الأقصى يتهدده خطر الزوال والهيكل المزعوم مكانه فمن يحول دون ذلك؟

بقلم: عبد الحميد الهمشري

خبر أزعجني بحق تناقلته وكالات الأنباء ومر مرور الكرام دون تعقيب أو تحريك ساكن ، سواء من العرب أو من المسلمين باستثناء ما صدر عن شيخ الأزهر الذي أكد أن الأقصى ”دونه أرواح المسلمين“ ، نص عنوان الخبر " السفير الأمريكي يتلقى صورة تثير غضب الفلسطينيين " ، وهذا يعطينا تفسيراً بأن أمر الأقصى لم يعد يعني أحداً لا من العرب ولا من المسلمين سوى الفلسطينيين والأزهر الشريف مع ما فيه من تحدٍ لما نصت عليه اتفاقية وادي عربة بشأن الوصاية الهاشمية عليه واستفزازاً لما يزيد عن المليار ونصف المليار مسلم ، فأين جامعة الدول العربية من هذه التجاوزات الصهيو أمريكية والتي وصلت حد التحدي الصارخ لدرجة الوقاحة ؟؟، وأين منظمة المؤتمر الإسلامي منها؟؟... أم أنه يحسب حساب لغضب أمريكا حاضنة الصهيونية وربيبتها "" إسرائيل"" واسترضاؤهما يبقى الأهم ؟؟
سؤال يحتاج لإجابة شافية عليه حتى توضع النقاط على الحروف ، لأن الأمر جد خطير ، فما أقدم عليه الصهيوني فريدمان سفير أمريكا الآن من تسلمه مجسماً يمثل القدس بلا أقصى والهيكل المزعوم مكانه وهو يبتسم يعني إقراره بذلك وسكوت دولته عنه بمبرر لا يغير من الواقع شيئاً دلالة على أن الأمر في مراحله الأخيرة وأن نشر الصورة تمت لجس نبض الشارعين العربي والإسلامي حول الأمر .
فالكل يعلم من هو فريدمان سفير واشنطن لدى العدو الصهيوني ، فهو داعم للاستيطان بدليل سكناه أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد وبلا لف أو دوران ولا مواربة في المغتصبات المقامة في القدس بما يعني اعتراف دولته وإقرارها بشرعية تلك المغتصبات ، لأنها لو لم تكن كذلك لقرعته ومنعته من ذلك واستدعته على عجل من هناك واستبدلته بسفير آخر بدلاً عنه..
ولا يخفى على أحد أن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب الآن تسعى جاهدة لتسويق يهودية الدولة والتي سيترتب عليها الكثير شئنا أم أبينا إن لم يكن هنالك حزم في مواجهة هذه القضية بالذات ، فكل ما وعدت به هذه الإدارة لصالح اليهود نفذته من الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية إلى نقل سفارتها إليها وهي في طريقها لتنفيذ بقية الوعود المتمثلة بتنفيذ كل مطالب اليهود في فلسطين وما وراء فلسطين ، ناهيك عن محاولاتها المستميتة لإغلاق كافة المنظمات والمؤسسات الدولية التي تقدم العون والمساعدة للفلسطينيين لحين تمكينهم من العودة لديارهم وفق ما نصت عليه الشرائع الدولية ورفع دعمها عنها ، وهي تدعم العدو الصهيوني وتؤازره في كل تجاوز يفعله وتحميه من أي مساءلة دولية او قانونية وتحول دون صدور أية إدانة بحقه في مجلس الأمن الدولي الذي لم يعد بفعل أمريكا راعياً للسلم والأمن الدوليين ، فقبل أيام تناقلت الأنباء خبراً مفاده تقديم عضو كونغرس أمريكي مشروع إعلان بروتوكولي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ويتوقع أن يلقى ذلك دعماً كبيراً وفق مصادر اسرائيلية في الكونغرس " .
فإن كانت ردة الأفعال العربية والإسلامية كما أجابت جولدامائير حين سئلت عن أسوأ يوم وأسعد يوم في حياتها بأن أسوأ يوم كان يوم أن تم إحراق المسجد الأقصى؛ لأنها خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم هو اليوم التالي؛ لأنها رأت العرب والمسلمين لم يحركوا ساكناً .. فإن كانت الأمور ستجري وفق ما قالت فإنها تسير وفق ما تشتهي سفن ترامب ونتنياهو والسفير الأمريكي في القدس ، والمستقبل ينبئ بشر مستطير تجاه الأقصى وما بعد الأقصى وفق ما هو مرسوم في الدوائر الصهيو أمريكية ضد كل ما هو عربي ومسلم فماذا ننتظر؟؟؟!!! .


* عبدالحميد الهمشري - كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
[email protected]