لازالت المؤمرات والشائعات مستمرة علي الرئيس (كفى شائعات وكفى حقدا)

بقلم: هشام أبو يونس

قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6

يقول المخرج الألماني المغمور ماينز بيتر لوغاه، (الذي أنجز ثلاثة أفلام وصفت بأنها الأكثر دقّةً في التاريخ في وصف التضليل والكذب وخداع الناس): وها أنا وضعتُ هذه الأفلام للقراء لوصف كذب البعض الذي ينتجُ شائعات وإعلاماً ليس أقلّ تضليلاً من ذلك!
فتعتبر أفلام لوغاه الثلاثة التي وضعها معاً على شريطٍ واحد، ولم تتجاوز مدّتها معاً دقيقتين ونصف، تُصَوّرُ سرب نملٍ أحمر يحاول التصرف وسط عاصفة من الرياح التي تُطوّحُ به،.. وفي آخر المشهد تتكشّف يدُ المخرج التي تمسك بمروحة كهربائية تترصَّدُ سرب النمل فتوجّهُ طريقه!
ما يحدث الآن في الشارع الفلسطيني وما تملئه من شائعات وكثرة المراوح التي يتشبث بها البعض ويبدو المشهد مكبرا كفلم النمل ملايين المرات والذي تحاول رياح المراوح أن تثنيه عن مسيرته ليس أقلّ ترويعاً! مع فارق أن كل مواطن صارت بيده مروحته؛ ولم تعد لعبة المخرج تقتصرُ على شخصٍ واحدٍ فقط؛ فالكلُّ يتوق للدور، والكُلُّ لديه فكرته التي يريد أن يدفع سرب النمل باتجاهها وهنا أقصد في المراحل التاريخية الفاصلة في تاريخ الدول والشعوب، يحاول أن يقفز أصحاب المواقف والسياسات المريبة على ظهر طابور من الناس، فينشئوا خطابهم الباهر ويحركونه كما يشاءون لكن متخفين بقدر الإمكان حتى لا تظهر أيديهم في الصورة او يتعرف احد على ملامحهم وتتضح شخصيتهم المريبة ، فالشارع الذي يجد تربة صالحةً وطريّةً للنموّ، حيث كلّما سادت البلبلة وانتشرت الشائعة والسؤال حولها صار سهلاً أن تبيع أفكارها مهما بدت غرابتها.
ولكي أكون أكثر وضوحاً ودقة في المشهد الفلسطيني اليوم نجد أن هناك حملة غير مسبوقة تشن الآن لتطال سيادة الرئيس أبو مازن وحركة فتح بسبب الوعكة الصحية الطفيفة التى تعرض لها سيادتة وايضا صلابة موقفه وتمسكه بالثوابت  كونهم متمسكين بالحقوق الوطنية كما أسلفت عدة مرات ,فبدلا من الالتفاف الشعبي حول الشرعية الفلسطينية متمثلة بالرئيس أبو مازن نجد هناك يد تعتقد أنها خفية تحاول تحريك الشارع وتنتهج لغة التشكيك والمزايدات والتضليل والأكاذيب وتبثها في الشارع .
وفي السياق نستغرب مواقف البعض عند بث هذه الشائعات واعتبارها مصادر مقربه أو حقيقية  ألا أن المقصود من بث هذه الشائعات ارباك الشارع علي القيادة. فبدلا من السعي نحو مصالحة حقيقية  وتوحيد جغرافيا الوطن وعدم الاسائة لبطولات أبناءها , والالتفاف الشعبي حول الشرعية الفلسطينية متمثلة بالرئيس أبو مازن يحاولون بث الشائعات لزعزعة الالتفاف الجماهير غير المسبوق حول هذه الحركة وقيادتها الشرعية تهيئة لمراحل تكون هي فيها البديلة دون الاكتراث بامتطاء ظهور الشرفاء والاماجد ممن عملوا ليل نهار لتبقي الحركة وصفوفها قويه عصية على التمزق و التفتيت ومتمترسة عند ثوابت القضية .
فلابد وان يصحوا هؤلاء من نومهم ويخرجوا من تلك الصفوف التي تشوه تاريخيهم وحركتهم ويعودوا لذاتهم الأصيلة ويوقفوا نزيف الجسد الواحد ويقفوا عند مسئولياتهم ويعملوا بكل إخلاص علي توحيد الحركة وتماسكها وحماية الشرعية متمثلة في الرئيس ابومازن والالتفاف حوله في مواجه تلك المؤامرات التي تحاك ضده داخلياً وخارجياً .
فسيأتي يوم تسحق فيه الطحالب وتجفف المستنقعات وتتعري الديدان إلي أشعة الشمس وأطفال الأنابيب سيذهبون إلي مكانهم الطبيعي.

 

بقلم د. د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي