أجهضت واشنطن مشروع القرار الكويتي في مجلس الأمن، الذي يطالب بتأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض للقتل يوميًا ويواجه المذابح والمجازر الاحتلالية المستمرة، فضلًا عن الحصار الوحشي وغول الاستيطان، وذلك باستخدام حق النقض " الفيتو " .
ولم تكتف واشنطن بعرقلة واجهاض المشروع الكويتي، بل تقدمت بمشروع قرار مضاد يدعو الى ادانة حركة " حماس "، واعتبارها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي تحاصره وتخنقه وتقتل ابنائه، هو " دفاع عن النفس "..!!!
لكنها فشلت واخفقت في تمريره بعد امتناع احد عشرة دولة عن التصويت.
وصدق المندوب البوليفي بقوله: " مجلس الأمن أصبح محتلًا بوجود عضو دائم يصوت باستمرار لصالح اسرائيل ".
ما فعلته ومارسته أمريكا هو أمر متوقع ولم يفاجىء أحد، فقد عودتنا طوال الوقت على اتخاذ هذا الموقف واللجوء للفيتو لاجهاض أي قرار يدين الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.
الفيتو الامريكي هو بمثابة سقطة أخلاقية أخرى لامريكا وسياستها المعادية للشعب الفلسطيني، والداعمة للسياسات والممارسات الاحتلالية في المناطق الفلسطينية، وهو يعكس ويمثل العمى السياسي والانعزال الامريكي عن الواقع، وازدواجية المعايير، والانحياز اللامحدود للمحتل ولاعمال القتل ضد الفلسطينيين العزل، الذي يقاومون ويتصدون بصدورهم العارية لجيش الاحتلال.
السياسة الامريكية تزداد شراسة وتوحشًا باستمرار ، وهذا يعود بالاساس الى مواقف أنطمة العار والتبعية، الذين باذعانهم لامريكا، والتساوق مع سياستها العدوانية، يمهدون الطريق أمام الدبابات الاسرائيلية.
ومن المضحك المبكي هو مشهد قيام حكام السعودية وقطر والامارات ومصر والبحرين، بطرد التواجد الامريكي من اراضيهم احتجاجًا على حماية واشنطن للاحتلال الاسرائيلي، فهو سيناريو تمثيلي ومسرحي بامتياز ليس الا..!!!
فالعواصم العربية تغرقنا يوميًا باطنان الكلام والأكاذيب عن ألمها ووجعها وقلقها لما يحدث في غزة وفلسطين، لكنها في الوقت نفسه تفتح بلدانها وتحتضن الجيوش الامريكية ومخابرات السي سيي ان لتواصل هيمنتها واستبدادها.
أما الشعوب العربية، وللأسف، فلا يوجد أشد وجعًا من صمتها المريب وسكوتها المتواصل على كل هذا النفاق والعهر السياسي الامريكي والخيانة الوطنية والقومية والانسانية، التي يرتكبها حكامها ومجلس أمناء ما يسمى " الجامعة العربية"، فقد طال هذا الصمت القاتل، الذي يشكل وصمة عار في جبين امتنا العربية كلها لو أستمر اكثر ..!
وكم نحتاج في هذا الوقت بالذات الى أمثال الشاعر اللبناني الحر خليل حاوي، الذي اطلق النار على نفسه منتحرًا احتجاجًا على الصمت العربي ازاء جرائم أمريكا واسرائيل بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني.
بقلم/ شاكر فريد حسن