اللاعنف سلاح الأقوياء

بقلم: عدنان الصباح

القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الصمود حد فضح ضعف المجرم وكشف زيف قوته الكاذبة التي لا تنتمي إليه ولا ينتمي إليها

عادة ما يختبئ اللصوص بالمجهول لتنفيذ سرقتهم مهما كانت القوة الذاتية التي يتمتعون بها حتى يتسنى لهم الالتفاف على قوى اصحاب الحق الذين ينوون سرقته وكذا فعلت بريطانيا في سرقة ارض الهنود الحمر في أمريكا متخفية بثياب العلم والاكتشاف والعصرنة والتحديث ضد الاصحاب الحقيقيين للقارة الامريكية كما فعلت ذلك في افريقيا مع حليفتها فرنسا وكذا فعلت الحركة الصهيونية في فلسطين بالتعاون مع الأطراف المذكورة وحين تتم السرقة فان اللص يلجأ ايضا الى أقصى مظاهر القوة لمواجهة صاحب الحق المسروق مهما كان ضعفه في محاولة لردعه عن السعي لاستعادة حقه مستخدمين بذلك الترهيب وتضخيم القوة أولا ثم استخدامها بشكل مفرط لتقديم الإثبات له على قوتهم وضعفه.

الحالة هنا هي المفارقة العجيبة فصاحب الحق يلجأ عادة لحشد كل طاقاته تحت الشمس مستندا الى حقه الواضح والذي لا ريبة فيه بينما يختبيء اللص خلف ادوات ومظاهر القوة لإقراره بسرقة ذاك الحق أولا وثانيا لخوفه وعدم استعداده للتحمل والصمود أمام استعداد صاحب الحق الذي سيستميت في الدفاع عن حقه او استعادته فيلجا صاحب الحق المشروع والواضح للصمود والثبات بينما يسعى اللص دائما لاستفزاز صاحب الحق ودفعه الى مربع المواجهة العنيفة لان اللص يدرك بانه هو صاحب القرار بالسرقة وهو من حضر كل الاستعدادات قبل السطو بفترة طويلة وهو الذي بات يملك مقومات القوة المادية بعد ان استحوذ بالسرقة على ما كان يملكه صاحب الحق.

انجرار صاحب الحق القوي بحقه الى مواجهة غير متعادلة في ملعب الخصم كان تهدد امريكا التي تملك القنابل النووية بقنبلة نووية وهمية او ان تحاول إقناعها بأنك تملك مثلا سلاحا كيماويا باستخدام بعض أنواع الكلور لتتحول الى مهزلة من ناحية ولتقدم له المبرر لاستخدام النووي الحقيقي الذي يملكه هو فعلا وهو ايضا يشبه قيامك بإلقاء حجر على مدفع عن بعد فأنت أعلنت صدام القوة وهو ما كان يتمناه عدوك الضعيف بحقه الغائب وهو ضعيف بعدده وهو ضعيف برغباته بالاستفادة من السرقة وهو ضعيف لأنه لا يريد ان يستنفذ كل عائدات المسروق في الدفاع عنه.

