أمريكا واسرائيل.... يتباكون على أحوال غزة !!!

بقلم: وفيق زنداح

منذ 7 عقود من النكبة الكبرى .... وما يقارب على 12 عام ..... والحال يزداد سوءا ... بفعل انقسام أسود ...وحصار اسرائيلي ظالم ..... ولا زالت غزة تغسل ألامها بدموع ودماء أبنائها ..... ويتساقط على مدار اللحظة خيرة أبنائها ... .. وتنتهك حقوق الانسان بداخلها بأبشع صورها ..... وتهدم المنازل على رؤوس ساكنيها ....والشعب يجوع .... ويحاصر ... فلا عمل ...ولا تجارة ..... كل شي متوقف.... حتى أن الحياة أصبحت شبه متوقفة .... داخل القطاع .
كل ما يجري داخل قطاع غزة ..... يخدم الاحتلال الاسرائيلي مائه بالمئة .... كما ويزيد من حالة الضعف التي نحن فيها .... وليس بواقع الانقسام ما يزيدنا قوة ...وما يعزز من مقومات الصمود .....التي بدأت تتأكل الي الحد الذي أوصل الناس الي الحرق ....والقتل ....والانتحار .... والادمان .
العالم يقرأ جيدا ..... كما يعرف بصورة شاملة .... طبيعة الاوضاع داخل القطاع ...وهناك الكثير من التقارير الصادرة عبر السنوات الماضية .....والتي تتحدث بمجملها عن بطالة متزايدة ..... ووقف بحركة التجارة الداخلية .... وزيادة بمعدلات الادمان ...والانحراف والشذوذ في ظل مياة ملوثة لا تصلح للاستخدام الادمي ...وفي ظل تدني مستوي الخدمات .... وعلى كافة المستويات .
كل ما يجري بالقطاع يخدم أهداف اسرائيل التكتيكية والاستراتيجية..... وبالتالي يخدم سياسة الولايات المتحدة المنحازة بصورة كاملة لدولة الكيان .
اذن ما بالكم بحالة التباكي على غزة ؟؟!! .... هل للتخفيف من المعاناة وعلى قاعدة قوت ولا تموت ؟؟!!! ..... أم على قاعدة ( تغذية الواقع بعلاج سرطاني ) ...ومضادات تعمل على ابقاء الواقع شكلا دون مضمون ....وعلى حياة بشر دون فائدة ..... وعلى واقع انساني ينتهك بصورة دائمة ؟؟!!.
نحن لسنا بشعب ننتظر مساعدات فتاة الموائد ..... ولسنا المتلهفين لرغيف الخبز المسموم ....ولا حتى لشربه الماء .... ولا الي حفنة من المال .
نحن أصحاب مشروع وطني تحرري ....صورتنا الحقيقية أعظم وأكبر وأشمل .... من كل ما يمكن أن يطرح..... والذي نجد فيه اهانة لكرامتنا الوطنية والانسانية ...ومحاولة لإخضاعنا .... ووضعنا بحالة تسول .... وانتظار للمساعدات .... وهذا ليس من صفاتنا ...وسماتنا ... وتاريخ نضالنا الطويل .
نحن بالقطاع نعيش ظروف قاسية ومريرة .... تم برمجتها والتخطيط لها ....حتى نصل الي هذا الحد الذي ربما باعتقاد البعض سيفقدنا ثوابتنا ....وسيجعلنا بمحطة انتظار المساعدات .... والتسول ومحاولة ارضاء من يقتلون أبنائنا ...ومن يحتلون أرضنا .... ومن يدعمونهم بالسلاح ...ومن يستخدمون نفوذهم السياسي .... بالاعتراض على أي قرار يمكن أن يدين الاحتلال وجرائمه .
الاعلام العبري وعبر تقاريره المستمرة ...ومجمل تسريباته وفبركاته الاعلامية ...كما بعض الاعلام الاخر والذي يحاول ادخالنا بمتاهات الاخبار المتناقضة ,...وحتى محاولة التشكيك بقناعاتنا الثابتة .... ورؤيتنا الواضحة ...وايماننا الذي لا يتزعزع بثوابتنا ....وبعمقنا العربي والقومي.... وعلى رأسه مصر الشقيقة التي نعرف حقيقة مواقفها ..... بحكم تاريخ طويل ...وبحكم واقع يظهر ويؤكد مسيرة طويلة من العلاقات الاخوية ...ما بين الشعبين وعبر كافة المراحل ....وحتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
أن يخرج علينا الاعلام العبري المستمر بخداعه وتضليله ....ومحاولة قلب الحقائق ....وتزييفها .... عبر مراسل القناة 14 الاسرائيلية بأن اسرائيل تدرس بشكل جدي مقترحين مصري... وقطري ..... لوقف اطلاق النار في قطاع غزة من أجل عقد هدنة بحسب ما جاء بالتقرير العبري للقناة 14 الاسرائيلية .
