بالعاشر من رمضان ... السادس من اكتوبر من العام 1973 .. وفي حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت عيد الغفران لدى دولة الكيان ... وفي اثناء احتفالهم ... وحالة الاسترخاء ... والاستحمام ... على ضفة قناة السويس .... كانت مصر بقرارها الاستراتيجي والحاسم والشجاع بقصف قوات الاحتلال الاسرائيلي على طول خط بارليف هذا الحصن المنيع والذي تم الحديث حوله لكثير من قبل الخبراء العسكريين والاستراتيجيين ... بأنه بحاجة الى قنابل ذرية حتى يتم تدميره ... كانت مصر وبإرادة قيادتها السياسية والعسكرية وقواتها المسلحة قد اتخذت قرارها بإعادة الكرامة ... وتحقيق الانتصار ... ما بعد نكسة طارئة بغفلة من الزمن ... اشعرت الصهاينة بتفوقهم وقدرتهم العسكرية ... وعاشوا نشوة الانتصار .. حتى جاء الوقت ليعيشوا مرارة الهزيمة ... والهروب والصراخ بأعلى اصواتهم ... ومناشدة امريكا بإنقاذهم عبر جولد مائير رئيسة الحكومة الاسرائيلية في ذلك الوقت ... التي طالبت بالإنقاذ السريع والدعم العسكري ... وحتى امكانية التدخل لإنقاذ هذه الدويلة المدللة لدى امريكا ... وما لحق بجيش الاحتلال من هزيمة ... وحالة انكسار ... كانت بادية في ذلك التاريخ وعلى وقع هذا الانتصار ... على وجوه قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين وعلى رأسهم جولد مائير ... وموشى ديان ... وارئيل شارون .
العاشر من رمضان سيبقى محفورا بالتاريخ وبذاكرة الشعوب والامم .. والذي يؤكد ان الشعوب لا تهزم .... وحتى ان انهزمت لمرة واحدة ... فإنها ستحقق الانتصار والتفوق والقدرة العسكرية الاكبر ... وها هو جيش مصر العظيم بالمرتبة العاشرة على مستوى العالم بأسره .
مصر عندما اتخذت قرار الحرب والشقيقة سوريا من خلال الرئيس الراحل السادات والرئيس الراحل حافظ الاسد ... والذي سيبقى مسجلا لهم بالتاريخ ... وبذاكرة شعوبهم وامتهم ... عندما قرروا خوض غمار حرب التحرير للأرض التي احتلت بالخامس من حزيران 1967 ... حيث تم احتلال شبه جزيرة سيناء وحتى قناة السويس .. كما تم احتلال هضبة الجولان السورية ... وباقي الاراضي الفلسطينية القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ... والذين لا يزالوا تحت الاحتلال حتى الان .
حرب العاشر من رمضان .. السادس من اكتوبر نحتفل بانتصاراته ... ونعيش نشوة هذا الانتصار عندما رأت الاجيال التي عاشت تلك الفترة والعلم المصري يرفع فوق قناة السويس وجنود مصر البواسل يعبرون بدباباتهم ومجنزراتهم الى سيناء حتى يتم استكمال مهمتهم بالقضاء على اخر الجيوب داخل خط بارليف .
قتل من قتل .... وأسر من أسر من جنود الاحتلال ... وقد تم مشاهدتهم عبر وسائل الاعلام في صورة ستبقى محفورة بذاكرة اجيال اكتوبر ... وبذاكرة الاجيال التي جاءت من بعدهم على قاعدة الانتصار وتحرير سيناء وتنفيذ المشاريع السياحية والتنموية بداخلها .
لقد كانت هذه الفترة التاريخية التي انتصرت فيها مصر وسوريا على قوات الاحتلال الاسرائيلي ... نصرا تاريخيا عربيا قوميا ... سيبقى مسجلا في صفحات التاريخ ... ولن تستطيع اسرائيل أن تمسح عارها وهزيمتها وتقهقر جيشها .... وحتى قرب استسلامها برغم محاولاتها البائسة واليائسة لفتح ثغرة الدفرسوار ..... حيث حاولت مجموعة من الدبابات الاسرائيلية بقيادة شارون الالتفاف على الجيش الثالث الميداني الا ان المحاولة باءت بالفشل .. وكان بامكان الجيش المصري القضاء على هذه الثغرة بصورة كاملة وقتل كل من فيها ... بحسب أقوال الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة الاركان للقوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت .
ونحن نعيش انتصارات العاشر من رمضان وقد عشنا الفرحة والابتهاج وتوزيع الحلويات في ميادين غزة ... بما يربطنا بمصر الشقيقة من روابط الاخوة والمحبة والعمق الاستيراتيجي والممتد منذ الازل ... ومدى الفرحة بانتصار الجيش المصري وعبوره قناة السويس ورفع علم مصر... هذه من ذكريات هذه الحرب والتي تستوجب منا ... ومن ابناء امتنا ان يذكروا الشهداء العظماء من ابناء القوات المسلحة الذين سقطوا على ارض سيناء وفي مدن القناة دفاعا عن مصر والامن القومي العربي ... ان نذكر الشهيد الفريق عبد المنعم رياض والمرحوم الفريق سعد الدين الشاذلي ... والمشير أحمد اسماعيل علي وكافة قادة القوات المسلحة المصرية الذين اثبتوا بجدارة عن مدى قدرتهم على التخطيط العسكري والخداع الاستراتيجي ... وعلى رأسهم الراحل الرئيس أنور السادات ومن قبله الراحل الرئيس جمال عبد الناصر الذي قاد حرب الاستنزاف على طول مدن القناة والتي مهدت الطريق لانتصارات العاشر من رمضان .
تاريخ العاشر من رمضان ... السادس من اكتوبر .. سيبقى تاريخا للعزة والنصر والفخار ... كما سيبقى هزيمة وعار يلاحق جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي فقد توازنه خلال ساعات ... حتى اصيب بالهزيمة ما بعد الدهشة .... وحتى تم الانسحاب وتحرير سيناء بصورة كاملة .
التهنئة بهذه الذكرى للشقيقة مصر وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللقوات المسلحة المصرية ولشعب مصر العظيم وهم يخوضون حربا ثانية وشاملة ضد الارهاب التكفيري في شمال ووسط سيناء في اطار العملية الشاملة ... وحتى يتم القضاء على الارهاب التكفيري وقطع دابره ... واستئصال جذوره من أرض الكنانة .
وفيق زنداح