المطلوب من صاحب الحق ان يحول المسروق الى عبء دائم والوصول باللص الى حالة يدرك فيها ان الاحتفاظ بالمسروق سيكلفه أضعاف أضعاف قيمته فهو سيضطر لتمضية كل الوقت باستخدام كل الطاقة فقط في حالة دفاع وخوف على ما صار يمتلك خوفا من المالك الأصلي وعليه ايضا ان يضعه في حالة من الحيرة الدائمة وجعله غير قادر على تحديد قدرات المالك الشرعي ولا خططه ولا تكتيكاته ولا الى لأي مدى يمكنه الصمود, وعليه ايضا ان لا يوحد قوى عدوه وان يحاول ترتيب هذه القوى واختراقها بادراك ان في صفوف الأعداء هناك من يتنعم بالغنيمة المسروقة وهناك من يموت لجلبها او للدفاع عنها وهذا حال غير قائم في جبهة اصحاب الحق المسروق وبالتالي فان على صاحب الحق ان لا يسمح بانتقال هذه الحالة الى جبهته وجعل صفوف هذه الجبهة موحدة لا يوجد فيها من يتنعم ومن يندم فلا خاسر ولا كاسب هنا, وفي هذه الحالة أنت تزرع الشك في صفوف عدوك وسيكون الحال الأخطر ان تمكن هو من فعل ذلك بصاحب الحق وجبهته, اي ان يصل به الى القدرة على تفكيك وحدة جبهته وزراعة حالة من التذمر والشك في جبهته وتصنيف القائمين على مسيرة استعادة الحق بين متنعم ومتضرر او بين مالك للمال ومالك للتضحية او بين فاسد يقود ومناضل يموت فاخطر سلاح على اصحاب الحق هو تفكيك جبهتهم الداخلية وزعزعة الإيمان بضرب القائد النموذج او القائد القدوة كمجموعة لا كفرد بحيث تتحول كل صفة القيادة الى صفة منافية لصفة الكفاح في سبيل استعادة الحق وتصبح صفة ملازمة لصفة الفساد لتحقيق المكاسب الذاتية مهما تغير لونها او اسمها او حجمها ما دامت لا تقوم على أساس الحق الكامل لكل أصحابه لا لفئة متنعمة ضد فئة مستخدمة للنار, هذه الحالة ستكون مقتل من يقع فريسة لها وهي الحالة التي من المفترض ان يستطيع اصحاب الحق من استخدامها ضد أعدائهم الذين هو بالضرورة مستفيدين ومتضررين بين من استحوذ على الغنيمة ومن يدفع ثمن الدفاع عن استمرار القدرة على استحواذ المتنعم بها عليها وعلى فوائدها ومنافعها.

اي سلاح اذن عليك ان تستخدم ضد سالبي حقك, هل تلجا الى السرقة واللص أصلا اعد العدة لحماية المسروق قبل تنفيذ السرقة بكل ما يمكنه من منعك عن فعل ذلك, هل تستخدم سلاحه نفسه وهو قد أتقن استخدامه وقد تخندق قبلك في مسرح المواجهة كونه المعتدي الأول والفاعل الأول, أم هل تستخدم قوة عنيفة أكثر فتكا من قوته وإذا كنت تملك القدرة على ذلك ولم تفعل فأنت بالتأكيد تخون ذاتك وقضيتك, أما إذا لم تكن تملك ما يفوق قوته العنيفة عتادا وعددا فان عليك ان تبحث عن سلاح أكثر فتكا شريطة أن لا يشبه سلاحه لا في المصدر ولا في الاستخدام ولا في التكلفة وان يتميز هذا السلاح بقدرته على التفوق على سلاح عدوك فما هو هذا السلاح الممكن وما هي صفاته ومصادرة واليات استخدامه والقدرة على الوصول به الى تحقيق الانتصار واستعادة الحق وإلحاق الهزيمة باللص وجبهته.

سلاحان متناقضان دائما فهما سلاح المعتدي وسلاح صاحب الحق فسلاح المعتدي عادة يتصف بصفات تميزه عن غيره وهي:

مجرم: فما يعنيه الحصول على الغنيمة والفتك بصاحبها بأقسى أنواع الفتك وصولا الى القتل بهدف إلغاء وجوده حتى يتمكن من الاحتفاظ بالغنيمة أطول فترة ممكنة.

أعمى: فهو سلاح لا يفرق بين من يقف في وجهه او من يجده مقاوم محتمل في المستقبل او من يعتقد انه سيؤيد صاحب الحق في سعيه لاستعادته.

مضلل: فهو يستخدم كل أشكال المراوغة والكذب والتضليل ليقنع نفسه أولا وغيره بالقوة انه وحده صاحب الحق بالاحتفاظ بالغنيمة وهو بالتأكيد سيصل به حد تغييب وجود صاحبها الشرعي عن الوجود.

أطرش: لا يسمع ولا يريد ان يسمع موقف الحق ولا مبرراته ولا أصحابه وكذا لا يريد ان يسمح لأحد بسماع ذلك حتى لا يقتنعوا بموقف صاحب الحق ويصطفوا في الجبهة المعادية.

