لماذا تدعم أمريكا إسرائيل وتدعم خرقها الفاضح لحقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية

بقلم: علي ابوحبله

إسرائيل غيبت القرارات الدولية بفرضها سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحتها للدم الفلسطيني وخرقها الفاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، وكانت مجزرة غزه التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الرابع عشر من مايو دليل على جرائم إسرائيل المستمرة بحق الفلسطينيين المدنيين العزل ،
الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أسوأ احتلال عرفه التاريخ الحديث وان الدعم الأمريكي والغربي زاد في تمرد إسرائيل على قرارات الأمم المتحدة ورفضها الانصياع لهذه القرارات وقد استمرت في مشروعها الاستيطاني والتهويدي غير عابئة بالقرارات التي تصدر عن الأمم المتحدة بحقها , وبدلا من وضع حد لتمردها وجموحها تم مكافئتها من قبل إدارة ترمب بالاعتراف في القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الامريكيه للقدس وهذا دليل على الدعم والغطاء الأمريكي للجرائم الاسرائيليه
وبتحدي أمريكي صارخ للأمم المتحدة وميثاقها وقراراتها واستنادا لما سبق وان صرحت به نيكي هيلي المندوبه الامريكيه لدى الامم المتحده أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تسمح بالإساءة إلى إسرائيل واتخاذ قرارات موجهة ضدها.
وقد جاءت اقوال هيلي أمام المؤتمر الأمريكي الإسرائيلي في واشنطن :"نحن لن نرى أبدا تكرارا لما حصل بشأن القرار 2334"، مؤكدة "لن يكون لدى أحد شك في الدعم الأمريكي لإسرائيل". ولم تستخدم سابقتها في منصب المندوب الدائم في الأمم المتحدة سامانثا باور حق الفيتو في سابقة هي الأولى نهاية العام الماضي، واكتفت بالامتناع عن التصويت أثناء نظر مجلس الأمن في مشروع القرار 2334 الذي ندد بالبناء الإسرائيلي الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، وهذا ما سمح بإقراره.
وقد هددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (ايباك) بضرب كل من يعادي إسرائيل بـ "الكندرة" (القندرة).
وقالت هايلي إن "زمن التقريع بإسرائيل قد ولى، وأنا أرتدي حذاء ذا كعب عال ليس من باب الموضة، بل لأضرب به مجددا في كل مرة يحدث فيها شيء خاطئ".
وتابعت المندوبة الأمريكية "يوجد مدير شرطة جديد في المدينة، وإدارة ترامب تختلف عن إدارة أوباما فيما يتعلق بالتعامل مع اسرائيل، وأنا لم أتي إلى هنا كي ألعب، بل لتأكيد عودة الولايات المتحدة للقيادة، إن القرار 2234 الذي صدر في نهاية العام المنصرم(قرار ادانة الاستيطان الإسرائيلي) كان بمثابة ركلة في البطن، شعرت بها الولايات المتحدة".
وأكدت المسئولة الأمريكية أمام الحضور أن هذا الشيء لن يتكرر مستقبلا. وهو بالفعل لن يتكرر لان إدارة ترمب تدعم إسرائيل بدافع ديني اصولي عنصري وهي تسعى لتجسيد وجود دوله يهوديه اصوليه عنصريه بمخالفه لكافة القوانين والمواثيق والمبادئ التي قامت عليها الامم المتحده
وان الدافع الديني هو الأبرز وراء تفضيل بعض الأمريكيين لمصلحة إسرائيل على حساب بلدهم , فالتطرف الديني هو السبب الأول في الدعم الشعبوي الأمريكي لإسرائيل، فعلى الرغم من أن اليهود لا يتعدون 1.4% من الأمريكيين، فإن الطائفة الإنجيلية الامريكيه طائفة كبيرة حيث يُعرّف 84% من الأمريكيين نفسهم بأنهم مسيحيون في حين يعتبر 37% أنفسهم إنجيليين، وترتبط معتقدات الإنجيليين ارتباطًا وثيقًا بوجود اليهود والدولة اليهودية لقيام معركة “أرمجادون”، وصعود “المؤمنين”، وعودة “يسوع”، العقيدة التي يؤمن بها الملايين من الأمريكيين.
امريكا التي تدعي انها حاربت الإرهاب وقام إعلامها بالحديث عن التطرف الديني لدى المسلمين هي ذاتها الدولة التي يتحكم فيها متطرفون ويمثلون لوبي ديني في استطلاعات الرأي وتشكيل الرأي تجاه القضية الفلسطينية برمتها لدعم الإرهاب الصهيوني في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني .
تقول الأسطورة الأمريكية أنها تدعم إسرائيل لأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي تتناسب قيمها مع القيم الأمريكية من حيث الليبرالية والانتخابات الحرة الدورية التي تشهدها، وحيث حرية الرأي وحقوق الأقليات متاحة وهذا مغاير للواقع لان اسرائيل دوله عنصريه بامتياز وان قرار الاواسكو يؤكد ذلك ومجموعة قرارات جميعها تدين اسرائيل .
وسبب آخر لدعم الأمريكيين لإسرائيل أنهم يرون فيها حليفًا قويًّا لبلادهم في منطقة تدج بالعداء لأمريكا، حيث إن مخابراتها من أقوى المخابرات في العالم وجيشها هو الأفضل في الشرق الأوسط، ولديها خبراء في أمور مكافحة الإرهاب بوجهة نظر الامريكيين المتصهينيين وهم الذين يطلق عليهم اليمين الصهيوني المتعصب او المتشدد .
