الوطن يغلي والنار تشتعل في أجساد المحتجين علي الواقع المأساوي ، والقيادة لا تعيركم إهتمام ، فيا أخي أيها الثائر المتمرد الرافض لهذا الواقع لا تحرق نفسك بل احرق عروش الظالمين ،
إحمل حجراً من أرض الوطن وألقيه علي عروشهم ، إحمل جسدك صخرة واجعلها متراسا في طريق مواكبهم ، لا تحرق نفسك وابصق قهرك في وجوههم ،
تمرد واعلي صوتك واجعل صراخك في آذانهم زلزالا ، قل لهم أن زمن العبيد والعبودية إنتهي ، إنتزع حقك من أعناقهم بقوة ، دافع عن كرامتك المسلوبة ، دافع عن لقمة عيشك المسروقة منك عنوة لتمتلئ بطونهم وتمتد كروشهم ، دافع عن قوت أبناؤك الذي سرقوه كي يعيشوا في قصورهم وتنتفخ جيوبهم ،
أيها المواطن المقهور ، يا من تتضور جوعا حد الموت ، لا تسمح لهم أن يعيشوا في تخمتهم وموائدهم الفخمة المدعمة بآلامك وقهرك وحرمانك ، لا تترك حقك ،
لا تنتظر عمر بن الخطاب يأتيك منقذا ، ولا تحلم بعثمان ، لا تستغيث بالأموات بل ابدأ بنفسك فأنت صاحب الحق ، فخذ حقك بقوة إرادتك ولا تنتظر أحد ، ولا تحرق نفسك بل ألقي بنارك علي عروشهم وانتصر لكرامتك أيها الإنسان ، احمل قهرك غضبا ، واصنع من غضبك ثورة ، فالصمت موت والذل موت فلا تخشي الموت هاتفا لا للظلم ، فالموت بكرامة هو الحياة ، والحياة مع الذل موت متكرر يومياً ،
أيها المواطن البسيط المغلوب علي أمره ، اتخذ موقف وتمرد علي من يسرق قوت أطفالك ، تمرد بشجاعة لأجل أبنائك ومستقبل الأجيال ، لا تقف بعيدا ، فجبان من ينظر إلي لص يسرق لقمة عيشه ويقف صامتا ،
فانتفض من بين الرماد واخرج من بين ركام آلامك وقهرك ، وقاوم لصوص الوطن سارقي ابتسامة أطفالك ،
كن نارا ولهيبا تحرق جلاديك ، وانتصر لكرامتك وكرامة ومستقبل أبناؤك ، فكرامة الوطن من كرامة أبنائه ، فإما الحياة كراما أحرار فوق التراب وإما موتا كريما تحت التراب ،
اصنع مستقبلك بثورتك ، فالثورة هي نهج الأحرار وطريق الأوفياء ، ولا تحرق نفسك بل احرق عروش الظالمين ،
لا تحرق نفسك فإنهم لا ينظرون إليك وأنت تتألم وتصرخ من آلام النيران المشتعلة بجسدك المقهور ، لكنهم يرتعشون ويرتعبون منك وأنت تقاوم ظلمهم وتقذف نيران غضبك علي عروشهم وكروشهم ،
لن يفهموك أبدا إلا إذا أفهمتهم أن النيران وصلت إلي حكمهم المستبد وان زوالهم آت ، وان انتصارك لنفسك ولقهرك قد حان وقته ،
اخرج عن صمتك أيها الشعب المقهور ، اخرج عليهم بثورتك ضد سيف الغلاء والبطالة والاستهتار بآدميتك ، ضد سلب حقك بانتخاب من يمثلك ، فأنت من تمنح الشرعيات ، وأنت القادر علي التغيير ، فإرادة الشعوب لن تقهرها أي قوة ، فأنت أيها الشعب أنت القوة ، فانتفض أيها الفلاح أيها العامل أيها الطالب أيها العاطل أيها المقهور أيها المظلوم أيها المواطن أيها الإنسان ،
فانتم مع موعد مع الثورة ، وقد دقت ساعة العاصفة وهبت رياحها تجتث الظلم وتهز أركان الظالمين ، فثوروا ، فقد قال بكم الرمز الخالد أبا عمار : هذا الشعب شعب الجبارين لا يعرف الركوع إلا لله تعالى بس ساعة الصلاة ،
والله الموفق والمستعان ،
بقلم/ حازم سلامة