استعراضي: يسعى دائما لتقديم قوته وجبروته بأشكال استعراضية الهدف منها دب الرعب في صفوف المقاومين لجرائمه والرافضين لها والمحتجين عليها.

أناني: لا يهمه ما سيلحق من أذى بالآخرين ما دام سيتمكن من حماية صاحبه وحماية السرقة فعلا ونتائج والتخلص من اي احتمال للانتقاص من وجوده وهو بالتالي لم يصنع ولم يوجد إلا لحماية صاحبه الأصلي ولن يكون منزعجا من موت حتى أولئك الذين يموتون للدفاع عن صاحب السلاح وسارق الحق من أصحابه.

مراتبي: فهناك القائد المتواجد في غرفة القيادة البعيدة المحصنة والمتنعم بكل ما يمكن والجندي المحروق تحت الشمس والمضحى به للموت دفاعا عن قائده وسيد قائده وصولا الى اللص الأكبر الذي لا يطاله ولا يطال أسرته اي أذى وعلى صاحب الحق ان يتقن فضح هذه الجريمة بكل ما أمكنه بعيون وعقول المرميين طعاما للموت دفاعا عن الجريمة ومرتكبيها.

مأجور: دائما ما يستخدم اللصوص الآخرين للدفاع عن فعلتهم حتى يتمكنوا من التنعم بالغنيمة ومردوداتها عليهم وهم لذلك يجيشون الضعاف والمحتاجين والمغلوبين على أمرهم ويسلحوهم بالعدوانية وأدوات الحماية لا ليحموهم بل ليعطوهم القدرة على قتل غيرهم.

على الجبهة المقابلة وهي جبهة المقاومة والثورة على المعتدي لمنعه من الانتصار على الحق والتخلص من أفعاله فان المنتظمين في هذه الجبهة ملزمون بعدم استخدام نفس السلاح مهما كانت المبررات وذلك لأنهم الاصحاب الشرعيين للحق المسروق وصاحب الحق لا يجوز له ان يكون معتديا ولا ان يتصف بهذه الصفة وهو يسعى لاستعادة حقه وبالتحديد حين يدرك جيدا من هو السارق الحقيقي لحقه وهو الأقدر على التفريق بين أولئك المغرر بهم والمستخدمين وقودا للموت دفاعا عن اللص المستتر وبين اللص نفسه وهم ايضا ملزمون بالتفريق بين استعادة الحق والتخريب ولذا فان على سلاحهم ان يكون نافيا لكل منظومة سلاح المعتدين لا مكرسا لها ومتصفا بما يلي:

عادل: فهو سلاح عدل من منطلق التزامه باستعادة حق مسروق وإعادة العدل الى الحياة ورفع الظلم عن المظلومين وكبح جماح المعتدي ومنعه من مواصلة جريمته.

صادق: كونه يمثل الحق ولا يجوز أبدا استخدام الكذب والتضليل في معركة عادلة بالهدف والأدوات وعادة ما يكون المقاتل للأهداف الشريفة مؤمنا بها وبعدالة انتصارها والمؤمنين بالحق والعدل أنفسهم صادقين بالسلوك والفعل والقول في ان معا.

منفتح: فهو يقبل بالغير اللا عدواني واللا ظالم أولا وصولا به الى قبول الانضواء تحت راية الحق والعدل الذي يقاتل تحتهما صاحب الحق نفسه ولذا فان على المقاتل في سبيل الحق ان لا يكيل بمكيالين فيقبل الحق لنفسه ويمنعه عن غيره فاستعادة الحق لا تعني أبدا سلب الآخرين حقوقهم ولا الانزواء عن غير الذات بل توسيع جبهة الحق ومريديها والمدافعين عنها والمقاتلين في سبيل انتصارها.