ويرى الأمريكيون أن من يكره إسرائيل بالتبعية يكره أمريكا، مما يجعلهم في نفس الخانة، فحزب الله والنظام السوري والمقاومة في فلسطين تعادي كلًّا منهما، مما يولد شعورًا بالتعاطف تجاه إسرائيل.
ووفقًا للكاتب الإسرائيلي “يورام إتنغر” في مقاله المنشور في صحيفة إسرائيل اليوم فإن العوامل الموجودة اليوم، ومنها “الإرهاب الإسلامي” والموجة المعادية لأمريكا، كلها أمور تصب في التعاطف الأمريكي تجاه إسرائيل وتُعزز من تبييض وجه إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية.
استنادا لهذه المفاهيم والمعايير الامريكيه لليمين الارهابي الامريكي المتصهين استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساء الجمعة الاول من يونيو 2018حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار كويتي في مجلس الأمن الدولي، يطالب بتوفير حماية دولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وحصل مشروع القرار الكويتي على موافقة 10 أصوات وامتناع 4 عن التصويت، فضلاً عن استخدام واشنطن لحق النقض "الفيتو".
وقبيل التصويت بلحظات اعتبرت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هيلي، أن مشروع القرار الكويتي "يشكل وجهة نظر أحادية فجة، وسنستخدم حق النقض لعدم صدوره".
ويطالب مشروع القرار الكويتي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، من الاعتداءات الإسرائيلية.
وجاء مشروع القرار على خلفية ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في غزة، يومي 14 و15 مايو الماضي، بعد استشهاد 65 فلسطينياً وإصابة الآلاف برصاص الاحتلال، خلال مشاركتهم في احتجاجات سلمية قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة.
ويدعو المشروع الكويتي إلى "النظر في الإجراءات التي تضمن سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة".
ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن يقدم إلى أعضاء المجلس تقريراً، خلال 30 يوماً، بشأن مقترحات ووسائل توفير الحماية.
وفي أكثر من مناسبة دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المجتمع الدولي إلى توفير حماية دولية لبلاده من "الجرائم والانتهاكات" التي ترتكبها إسرائيل.
ويتطلب تمرير مشروع القرار الكويتي موافقة ما لا يقل عن 9 دول من مجموع الدول الأعضاء في المجلس (15 دولة)، شريطة عدم اعتراض أي من الدول الخمس دائمة العضوية؛ وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وبريطانيا وفرنسا.
وعادة ما تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإجهاض أي مشروعات قرارات تعتبرها مناهضة لحليفتها إسرائيل.
وتتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة فعاليات احتجاجية، تنديداً بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل، في 14 مايو الماضي، من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة.
كما تطالب هذه الفعاليات بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948، وهو العام الذي قامت فيه دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
أمريكا تشهر يدها 44 مرة في مجلس الأمن ضد قرارات تدين إسرائيل وشكل الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار الكويتي لتامين الحماية للمدنيين الفلسطينيين ، صفعة قوية للمنظمة الدولية ممثلة في مجلس الأمن والمجتمع الدولي الراعي لعملية السلام، وهو بلا شك بمثابة مسمار آخر يدق في نعش عملية السلام الغير متوازنة وباتت في صالح الكيان الاسرائيليه بمواقف امريكا الداعمة للإرهاب الإسرائيلي والتهرب من استحقاقات العملية السلميه ومحاولات فرض امر واقع على الفلسطينيين
لقد اختارت ادارة ترمب دعم اسرائيل على حساب الحقوق الوطنيه للشعب الفلسطيني وهي بمواقفها تدعم الارهاب المنظم لدولة الاحتلال وان مواقف الادارة الامريكيه تتعارض مع مقولة جورج واشنطن في خطبة الوداع
“ليس هناك ما هو أكثر أهمية من الابتعاد عن الكراهية الراسخة والدائمة ضد دول معينة أو الارتباط العاطفي بدول أخرى. إن الأمة التي تنغمس في اعتياد الكراهية أو اعتياد العشق لأمة أخرى، هي أمة فاقدة للحرية لدرجة معينة”.
اذ لا يبدو أن الأمريكيين يتفقون مع هذه العبارة كثيرًا، العبارة المنقولة من خطبة وداع “جورج واشنطن”، في 1796، فوفقًا لاستطلاع رأي أجرته “بلومبيرج” فإن 45% من الأمريكيين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة دعم إسرائيل حتى وإن انحرفت مصالح إسرائيل عن مصالح بلدهم، ويرى 47% أنه عندما تتعارض المصالح الأمريكية مع إسرائيل، يجب أن تختار الولايات المتحدة مصلحتها فضلًا عن مصلحة إسرائيل. في حين يرى 8% أنهم لا يعرفون أو غير واثقين.

المحامي علي ابوحبله