هذا الكلام الجميل لن يتحقق بدون انهاء الانقسام ...وتعزيز الوحدة ..... وكما قال الاستاذ هنية داعيا حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية ....فلا أعتقد أن حركة فتح وباقي القوي الفلسطينية لديها من الموانع السياسية والقانونية من عدم تشكيل هذه الحكومة..... مع كل المحاذير والاخطار والتهديدات التي يمكن ان تواجهها ....والتي يمكن أن تزيد من التحديات التي أمامنا .... لأن غزة والضفة والقدس جزء من الدولة الفلسطينية ولا يمكن الفصل بينهما ...... كما اكد السيد هنية حول التمسك بوحدة الأرض والانسان والمقدسات .....والي ضرورة الذهاب الي خطوات حقيقية لتعزيز الوحدة الوطنية ..... وهذا ما نؤكد عليه ....وما نعززه ونطالب به ..... كما أشار السيد هنية أن فتح النار على المسيرة السلمية من جيش الارهاب الصهيوني ..... قد زادت من العزلة الاسرائيلية الامريكية .... واعتمدت موافقة 14 دولة بمجلس الامن باستثناء الفيتو الامريكي ...كما هي ذاتها التي اعتمدت لجنة تحقيق حول ما جري من مذبحة من قبل جيش الارهاب الصهيوني .
كان خطابا سياسيا واعلاميا مقبولا .... لكنه غير مكتمل .... لأن أولوية المصالحة والوحدة الداخلية الفلسطينية ....هي القادرة فقط على تعزيز الخطاب السياسي والاعلامي ....وحتى القبول العربي والاسلامي والدولي .... وحتى نتمكن من طرح رؤيتنا الفلسطينية بصورة شاملة ومقنعة .... وحتى نزيد من العزلة الاسرائيلية الامريكية ونغلق عليهم الطريق أمام مشاريعهم التصفوية .... وحتى نعتمد برنامجنا الوطني ومشروعنا التحرري كان لابد أن نرتب اوضاعنا الداخلية والقادرة فقط على حماية وانجاح أي خطوة نضالية....أو سياسية ...ومن خلال مؤسسات الشرعية الوطنية الفلسطينية ..... ومشاركة الجميع بها ..... بما فيها حماس والجهاد...هذا هو الطريق الأفضل والممكن ....وغير ذلك سيبقي مجرد كلام بالهواء ..... لا أساس له على الواقع ...ولا يمكن أن يمرر بحسب الأهواء والمصالح ......لان لفلسطين عنوانها وشعبها ومؤسساتها .... التي من خلالها يمكن أن تتحقق الأهداف ....أو تستمر المواجهة ... ومهما تكن النتائج .
الكاتب : وفيق زنداح