امام الدور الوطني الحيوي وألاساسي الذي تلعبه منظمة التحرير الفلسطينية على إحباط المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية ، في معركة قاسية وصعبة، يجب علينا ونحن في الذكرى الرابعة والخمسون لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ان نتمسك بالمنظمة باعتبارها مكسباً كفاحياً نضالياً حققه الشعب الفلسطيني بدماء شهدائه، وحصلت على اعتراف عربي ودولي، وبالتالي المنظمة هي الكيان المعنوي الذي يحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده، لذلك يجب أن ولا نقبل أية بدائل لها.
ومن هنا نقول اذا كان هناك من تناقضات يجب ان تبقى ضمن اطار الحوار الديمقراطي، وهذا يتطلب من الجميع الدفاع عن منظمة التحرير إلاطار السياسي والقانوني المعترف به عربياً ودولياً، لأننا نعتقد أن هناك مؤامرة على منظمة التحرير الفلسطينية، تنوي شلّها وإضعافها وإنهاءها، من قبل القوى المعادية لأنهم يريدون تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، مما يستدعي من جميع الفصائل والقوى الرد على هذا المخطط بالمحافظة على منظمة التحرير باعتبار ذلك هو حافظ وحدة الشعب الفلسطيني.
وفي ظل هذه الظروف نرى أن مسيرات العودة حققت وما زالت الكثير من الإنجازات، فقد أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وجعلت قضية فلسطين على جدول أعمال العالم، كما أنها أربكت حسابات العدو الصهيوني وشكلت عامل استنزاف دائم له، ووجهت ضربة قاصمة لكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف قضيتنا وعلى رأسها صفقة ترامب، مما يتطلب من منظمة التحرير الفلسطينية الاسراع في نقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للمطالبة بتنفيذ قراراتها وحتى يعلم العالم إن هناك القرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين، وهناك قرارات في الأمم المتحدة تؤيد حقوقنا في تقرير المصير اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، ورسم استراتيجية جديدة، و تقوم على قاعدة الخروج الكامل من مجرى المفاوضات ، هذه الخطوات يجب أن تكون ضمن إطار الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية؛ لأننا في مرحلة تحرر وطني، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الإطار الجامع والموحد للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها.
في كل الاحوال نقول للجميع علينا ان نعزز وحدتنا الوطنية من خلال الحفاظ على المنظمة، لا على حسابها، وان تترجم الوحدة الوطنية ضمن البيت الداخلي الفلسطيني من خلال تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثالثة والعشرون، لأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة هي مهمة كفاحية تتطلب حشد طاقات الشعب الفلسطيني وتتطلب وحدة وطنية وتتطلب استمرار المقاومة بمختلف أشكالها.
وفي ظل هذه الظروف نؤكد ان موضوع اللاجئين الفلسطينيين هو أساس القضية الفلسطينية وجوهره، وهو الاساس في البرنامج الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية لذلك، واهم من يعتقد أن
هناك أية حلول لقضية فلسطين ما لم يُضمَن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها عام 1948، وما مسيرات العودة الا مرحلة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني لأنها وجهت رسالة للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني يرفض كل الحلول الامريكية والصهيونية ويطالب العالم بإزالة الاحتلال الغاشم عن ارضه .
أن نضال الشعب الفلسطيني سيكون له تداعيات على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى الإقليمي والدولي،كون قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الحرية والاستقلال وإزالة الاحتلال، فهذا جوهر المعركة الدائرة وبالتالي مسيرات العودة والمقاومة الشعبية يجب أن ترص الصفوف وتؤسس لاستراتيجية جديدة قادمة من أجل انتزاع كامل حقوقنا الوطنية وتحرير الأرض والانسان.
ختاما : فلتكن ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية هي المعيار والأساس الذي نعمل عليه في مرحلة قادمة من خلال تطبيق قرارات المجلس الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية شراكة حقيقية، ورسم استراتيجية لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
بقلم/ عباس الجمعة