لم أفاجأ..ولم أصدم من تحول مسيرة العودة من سلمية بحجارة وكاوشوك وقيادة موحدة واغان وطنية ((أخي جاوز الظالمون المدى) و( للقدس سلام ااات)) وقنابل غاز ورصاص مجنح وطائرات ورقية و بطولات شهداء وجرحى بعاهات في مذبحة كبيرة!
الى تصعيد ونفير اكبر باغان ثورية تحريرية ((شد زناد الباروده..وأضرب ع الخمسميه..جودي ياروحي جودي..وﻻقينا يا حوريه إحنا رجالك ياغزه .. و ياضفتنا الغربية)) وهي للعلم من احب الاغنيات الى قلبي فهي اغنية وحدوية .. لكن الفرق كبير بين القول والفعل!
مع بلاغات حربية وتصريحات فصائلية عنترية عن صواريخ بالستية وجاي يازلام جاي !
مذبحة كبيرة متوقعة..! وقصف اسرائيلي على قفا غزة وتهديدات من مطبخ الدولة العنصرية ..ونحنحة مصرية فاستدعاء عاجل من المخابرات لابي العبد هنية وتنفيسسسسس عجل المسيرة بأوامرعليا في ليل ماهو نهار ..
ياللهول ....! رب يااا ستير .. ماذا جرى ياترى؟! ..توجست خيفة و لعب في عبي الفار!
توقعت ماحدث ويحدث قبل البدء وتشهد على ذلك مقالاتي وبوستاتي على صفحة من الله بها علينا من عمنا فيسبوك لكي تعوضنا كل ساعة عن جمايل صحيفة ومنبر وفضائية واذاعة ..!
كنت دائما استرجع شواهد مشابهة جرت علينا وترسخ في التاريخ والذاكرة
من زغاريد بداية ثورة 36 ونهايتها الى تهاليل دخول الجيوش العربية فلسطين وانسحابها وخيبة أمل الشهيد عبد القادر الحسيني من الجامعة العربية! الى اعراس الانتفاضة الاولى ثم اختناقها .. و... و....و...
شواهد ومراجعات فلسطينية تؤكد ان مامن تظاهرة او اعتصام او مسيرة او انتفاضة او عمل مسلح او سلمي..تقفز عليه ضفادع الاحزاب والتنظيمات الا وينفلش ويصبح أثرا بعد عين!
هاتوا لي مشهدا فلسطينيا واحدا..خرج عن النص ونجا من الاعيب وتكتكات المتكتكين من قادة اليسار السياسي او اليمين ... هاتو وبدون زعل حالة واحدة نجحنا فيها وبيضنا وجه الوطن .. بدون شتم او تكفير او تخوين !
ادركت في كل الشواهد ان مايريده الشعب غير الذي يريده قادته...
الشعب عاطفي .. يصدق كل مايقال الى درجة الهبل .. خاصة الى كان يدغدغ احلامه الساذجة وبطنه ..!
بينما القادة ولاد ستين في سبعين تتلمذوا على ايدي شياطين وقد تخرج معظمهم بامتياز من كل حظيرة استخبارية واكاديميات سياسية ميكافيللية.. وتذوقوا كتجار ونخاسين الفرق بين طعم المبادئ المر والشعارات السكرية فصار كل شيء عندهم حتى المقاومة في سبيل الكراسى.. قابل للبيع والشراء والمساومة !
لم يعد هناك فرق بين يمين ويسار ولا بين حصان وحمار كلهم أمام مصلحة الحزب أو الحركة سواء..
فهذا ناطق باسم ذاك وذاك المتحدث الرسمي باسم هذا ! وباسم الوحدة الوطنية ارتكبت خطايا وفضائح وقضايا ترسخ الانقسام وتنعى المصالحة!