متواضع: الحق عادة يدافع عن نفسه فالشمس لا يمكن حجبها بغربال أبدا وبالتالي فلا يحتاج صاحب الحق للأنماط الاستعراضية البشعة ولا العنيفة بل هو بحاجة لتقديم حقه وإشهاره بكل النظافة والاستقامة التي يحتاجها هذا الحق.

إيثاري: انه محب للغير وللقضية العادلة نفسها وغير أناني ويعتبر الحياة حق من حقوق البشر ككل وهو يقاتل بذاته لا بغيره ويتوحد مع غيره في كل المراحل ولا يهدف أبدا لاستبدال ذاته بغيره في مراحل الخطر ولا في مراحل ابتعاد الخطر.

لا مراتبي: فسلاح الحق ينضوي الجميع تحت رايته ويقاتلون به بلا مراتبية فلا قائد ولا جندي ولا ملقي أوامر ولا مطلق نار فالجميع معا تحت السماء في مواجهة الأعداء بنفس الصف وبنفس القدر فلا ذاهب للموت مضحى به ولا مختبيء ليتنعم على دم غيره.

صاحب حق: فهو غير مأجور للغير ولا يستخدم كأداة لحماية الظلم وفاعليه بل هو سلاح الحق ذاته وأهله اي ان السلاح هنا يستخدم من قبل اصحاب الحق أنفسهم لا من قبل مأجورين للدفاع عن السرقة والمسروق لصالح حفنة من المنتفعين الحقيقيين من فعل اللصوصية ومخرجاته.

هنا يبدو الأمر واضحا فالمقاتلين في سبيل حريتهم وحرية بلادهم هم في حقيقة الحال يقاتلون في سبيل سيادة الحق والحرية في كل مكان وانتصار معركتهم هم هو انتصار لكل معركة الحق والعدل والحرية في كل بقاع الأرض وهذا النصر يطال كل بني البشر بشكل مباشر او غير مباشر فأي انتصار للحق في أية ارض هو انتصار لكل المقاتلين في سبيله في كل مكان.

ان حياة صاحب الحق هي اخطر سلاح يقلق اللص ويمنعه من الاستمتاع بجريمته والمثل الشعبي القائل " لا يضيع حق وراؤه مطالب " ينبغي إدراك تتمته اي ان الحق ان لم يجد من يطالب به سيضيع وبالتالي فان حياة صاحب الحق ضرورية لاستعادته, وكثيرة هي الشعوب التي جربت سلاح العنف وانتصرت حين تمكنت من تهيئة الأجواء والظروف لذلك وكل شعب يمكنه ان ينتصر بسرعة ويحقق أهدافه بالضربة القوية القادرة على تحقيق النصر ولا يفعل فهو يفرط بحقه كأقل ما يمكن ان يوصف به او يتنازل عن حقه لعدوه طواعية, وبنفس الدرجة فان من يحاول محاربة عدوه والانتصار عليه بأشكال هزيلة من الأسلحة النارية التي يستخدمها العدو نفسه فهو كمن يسعى للانتحار وتقديم موته كهدية مجانية لعدوه دون اي عناء ولذا نجد قادة الاحتلال دائما يتحدثون عن استعدادهم لتقديم الموت لمن يريده من أبناء الشعب الفلسطيني وحين تم اغتيال الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في غزة قال وزير دفاع الاحتلال آنذاك لقد اهدينا للدكتور ما يتمناه في حين خسر شعبنا مناضلا صلبا ولقد سعى الاحتلال الى اغتيال قادة شعبنا البواسل بالنار مباشرة للتخلص منهم ومنهم على سبيل المثال كمال ناصر وكمال عدوان والنجار والشيخ احمد ياسين وابو علي مصطفى وابو جهاد والدكتور فتحي الشقاقي وخالد نزال وغيرهم الكثير بينما لم تتمكن كل فصائل الثورة الفلسطينية وعلى مدى عقود من فعل ما يردع ذلك اللهم إلا في عملية الرد على اغتيال القائد الشهيد أبو علي مصطفى.

