بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالي ، من فوق سبع سماوات ( فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
قدم الله عز وجل نعمة الإطعام من الجوع علي الأمن من الخوف ، لأن الجوع قاتل إذا استمر حتي مع وجود الأمن ، بينما يمكن إذا توفر الطعام أن يصمد الناس أمام الحصار والخوف من الأعداء ،
لم يدع سيدنا علي كرم الله وجهه إلى الصبر والاستكانة والخنوع عندما تصبح المسألة جوع و(أكل وشراب) ، بل قال قولته المشهورة (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه) ، لتكون قاعدة ثورية لثورة الفقراء والجياع ، قالها علي رضي الله عنه ليوصل رسالة الحق للناس بأنه لو سرق الحكام حقكم وفقدتم قوت يومكم فلا تصمتوا وأعلوا صوتكم ثورة وأشهروا سيوفكم بوجه من سرقكم ،
ولم يبرر الفاروق بن الخطاب (رضي الله عنه) ولم يجد العذر للحكام إن جاعت شعوبهم أن يبقوا على كراسي السلطة بل قال : ( ولينا على الناس نسد جوعتهم ونوفر حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم ) ،
فهبوا أيها الفقراء ... أيها البسطاء ... أيها الكادحين ... أيها المسحوقين غُلباً وألماً ووجعاً وقهراً ... ثوروا فقد بلغ السيل الزبي ... وحقكم يضيع ثمنا لفساد تلك الحكومات ورؤوس الأموال الفاسدة ، وقوت أطفالكم يُسرق بلا رحمة ... فلا تصمتوا علي هؤلاء اللصوص سارقي مستقبلكم ومستقبل أبناءكم ،
فإذا فقد المواطن كرامته في وطنه فليس للوطن أية كرامة ، فكرامة المواطن من كرامة وطنه
أيها الجياع انتفضوا لأجل كرامتكم ... لأجل الحرية والخبز والعدالة ، انتفضوا وثوروا فأنتم أهل هذه الأرض ، وأنتم الوطن ... وأنتم أهل الوطنية وعنوان صدق الانتماء للوطن ، فلا تتركوا اللصوص وسماسرة الوطن وتجار الدم يستغلونكم ويتاجرون بآلامكم ووجعكم ، واجعلوا من جوعكم وفقركم وظلمكم ثورة تجثث معاناة السنين وتسحق الظالمين ... وترسم طريقا لحريتكم ... ليعود الحق لأصحابه وتنتصر ارادتكم علي هذا الظلم والديكتاتورية وتعود العدالة تعم أرجاء الوطن ،
أيها الفقراء والبسطاء ... أنتم من يدفع الثمن ... أنتم من ينزف الدم ... أنتم من تضحون ليحيا الوطن ... فلا تتركوا الوطن بأيدي لصوص وسماسرة ستغلون طيبتكم وبساطتكم ووطنيتكم واخلاصكم ليتاجروا بدمكم ويحولوا تضحياتكم الي سلعة في سوق مزاد النخاسة والسياسية ...
انزلوا إلي الشوارع ... اصرخوا كفي ... كفي ظلما ... كفي استخفافا واستهانة بالشعب الغلبان ، كفي متاجرة بالوطن وآلام الفقراء ... اصرخوا بوجه الطغاة ... فصوت صراخكم يزعجهم ... وغضبكم يهز عروشهم ... فاغضبوا أيها المتعبين ...
"اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين ، اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين ، اغضب ستلقىَ الأرض بركاناً ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين"
أيها الفقراء ... أنتم الأحرار فثوروا لأجل حريتكم والقضاء علي الظلم ...ثوروا لأجل حياة كريمة وحرية وعدالة اجتماعية والانتصار للحق والمستقبل الأفضل ،
هكذا هتف الفاروق عمر بن الخطاب بوجه الظلم "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"
فاصرخوا ... كفي ظلم ... كفي كفي ... فصوت الثائر تشي جيفارا ينادي بكم "لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" ،
فلتبدأ ثورة الفقراء والبسطاء ، فقد دقت ساعة الثورة وحان وقت الكرامة والحرية والعدالة ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
25-5-2018