هكذا اراد نتنياهو

بقلم: منيب حمودة

يا قدس ... لن ننسحب من ماضينا ... يا قدس أنت الظاهرة الفريدة .... تفردتى عن كل عواصم ومدن العالم .. سلامك سيهزم كل لغات القوة واسلحة الدمار

اعذرينا يا قدس ... يومها استدرجنا نتنياهو الى مجزرة غزة ... عن سبق اصرار ووعى ...

استدرجنا و أوقع فينا مقتلته الشهيرة شرق غزة .... 70 شهيدا و 3000 جريحا

يوم السفارة يا قدس ... وما قبل النقل .... ظهر التخوف الاسرائيلى الامريكى من غضبة عربية اسلامية .... وهل القدس الا عنوان رسائل السماء ... وهل القدس الا قبلة المسلمين الاولى ... وهل القدس الا مسجدها الثانى للمسلمين 1600 مليون مسلما ... مسلما .. ضم الاول وكسر الثالث ؟؟؟

وهل القدس الا كنيسة القيامة ومسرى الحبيب .. وهل القدس الا تاريخ مسطر على اسوارها ... وهل القدس الا ازقتها وبخورها وعطاريها

وهل القدس الا محراب صلاة للاديان مجتمعة .. مهلا يا عهدة ابن الخطاب

فكان لا بد من الاستدراج الى معركة اخرى ... فكانت المقتلة على اسلاك غزة ..........

لتمر عملية اغتصاب القدس ... بكل يسر .. هنا عندما تحولت الانظار والاعلام الرسمى والاهلى والشعبى الى مقتلة غزة ....

هكذا انتقلت الانظار والعدسات من المشهد الرئيسى فى القدس ... الى المشهد الثانوى غزة ؟؟؟

فتداعى العرب ووزراء خارجيتهم ومناديبهم فى جامعة الدول العربية ...

ليصدر البيان ( كما رسم نتنياهو بالضبط ) استنكار وادانة وينعقد مجلس الامن بطلب كويتى ...

و نطالب بتشكيل لجنة تحقيق فى مقتلة غزة ونطالب بتوفير حماية دولية لغزة ...؟؟!!

وغابت القدس عن المشهد ( هكذا اراد نتنياهو )

انتظروا اصدقائى لا تتعجلوا .. اسمعوا ما قالت ايران قبل نقل السفارة ...

سنجعل من نقل السفارة كابوسا لاسرائيل لتنام فى الملاجئ ....

جميل ؟؟؟ لكن سرعان ما تحول الخطاب الايرانى الى مقتلة غزة ؟؟؟

( هكذا اراد نتنياهو )

اسمعوا لا تتعجلوا قادتنا المغاوير ؟؟؟

تحدثوا عن ان مسيرة العودة ودماء الشهداء تمضى على طريق تحرير فلسطين ؟؟؟

ويقفز قائد اخر ليقول : ملف الاسرى على رأس اولوياتنا ؟؟؟

وغابت القدس ( هكذا اراد نتنياهو )

وتعلن منظمة التحرير الحداد ثلاثة ايام على مقتلة غزة وتنكس الاعلام ؟؟؟

وغابت القدس ؟؟؟

وتتحول الانظار الى تخفيف حصار غزة ... قوافل مساعدات طبية وغذائية .... فتح معبر رفح .... وعودات فارغة ....

خسرنا الدم ..... وخسرنا القدس .... شكرا للقيادات الواعية لمصلحتها الضيقة ؟؟!!

فى الختام اقول ...

القدس القضية الاخطر فى مسيرة الصراع ... القدس التهديد الاكبر لكل الحلول ...

ستبقى بؤرة الاهتمام ومتصدرة الاولويات ... بعيدا عن الحسابات الضيقة ...

بقلم/ منيب حمودة