دماء شهدائنا تجارة رابحة ومشروع استثماري

بقلم: سامي إبراهيم فودة

تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن تحرير الأوطان يحتاج إلى كل الضمائر الحية والقلوب المؤمنة والنفوس والنوايا الصادقة,يحتاج إلى العزيمة والإرادة وقوة الجأش’فلا يمكن أن تسترد الأوطان دون التضحية بالغالي والنفيس, ولكن ما هو في غاية الأهمية أن مسيرات العودة التي خضبت وجه الأرض بالدماء ولونت الأسلاك الشائكة بدماء الشهداء لم تخرج من اجل التحرير والتي كانت في ظاهرها غاية ما في نفس يعقوب ولكن في باطنها وسيلة للهروب من الأزمات الداخلية المعروفة لمجتمعنا الفلسطيني ومن الاستحقاق الوطني "الوفاق والشراكة الوطنية"والاستفراد بحكم غزة أطول فترة ممكنة,
فانا دماء شهدائنا وتضحيات جرحانا ومعاناة شعبنا الفلسطيني أصبحت تجارة رابحة ومشروع استثماري للأسف لم نحصد من وراء مسيرات العودة والتي أضيف لها"وكسر الحصار"سواء الدم والحسرة وخيبت الأمل والتي أريقت فيها دماء وارتقى فيها شهداء وسقط الآلاف من الجرحى مخضبين بدمائهم والعشرات من مبتوري الأطراف دفنت أطرافهم في القبور وهم أحياء,
معركة غير متكافئة لم تأتي بنتيجة غير الموت المجاني مقابل تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في غزة والتي لم ترتقي إلى حجم دماء شهدائنا الأبرار والتي سهلت من مهمة دول طواغيت البغي والشر والعدوان في العالم بتمرير صفقة القرن بإقامة إمارة ظلامية في غزة قابلة للحياة"من باب الظروف الإنسانية"
توقفوا ولا تكرروا تجربة مسيرات العودة"وكسر الحصار"هذه المرة في عرض البحر الأبيض المتوسط وتقدموا أبنائنا الجياع طعاما شهياً لأسماك القرش المفترسة في إطار كسر الحصار بعد أن فشلتم بتحرير الوطن والعودة لفلسطين التاريخية...
عن أي حصار تتشدقون ومعبر رفح البري مفتوح على مصراعيه ومئات الشاحنات من الدول العربية تدخل إلى القطاع بالبضائع التموينية والأدوية والسولار وللأسف أين تذهب...؟هل تخزن في المخازن والجمعيات والفائض عن الحاجة منها يباع في الأسواق "وشعبنا يموت جوعا"اعلموا أن اقصر الطرق لإنهاء معاناة شعبنا وكسر الحصار هو العودة لحضن الوطن بالمصالحة والوحدة الوطنية...

بقلم الكاتب/سامي إبراهيم فودة