هل هذه هي الحقيقة أن دور إسرائيل في الشأن الفلسطيني أصبح متعاظما أو قد أصبح الدور الرئيسي في إدارة الصراع أو بالأحري إدارة الحالة داخليا ؟
بصراحة ظهر الدور الإسرائيلي جليا وقويا في تشكيل النظام السياسي الفلسطيني في الآونة الأخيرة وتخطي التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل ليصبح بوابة الدخول لتسهيل وصول أعضاء حركة فتح لمقر مؤتمرها السابع قبل عام تقريبا كما أراد الرئيس عباس ولو شعرت إسرائيل بخطورة ما من عقد المؤتمر لعطلت تلك الإجراءات ولمنعت عقد المؤتمر ليتلو عقده جرعات إحكام القبضة الاسرائيلية علي النظام السياسي بالتدريج.
عقد المجلس المركزي قبل ثلاثة أشهر في رام الله دون شعور بالخجل أو التعجب لنفاجأ بعدها بالضربة القاضية لمركز "فلسطينية النظام السياسي" في عقد المجلس الوطني أعلي هيئة تمثيلية للشعب الفلسطيني بمباركة وتسهيلات إسرائيل وإحضار من ترضي عنهم إسرائيل إلي رام الله في مفاجأة فاقعة بفعالية إسرائيل في تشكيل النظام السياسي في الضفة الغربية وتجديد الشرعية كما يدعون للممثل الوحيد للشعب الفلسطيني م.ت.ف بمباركة إسرائيلية للعضويات واللجان المنبثقة لمنظمة التحرير التي يدعي المتنفذون فيها بأنهم في مواجهة مع المحتل ويسعون لتحرير الأرض، هذه هي الحقيقة فقد جددت إسرائيل الشرعية لما يسمي التمثيل الفلسطيني.
في المقابل في الفرع الثاني من النظام السياسي الفلسطيني في قطاع غزة كان التجديد الآخر لشرعية حماس ولكن بطريقة
مختلفة بعد عملية تأزم محسوب بين إسرائيل وحماس وبعضا من الصواريخ من الطرفين التي لم تغير في قواعد اللعبة المتفق عليها في هدنة سابقة ولعل الدور الاسرائيلي بدا واضحا بتصريحات الطرفين أنفسهم بأنهم لا يريدون حربا ولا يريدون تقويض سلطة حماس في قطاع غزة طبعا ليس حبا في حماس بل حبا في الانقسام وحماس تقول ليل نهار بأنها لا تريد المواجهة وقد تحولت للمقاومة الشعبية إلا إذا إعتدت عليها إسرائيل وإسرائيل تعتدي كل يوم بالقتل في مسيرات العودة وكي لا نرمي الحديث علي عواهنه فلا أحد يري تنسيقا أمنيا ملموسا بين حماس واسرائيل ولكن إسرائيل لها اليد العليا في إدارة الحالة الفلسطينية أيضا في قطاع غزة ولو أرادت إسرائيل أن تنهي سلطة حماس وتوحد النظام السياسي الفلسطيني لصالح رام الله فهي تستطيع ذلك ، لكن لماذا تفعل ذلك فبقاء الانقسام يخدم مصلحة إسرائيل أكثر من تجديد شرعية عباس وفريقه ورضيت حماس أم لم ترض فإن إسرائيل هي الطرف الثاني معها في عملية التأزم المحسوب الذي جدد لحماس شرعيتها سواء بالحرب أو بترك المجال بدون حرب من قبل إسرائيل، إنها السياسة الاسرائيلية المتفوقة وفن إدارتها .
أما علي صعيد الشعب الفلسطيني رضينا أم لم نرض بقواعد اللعبة المستمرة في الحالة الفلسطينية من إستمرار سلطة حماس واستمرار سلطة عباس بنفس النمط والوتيرة ودون تشكيل خطر علي الاحتلال وما قلنا عنه من تجديد شرعياتهما بمشاركة إسرائيل ورضاها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في لعبة السباسة فإن ما يحزن هو أن تحمل إسرائيل علي ظهرها الشرعيات الفلسطينية المجددة بعيدا عن الشعب وبعيدا عن صندوق الانتخابات لتوصلهم لسفينة ترامب وصفقة العصر كما هم منقسمين ودون مصااحة أو وحدة للنظام السياسي ليواصلوا تدمير الحالة الفلسطينية أكثر وأكثر حتي بعد الصفقة .. ولماذا نريد المصالحة التي توصلنا للإنتخابات مادامت إسرائيل تجدد الشرعيات.
الجميل الوطني أن تحملنا إسرائيل علي ظهرها لنحاربها مستقبلا، صح يا سويلم ؟
والسؤال الإنكاري الاستنكاري هو :
كيف يدير المتعنترون علي شعبنا السياسة في فلسطين علي الجانبين مع إسرائيل؟ .. أجب يا سليمان
د. طلال الشريف