مخيم اليرموك بعد الكارثة

بقلم: علي بدوان

مخيم اليرموك حكاية فلسطينية، من يحرسه الآن من العبث والخراب التالي بعد التدمير ...؟ من يقي أبناءه من وجع القهر المُركّب ..؟ من يصون للضحايا ذاكرتهم الفردية والجمعية في ظل محاولات محو معالمها بالكامل عبر محو ذاكرة ومعالم المخيم ...؟ مجرم من يَقتل، أو يحاول قَتَل التاريخ، فالتاريخ لايُقتل مهما امتلك الجناة من حِيِلٍ وأساليب ... الدخان، بعد هذه المحرقة بغبار وشظايا التدمير، لايغتال الحقيقة ولايجعلها هباءاً منثوراً... في مخيم اليرموك ذاكرة الوطن الفلسطيني، حتى لو دُمرت المنازل والدور بكاملها، ونهبت وسرقت، وحُرقت المقابر أو حطمت القبور. فعظام شهدائنا مازالت مغروسة في تربة اليرموك، ولازالت اسماء مدن وقرى فلسطين مكتوبة ومدونة ولو على الجدران المتهاوية أو المتصدعة . جرحنا، وحزننا، ووجعنا، وهمنا، ووعينا، أكبر، وأوسع، وأثقل، من سلوك الأبالسة الذين يحرسون سلوك صغار الجراد الذين يستبيحون المخيم الآن، صغار الجراد من الناعقين من الرعاع والغوغاء والدهماء.... نحن إمتداد لهذا الوجع السوري الشامي الكبير، نحن منه وهو منّا....

بقلم/ علي بدوان