بداية لا بد من القول وانا الأكثر متابعة لنشاط معاليكم ،وما يسبق هذا النشاط من قرارات وتصريحات ،بانك الاكثر حرصا على اصلاح المنظومة التربوية والتعليمية وفقا لاستراتيجية وطنية تحاول ترسيخها لخلق جيل فلسطيني مبدع ،وذلك من خلال اهتمامكم بالبيئة التعليمية شكلاً ومضموناً مع العمل بشكل دؤوب على رفع مستوي الكفاءات وتنمية القدرات لموظفي التربية والتعليم العالي وبشكل يتوافق مع الاهداف الاستراتيجية للوزارة ،ولذلك جاءت رسالتي السريعة والمفتوحة اليكم والمبدوءة بنقطة نظام حول لجان مراقبة امتحانات الثانوية العامة مع التساؤل اذا ما كان عمل تلك اللجان يستند الى معايير النزاهة والقيادة الحكيمة والسمات المهنية والشخصية ،ام الى الاعتباطية و"تمشاية الحال" ،حيث ما زال البعض في لجان المراقبة يعتقد بان المهام الموكولة اليه لا تخرج عن نطاق مراقبة التزام الطلاب بالتعليمات والقواعد، وعدم ارتكابهم أي نوع من المخالفات أو عمليات الغش، دون الاهتمام بتهيئة الأجواء الهادئة والمريحة الممزوجة بالطاقة الإيجابية بين الطلاب لتمدهم براحة البال وصفاء الذهن ،وهذا ما لمسته شخصيا يا معالي الوزير ،ليس الى اقوال الممتحنين وفقا لما صدر منهم بحق بعض افراد لجان المتابعة والمراقبة فقط ،وانما لما سمعته من احد المدارس القريبة الى بيتي والتي اعتقدت للوهلة الاولى بان المتحدث عبر الاذاعة المدرسية هو قائد لدورة عسكرية يلقي تعليماته بشكل صارم للمتدربين الجدد وليس الى طلاب ثانوية عامة في وقت كانوا فيه اكثر حاجة الى راحة البال والطمأنينة قبل دخولهم قاعات الامتحانات.
وهنا اسمح لي يا معالي الوزير ان اسالك بعضا من الاسئلة الا وهي هل تحدد وزارة التربية والتعليم مراقبا عام للجان النظام والمراقبة؟، وهل يقوم هذا المراقب بدوره باختيار فريق العمل المشرف على كافة تفاصيل سير الامتحانات وفقا لمعايير النزاهة والسمات المهنية والشخصية؟، وهل يتم الاتفاق على أدوار كل فرد من العاملين بلجنة الامتحانات ؟،ام ان الاعتباطية والرغبة لدى المعلم في المراقبة من اجل المقابل المادي هي من تتحكم في تشكيل العاملين في لجنة الامتحانات؟.
من المعلوم ان لجان المراقبة لا يقتصر عملها على تقمص دور الشرطي الشرس في فرض الامن بالخوف داخل قاعة الامتحانات ،بل ان لجنة المراقبة يجب ان يكون في اولوياتها توفير كل وسائل الراحة، مع تهيئة الجو المناسب للطالب والمساهمة في ولادة شعور الممتحنين بالطمأنينة حتى يجتازوا الامتحان بكل سهولة ويسر،حيث لابد أن ينعم الطالب بجو من الأمان وعدم الخوف وأن يستشعر أن المراقب داخل القاعة معين له لا عليه ،مع تحفيز الطلاب وتشجيعهم علی أداء الامتحان، ومساعدتهم ايضا في كيفية إدارة الوقت وتهيئتهم نفسياً للإقبال علی الامتحانات بهدوء، بعيداً عن التوتر والقلق، و علی المراقب أن يشيع الجو الدافیء وينشر ابتسامته في أرجاء القاعة كي يشعر الطلاب بالراحة والطمأنينة، ويعاملهم بألطف أسلوب لكسر التوتر والضغط النفسي الذي يصاحبهم خلال فترة الامتحان لا ان يزيد هذا التوتر من خلال سوء الاداء ،قبيل دخول قاعة الامتحان ،وفي داخل القاعة ايضا ،من حيث رفع الصوت ،وعدم حفاظه علی هدوء المكان نتيجة عدم قدرته على التعامل مع الطالب الذي قد يتعرض للتوتر الزائد او القلق قبل دخول القاعة ،وجراء السؤال عند اي امتحان صعب ،او حتى اثناء خوف الطالب من مرور الوقت دون انجاز ما هو مطلوب منه ،وهذا ما حدث مع غالبية الطلبة اليوم اثناء تقديم مادة اللغة العربية التي لا يتوافق وقت الامتحان مع الاسئلة الطويلة والصعبة،حيث انني هنا اناشدك بالإيعاز للجان التصحيح بأخذ ذلك بعين الاعتبار.
على وزارة التربية والتعليم اختيار المراقب وفقا لمعايير النزاهة والسمات المهنية والشخصية لضمان استقبال الطلبة عند دخولهم قاعات الامتحانات بشكل ينعكس على ادائهم ايجابا لا سلبا ،كما لا بد وان يكون اختيار هذا المراقب بما يضمن قدرته على التعاطي مع كل ما يستجد مع الطلبة اثناء تقديم الامتحان لكي يشعرهم بالحب والمودة ويوفر لهم الهدوء والراحة، التي تجعلهم يجيبون على أسئلة الامتحان بكل أريحية وثقة،وليس زيادة ما يشعرون به من توتر ،وذلك من خلال تدريب العاملين في لجان المراقبة على تهيئة الأجواء الملائمة والمناسبة للطلبة لضمان سير الامتحانات والعملية التعليمية بكل سلاسة ويسر ،وليس بترهيب الطلاب من خلال تقمص دور الشرطي الشرس في قرض الامن داخل القاعة دون اية اعتبارات لراحة الطلبة ولا حتى لشعورهم ،ولا حتى الاهتمام بتوفير الجو المناسب لهم داخل القاعة من اجل تقديم افضل ما لديهم من اجابة ،فهل وصلت الرسالة؟.
بقلم:ماجد هديب