قالوا :هي مسيرة وطنية سلمية .... قلنا ااامين
قالوا : هدفها توحيد صفوفنا ..و ترسيخ مفهوم العودة.. وتنبيه العالم بقضيتنا ... قلنا ااامين
رأينا الرافض للسلمية ومخونها ومكفرها ولاعنها فجأة السلمي الاول والراعي الامين للمسيرة.!
أمر يثير الريبة فعلا ... شيء في صدري يتحرك...ومع ذلك لطمت احساسي وقمعت عقلي وقلت: ياهادي ...
بدأت الجمعة الاولى ..وبدأ النفير والتهييج والبركة في المساجد واذاعات ال اف ام والمواصلات المجانية .. وقيادة المسيرة تعرف ان العدو القذر حشد قواته وهو( ورمان) على اجساد شبابنا العارية..وسلاحنا الجوي ابو شيكل ونص ولن يتورع عن الصيد والقنص.. وكانت المذبحة التي توقعت ..
ضغط القادة العظماء وجنرالات المرحلة تحت وقع المفاجأة على الريموت كنترول لتهدئة اللعب في الجمع التالية التي تفننوا في اختيار اسماء لها .. الى ان جاءت جمعة الثبات والنذير لمواجهة حدث السفارة والذكرى 70للنكبة ... تشاءمت من الاسم .. احسست انه مدسوس وغير سلمي ويحمل رسالة تصعيد. وناديت لو اسمعت حيا (ياناس بلاش الغربان تصرح عن صواريخ و راجمات ! وتسيء لمشهد سلمي!أكثرمن ليبرمان) ولكن لاحياة لمن تنادي!
وظهرت بعض اصوات (لا مصالحة مع جواسيس) تتوعد المرجفين الخائفين المتخلفين عن الركب .. ولم يواجهوا الشيخ افيخاي وهو يفتي بعدم جواز المظاهرات لانها تؤدي الى التهلكة !
اسبوع كامل من التهييج والنفير لشباب مخلص لوطنه.. مندفع .. متحمس..محبط من واقعه الذي يساهم فيه من يمسكون بالريموت ويحركون .. وكأنه يقول الموت ولا المذلة !
وكانت المذبحة الثانية .. دم يوازي كل دم سبق في مسيرة العودة الدامية .... ومع غروب شمس الاثنين الاسود بدات المسيرة وبشكل ملحوظ تهدأ.. وتتضاءل.. وتتلاشى وتتبخر.. وفي اليوم التالي وهو اليوم الرئيس ...
تبدل الحال .. كل شيء اختفى .. اختفت الاذاعات وراء برامج الطبخ والنفخ.. والدعايات مدفوعة الثمن ل وطنية وجوال !
تساءل الناس .. ماذا يحدث وماذا يجري ..؟ وهم موزعون بين وجع فقد ابنائهم بين وعد من الرئيس بنصف راتب تعيس.. وبدأ البعض يهمس خوفا من العسس والمناديب... مصر نقلت تهديد اسرائيل بقتل قيادات !
وخرج قائد فصيل في الخارج ببشارة ان فصيله حقق المراد من رب العباد بتبادل رسائل ومساومات على صفقة
تكامل المشهد ببطء .. وتثاءب الاحباط في عيون الناس .. واشتد الوجع .. وتذكرت وانا اشاهد تجاوز الشباب الصادق نقطة الصفر وجر السلك الفاصل.. لحظة عبور الجيش المصري الصادق قناة السويس ولم يكن يعلم ان الرئيس المؤمن سيبيع أمة بحالها لكيسنجر من باب التكتكة .. في الكيلومتر 101
وها انذا أضع يدي على قلبي في جمعة الوفاء للشهداء ..وقد تنكر لهم الأهل والاصدقاء .. فهذا جحش خارجية البحرين في ظل انبطاح خليجي سافر يدافع عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها!
فعلا ان غزة لا تنزف فقط بل تتبرع بدمها لامة عربية واسلامية ( معندهاش دم)!
توفيق الحاج