تموضع عمال السياسة بعيدا عن الهدف بعد غياب ياسر عرفات

بقلم: طلال الشريف

وأنا لا أحب المقدمات النظرية وأذهب للكلام المباشر دائما فالفكرة السليمة تصل بأقل الكلام.

كل الاحزاب والحركات والمؤسسات السياسية الفلسطينية وإهبط لآخر قائد خلية في منظمة شعبية أو حزب فلسطيني لم يعملوا لقضيتنا منذ غياب ياسر عرفات بل عملوا لتثبيت مواقعهم في داخل الأحزاب والمؤسسات وتثببت مواقعهم الوظيفية.

لقد سعت الاحزاب جميعها لتثبيت أماكنها المهتزة وتثبيت دورها في العقد الأخير بل كانت حتي في للانقسام أسبابا ونتائج في محاولة من تلك الاحزاب لتثبيت مواقعها أو كسب مواقع جديدة متقدمة كما فعلت حماس من توسبع دائرة الوظيفة العامة لعناصرها وبناء تشكيلات الحكم في غزة بقيضة حديدية للإحتفاظ بالسلطة.

وكانت أيضا فتح والسلطة في رام الله ومنذ الانقسام حتي اليوم وهي تحاول استعادة مواقعها السياسية والجغرافية والامنية في قطاع غزة والتمكين لاحقا كما سموه بالإضافة أيضا لتعميق الدولة البوليسية في الضفة الغربية للإحتفاظ بالسلطة.

طوال مشوار ما بعد ياسر عرفات لم تكن قيادة السلطة او فتح ممثلة بالرئيس والفريق الاداري تعمل لهدف التحرر و ما يتعلق بقضية الخلاص من الاحتلال واقامة الدولة بل كانت المفاوضات التي قال عنها الرئيس بأنه لم تكن مفاوضات يعني مكنوش بيفاوضوا يعني بيترقوا في المواقع والوظائف وبيكلفوا البلد ميزانيات دون الهدف الحقيقي الذي وجدوا من أجله وهو الاستقلال والخلاص من الاحتلال ودون نتائج نحو الهدف

إنظروا وتأملوا الرئيس عباس منذ جاء إلي السلطة وهو يحاول تثبيت مكانته ويشتبك مع المعارضين دون انتباه للقضية ولا حتي لمعاناة الناس ودخل الفتحاويون في سجال حاد من هو مع الرئيس ومن هو ضد الرئيس دون أي علاقة لذلك من قريب او بعيد بهدف التخلص من الاحتلال وحماس تورطت في حروب وورطت غزة لأجل تثبيت موقعها في النظام السياسي الفلسطيني وليس للتحرير ولازلنا ندفع من مصير قضيتنا لأجل أن تبقي حماس هذا الحزب العابر علي قيد الحياة وندفع ثمن بقائه من رأس المال والأصول تماما كما تضيع الارض من عباس دون دفاع عنها وهي تصادر بل كثيرا ما يغض الطرف عنها وبعدها نبدأ بجمع المعلونات والاستنكار وكانهم صليب أحمر وندفع أيضا ثمن بقاء عباس وفتح علي قيد الحياة من الأصول ورأس المال لقضيتنا الوطنية.

كل قائد وكل مسؤول وكل حزب في العقد الاخير بعد ياسر عرفات ذهب ليبحث عن مصيره وليس عن حق تقرير المصير ومصير القضية.

انظروا حتي المجلس الوطني المزور ذهب الاعضاء وبإرادة الاحتلال للحصول علي عضوية المنظمة التي ستحارب اسرائيل بتصريح من اسرائيل، فهل من عجيب أم هو العجب الكبير.

ألم أقل لكم لم يعمل أحد للهدف بعد ياسر عرفات شوفوا عباس بيجري ورا دحلان ودحلان بيجري وراه من سبع سنين وشوفوا عباس بيجري ورا حماس وحماس بتجري وراه من إحداشر سنة شوفوا ونأملوا وكا ن ليس لدينا قضية مع تلاحتلال وبلاش نحكي عن الباقيين الفضايح شو صار فيهم حتي شوفوا المؤسسات الاهلية العائلية الخاصة شو صار فيها وكيف بيجروا ورا بعض بعيدا عن الاحتلال ومله يبحث عن تثبيت نفسه ومصيره وليس عن مصير الشعب والقضية.

.. كل ما جري بعد ياسر عرفات هو فعل في حيز النظام السياسي الفلسطيني وتوابعه من عقد مؤتمرات أحزاب أو مجالس تمثيلية وصراع علي المواقع داخل الحزب الواحد أو الصراع علي السلطة بين الاحزاب أو علي الوظائف والتمويل في الوقت الذي نهبت فيه إسرائيل الأرض حتي وصل الحال لصفقات التصفية لقضايا هامة ومفصلية مثل القدس واللاجئين وكسر عظم بين الفلسطينيين دون محاولات تجبير الكسور والكل يحاول البقاء واعادة تثبيت مكانته دون نقلة نوعية للقضية أو نقل القضية الفلسطينية للأمام أي خطوة أو العناية بمشاكل ومعاناة الشعب وبالعكس يحدث تراجع كبير في قوة الوقف الفلسطيني أمام عنجهية أمريكا وصلف إسرائيل.

نفهم أن الشعوب والقيادات تراجع نفسها ومسيرتها في وقت أقصر بكثير مما أخذته القوي والاحزاب الفلسطينية في عملية المراجعة حتي المشتبكة منها.

أما أن نظل ندور في دائرة صراع مراكز القوة داخل الاحزاب ومراكز القوي بين الاحزاب علي المكانة والسلطة كل هذا الوقت ولم يخرج أو يتمكن الشعب الفلسطيني من حسم معركته مع المحتل بالسياسة او بالحرب فتلك كارثة الكوارث واقتراب من الهزيمة النهائية والدائمة ودفع استحقاقاتها.

بقاء الحال يراوح في المكان بإدعاء الطريقة الأمثل والاجدي من كل حزب هي دعوة للاستسلام وركوب قارب التسويات حتي التصفوية والبحث عن موطيء قدم علي سفينة ترامب المبحرة نحو الشرق الجديد، فهل ما نشهده من غياب للرؤية والفعل الحقيقي المطلوب جهلا أو عمدا هو أيضا صراع لتثبيت المواقع في النظام السياسي الفلسطيني المطلوب لصفقة ترامب .... أنانية وفئوية ومجاكرة سكرانين وبهدلة كمان... فش عاقل يرمي في عينيهم رمل .

د. طلال الشريف