وأضاف المراسل بن ديفيد أن المقترحين يتمثلان في وقف اطلاق النار .... وحفر الانفاق ...واحترام المقياس الامني ..وعودة الاسري من قطاع غزة .... مقابل أن تتنازل اسرائيل عن المطالبة بنزع السلاح ....وتمنح التسهيلات لغزة ...وتفتح المعابر .... وتسمح بتنفيذ المشاريع ...كل هذا بحسب التقرير العبري...... والذي اختتم بالقول وحتى تقوم اسرائيل...باظهار تمنعها ورغبتها بإعادة الرئيس محمود عباس الي غزة حسب ما جاء بالتقرير .
طبخة بلا مذاق .... محتوياتها مغشوشة ...ومصدرها كاذب ومخادع .... وترتيباتها ونصوصها لا تنسجم مع بعضها البعض ....ولا تتوافق مع حقيقة الواقع والحقوق ....وحتى مواقف الاطراف المعنية بمثل هذا التقرير .
مصر الشقيقة ...وبصورة محددة لن تقبل بالمطلق أن تشارك بمثل هذه الصياغة المشبوهه بمعظمها ...وبمثل هذه المطالب ...وبمثل هذه النتيجة ...التي كانت واردة بالتقرير .
مصر ومواقفها واضحة ...ثابتة ...واستراتيجية .... ولا تخضع للتشكيك ولا التأويل ...تمارس المرونة وفق الثوابت ..والاستراتيجيات المعتمدة لديها .... في سياستها الخارجية ومن ضمنها ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ...والقائم على مفهوم حل الدولتين ..... والقدس عاصمة لدولة فلسطين ..... وحتى يتحقق هذا الهدف السياسي الاستراتيجي والمعتمد بالسياسة المصرية ...تعمل مصر بكل طاقاتها وعلاقاتها العربية والدولية .....لأجل التخفيف من معاناة الاهل بالقطاع ..... لكن مصر لا يمكن أن تشارك من قريب او من بعيد بأي مساس بالحقوق ....أو حتى محاولة حرف المسار ....وانهاء القضية وكأنها انسانية ....وليست وطنية قومية .
وبحسب وجهه نظري ....فان مصر العربية لا يمكن أن تشارك قطر بأي مبادرة من هذا القبيل ....أو أي محاولة يمكن أن تثير التساؤلات وعلامات الاستفهام....لأن مصر الكبيرة والعظيمة ورائدة الامة والقومية .....تحافظ على تاريخها ومواقفها الثابتة ...واستراتيجياتها ....ولا يمكن أن تشارك بأي عمل أو مبادرة .... مهما كان شكلها ومضمونها ....يمكن أن تؤثر بالسلب على الشرعية الوطنية الفلسطينية وعلى مكانة رأس الشرعية الرئيس محمود عباس ..... وامكانية الالتفاف الاسرائيلي الامريكي ....وحتى يتم تمرير مشاريعهم المشبوهة ....والمخادعة .... والتي لا تستهدف تخفيف معاناة الاهل بالقطاع ....بقدر ما تستهدف حقيقة استمرار الانقسام.... وتنفيذ مشروع دولة غزة .... وانجاز عملية الفصل السياسي والوطني ما بين المحافظات الجنوبية ...والمحافظات الشمالية ...وهذا لا يمكن ان يكون.... ولا يمكن ان يمرر ...ولا يمكن ان تقبل به مصر المتمسكة بشرعية الرئيس عباس ...وكافة المؤسسات والاطر الوطنية والشرعية .
مواقف مبدئية واستراتيجية .... يؤكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي ....كما تؤكد عليها كافة الاجهزة ذات العلاقة باوضاع القطاع وبالملف الفلسطيني .
ما يطرح حسب مراسل القناة الاسرائيلية ....لا علاقة له بمصر الشقيقة لا من قريب ولا من بعيد ...ولكنه ممكن ان يكون ذات علاقة بقطر ومواقفها ...وبحسب التجربة معها ووفق تاريخها ...وسياستها القائمة بالمنطقة .... والتي تدعم الارهاب ...وتحاول خلق البلبلة والمشاكل الداخلية داخل الدول ..... وهذا ما تأكد..... وما جعل من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر أن تأخذ موقف المقاطعة ....لهذه الامارة ....التي لا زالت تلعب لعبة التخريب .....بأكثر من موقف الدعم ..... حتى وأن أحضرت قطر كل ملايينها .....فدائما سيبقي السؤال..... ماذا وراء الملايين من اهداف سياسية ؟؟!!
الكاتب : وفيق زنداح .