يقول الله تعالى : ( .. ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله .. ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم .. وعد الله لا يخلف الله وعده ، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون .. يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ، وهم عن الآخرة هم غافلون .. ) ..
إستوقفتني هذه الآيات الكريمة في بدايات سورة الروم ، وكأنّها تتحدّث عن واقع شعبنا المناضل المرابط على الثغور في غزة هاشم، الواقف بصوته الصادح ، وصدره العاري ، وظهره
المكشوف ، ليس له في محنته إلاّ الله .. وقد تخلّى عنه الأقربون ، وجفاه الأبعدون .. وهنا لا يسعنا إلا أن نقول : المجد كل المجد لشهيدة الواجب " رزان النجار" ولكل شهدائنا الأبرار .. طوبى لأشرف الناس وأكثرهم بذلاً وفداء للحق والواجب وقضايا الوطن، أصحاب العطاء المقدس والدماء الزكية، والتضحيات الطاهرة، ماجدات شربن العزة والأنفة والكرامة من ثرى هذه الأرض الطاهرة والمباركة، وترجموها بأنبل معاني التضحية يوم ناداهم الواجب، جباه قضت عمرها شامخة أبية عزيزة لا تستكين، حملت الأمانة فصانتها وأقسمت فوفت، وعاهدت فصدقت، طوبى والف طوبى لك يا رزان .. ولكل شهدائنا الابرار الذين يكتبون بدمائهم الطاهرة الزكية تاريخ هذا الوطن ،
ويمثلون نموذجا للبذل والعطاء والانتماء، فكل قطرة من دماء هؤلاء الأماجد والماجدات تمثل سيمفونية حب لتراب الوطن الطاهر ، فجميعهم كانوا مؤمنين بأن الشهادة ستظل تاجا على رؤوس أهلهم وذويهم، وموقنين بأن أسمائهم ستكتب بأحرف من نور في سجلات الفخر والوطنية، لذا نجدهم يتسابقون في ساحات المجد إلى نيل شرف الشهادة، فهم أهل البطولة والمروءة والكبرياء، وهم أهل العزة والكرامة والشرف، وأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
نبارك الأرض التي احتضنت أجسادهم الطاهرة والسماء التي ضمت أرواحهم البارئة، عشقوا الوطن فأهدوه الروح، و رسموا ملامح الدرب وعبدوا طريق النصر، ضحوا بأرواحهم لنبقى، معاهدين الله والوطن أن يدافعوا عن سياج البلد الغالي بأغلى ما يملكون، فكان لهم ما أرادوا واحتضنتهم السماء ليعيشوا ويسطعوا نورا.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار، والحريّة لأسرانا البواسل، والشفاء العاجل لجرحانا الابطال، والخزي والعار لجيش الإحتلال الصهيوني، والنصر والحريّة لشعبنا العظيم.
بقلم/ فراس الطيراوي