كيف تقاتل لاستعادة حقك اذن؟, هل تحمل قنبلة ضعيفة من صنع يدوي وأنت بلا ساتر لتلقيها على عدو يرتدي كل واقي ممكن ويقف خلف ساتر فولاذي ويحمل قنبلة حديثة يمكنه ان يطلقها عليك لقتلك عن بعد, ففي حين لن تكون قادرا على ان تفتك به حتى عن بعد مائة متر سيكون بإمكانه إصابتك إصابة مميتة عن بعد ألف متر أو أكثر دون حاجته حتى للمواجهة وبالتالي فان صاحب المصلحة في الوصول الى المواجهة المباشرة هو أنت بحيث تصل الى نقطة يصبح فيها عدوك غير قادر على استخدام سلاحه إلا إذا مات معك وهنا تصبح المواجهة بين الحق والجريمة مباشرة وقيمية لا يمكن ان يكون النصر فيها للجريمة أبدا حين تقف الجموع القوية المؤمنة بحقها الجماعي العادل غير المستترة خلف الفولاذ والنار أمام مجموعة صغيرة من المأجورين لصالح غيرهم بلا ساتر وهو ما يجوز لنا ان نسميه استخدام سلاح الضعف من قبل الأقوياء في مواجهة سلاح القوة بيد الضعفاء فقوة صاحب الحق لا تعادلها قوة على الإطلاق وضعف المعتدي سيظهر مفضوحا إذا تساوت القدرات في لحظة المواجهة المباشرة حين يتعطل كليا سلاح القوة بيد المعتدي لتتجلى قوة سلاح الضعف بيد الجموع القوية وعلينا ان ندرك ان سلاح الضعف هذا يمكن استخدامه من الجميع بلا استثناء ولن يكون حكرا على جيل محدد وقدرات محددة ولا مراتب محددة كما هو الحال مع سلاح النار وهو الفرق الصارخ بين سلاح النور " العدل " وسلاح النار فسلاح النور يمكن استخدامه من الطفل والشيخ وسلاح النار حكر على الفئة الأقوى جسدا لا روحا.

قد تستطيع ان تحمل أداة للقتل وتقتل او تموت خلال ثواني ولكنك قد لا تكون قادرا على الصمود أياما وشهورا وسنوات وأنت تقاوم بلا كلل ولا ملل ولا تراجع فالبطولة ليست بالتخلص السريع من الحياة بل بالقدرة على الاحتفاظ بها بوجه القتلة والمعتدين فما يتمناه عدوك لك باستمرار هو الموت, وواجبك تجاه نفسك وقضيتك هو ان لا تقدم له ما يحب ويسعى إليه بكل بساطة, فأنت هنا تمكنه منك ولا تؤسس للانتصار عليه بقدر ما تطيل أمد جريمته وقدرته على مواصلة فعلها باستمرار وتقديمها كصورة للقوة والقدرة على الردع حد إخافة كل من يواجهها فالقوة الحقيقية تكمن في القدرة على الصمود حد إضعاف المجرم وكشف زيف قوته الكاذبة التي لا تنتمي إليه ولا ينتمي إليها, بعكسك أنت كقوة جماعية عادلة قادرة على الصمود في وجه كل أدوات القتل التي قد تستطيع قتل شخص هنا وشخص هناك ولكنها عاجزة قطعا عن قتل الآلاف ومئات الآلاف حين يصبح الكل واحد وتدرك هذه الأنا الجماعية كيف ومتى وأين تتقدم.

قاوم ما استطعت اذن واصمد ما استطعت وابق على حياتك وقدرتك على المواصلة ما استطعت, شريطة ان لا تتراجع ولا تخشى قوة مهما كانت, مدركا ان قوتك بالعدل والحق والجموع التي تنتمي إليك وتنمي إليها في مواجهة الجريمة والظلم وأدوات مرتكبيها من بشر وسلاح, فأنت ستقترب من النصر حتما حين تدفع من يواجهك كأداة لان يدرك بشاعة جريمته التي لا ينتمي إليها شخصيا ولا مصلحة له ولا لأسرته في الدفاع عنها واجعل دائما وجهتك القضية ذاتها ولا شيء سواها.

بقلم/ عدنان الصباح